الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماهير الشارع وأمين عام الشاشة

مردخاي كيدار

2008 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بعد غياب طال أمده ظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على شاشة قناة ان بي ان اللبنانية في مقابلة امتدت على 3 ساعات كاملة مع الإعلامي المشهور سعيد غريب وتكلم السيد حسن عن الكثير من المواضيع التي يهتم بها المشاهد اللبناني خاصة والعربي عامة. وبالطبع كانت المقابلة بهذا الطول تعويضا للمشاهدين على طول غياب السيد حسن من الفعاليات الجماهيرية في لبنان ربما بسبب العادة اللبنانية الغريبة بتصفية السياسيين الذين يجرؤون على الخروج من معاقلهم المحصنة .

واتسمت المقابلة بالروح الهادئة التي سادت السيد حسن والابتسامة التي لم تفارق وجهه وكان واضحا أن هذا المظهر ليس إلا قناعا يغطي المآرب الحقيقية لأمين عام حزب الله التي يعلمها القاصي والداني . وقد ألمح السيد حسن إلى حقيقة نواياه عندما أكد أن المعارضة لا تريد ((النزول إلى الشوارع)) وهي تتمسك بالعمل السياسي وبحكومة الوحدة الوطنية مع الاحتفاظ بالمصلحة الوطنية عن طريق التوصل إلى الثلث المعطل ومعنى هذا كله هو أن حزب الله لا يزال يهدد المنظومة السياسية اللبنانية ((بقلب الطاولة)) خدمة لمصالحه ومصالح من يقوم بتمويله وتسليحه وتدريب مقاتليه. وكان هذا هو السبب في امتناع نصرالله عن الكلام عن محور طهران – دمشق – حزب الله كي يوهم المشاهد بأن إيران وسوريا لا تتلاعبان بالسياسة الداخلية في بلاد الأرز. والأدهى هو ما قال السيد حسن بأن عدد اللقاءات والاجتماعات مع الإيرانيين قد تقلص في الفترة الأخيرة وهم لا يمارسون أي ضغط على أحد في لبنان ونصرالله يظن بأن المشاهد الذكي يصدقه.

أما هذا المشاهد الذكي فلم يكن بحاجة إلى برهان آخر على متانة محور سوريا – حزب الله بعد تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس ، أي نفس يوم مقابلة السيد حسن ، الذي جاء فيه أن سوريا تترك اللبنانيين ليحلوا مشكلة الرئاسة بأنفسهم ، فماذا كان حتى اليوم؟

ولكن الأخطر في أقوال السيد حسن في المقابلة المدبرة مسبقا والتي قام هو بصياغة الأسئلة فيها عندما وجه اللوم والتهم صوب الجيش الوطني وأجهزة الأمن التابعة للدولة واتهمها بأنها تخدم السي أي أيه والاف بي أي ، وبهذا أباح دم قادتها وهدد بصورة شبه مكشوفة بمتابعة سلسلة الاغتيالات التي بدأت بالعميد فرانسوا الحاج.

وعندما سئل نصرالله عن الاتهامات التي وجهها إليه أسامة بن لادن حاول أمين عام حزب الله الإجابة بصورة متزنة وكأن ((من حقهم أن يخالفونا)) ولكن يبدو أن نصرالله أصبح زعيما فات عليه الزمان وفقد مصداقيته حتى في أعين من تابعه في الماضي فهو يدافع عن نفسه ويحاول لصق التهم بالآخرين من خلال تسجيل يطلقه للهواء مرة في بضعة أشهر.

الخلاصة: بعد أن أتعب المشاهدين ثلاث ساعات متتالية وكرر شعاراته كالاسطوانة المشروخة يبدو أن المقابلات القادمة للسيد حسن نصرالله ستثير اهتماما ضئيلا ويبقى السؤال – وراء أي قناع سيتستر أمين عام حزب الله في المقابلة القادمة ، هل سيعود إلى المظهر المتحدي والصوت الصارخ والقبضات المتطايرة أو يرتدي مرة أخرى القناع البلاغي الهادئ المزيف الأجوف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس النواب الأميركي يمرر مشروع قانون يعارض تعليق إرسال أسلح


.. مظاهرة في جامعة لايدن بمدينة لاهاي الهولندية تضامنا مع فلسطي




.. الفيفا يطلب استشارة قانونية بشأن اقتراح فلسطيني لتجميد عضوية


.. أصوات من غزة | تفاقم معاناة المصابين بأمراض مزمنة في غزة بعد




.. مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بإقالة وزير الدفاع الإسرائيلي