الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات

فاضل خليل

2008 / 1 / 5
الادب والفن


عام 1968 يذكره كل من أحب المسرح منا. كانت أعمارنا لم تتخط الثلاثين. وكانت لنا في ذلك العام بدايات لتجربة ما نزال نعتبرها رصيد طموحاتنا. في ذلك العام كانت لنا أعمال:
*موت دانتون - لبوشنر - إخراج فاضل السوداني.
*المسيح يصلب من جديد - لكازانتزاكي - إخراج عوني كرومي.
*أويسك - لبوشنر - إخراج فاضل خليل.
ثم توالت الأعمال لتعمق التجربة، أو بالأحرى لتطبع أقدامنا على خشبة المسرح.. إنها، كانت البداية التي حفزت الكثيرين إلى القول بأن هناك بديلاً جديداً للمسرح التقليدي (الفكر، السلوك، المنطق) وإن وراء ظاهرته شبان يستفيدون من قراءاتهم الخاصة ومن متابعاتهم وتعبهم، مضافاً إلى ذلك كله جهد بعض الأساتذة الكفوئين الذين علموهم شيئاً واستمروا إلى الآن.
كنا شباباً نبني تجربة. تجاوزنا الكثير من الأخطاء، وكان للتسكع في حياتنا حيزه الكبير. اتهمه البعض أنه تسكع غير منتج، في حين إنهم لم يبحثوا عن الأسباب التي خلقت هذا التسكع، فضلاً عن إنهم كانوا يجافون الحقيقة، إذ إننا كنا نلتقي ونتحاور لندرس تجربتنا في المسرح من أجل تجاوز الأخطاء وما يتسرب في أنفسنا من متاعب ذاتية. ونجح البعض منا في تحقيق ذلك وفشل البعض الآخر.
عشنا هذا التسكع متجمعين، لكننا مارسنا التجربة والوعي متفرقين.. فوجئنا بأن البعض منا يطمح في أن تكون بدايته (مخرجاً) وإذا لم أكن مخطئاً فإن أكثرنا بما فيهم نحن الذين كنا نقود حركة الشباب على المسرح، نضع شرط (المخرج) عندما نصوغ طموحنا مع أنفسنا، ولا بأس من أن نكون (ممثلين) عند الضرورة. هكذا كنا نفكر، ثم بدأنا نعمل فرادى، كل يعمل حسب فكره الخاص واجتهاده. وبرغم ذلك كنا نلتقي عند العمل الناجح في تجربة مسرحنا. كنا على اختلاف دائم ولكننا سرعان ما نتوحد في المساء عندما يعرض مسرحنا موضوعاً ناجحاً. حاولنا ثانية أن نجتمع حول منهج واضح للمسرح وفكر موحد، ففشلنا وفشلت المحاولة.
تخرجنا في الأكاديمية والمعهد ومعاهدنا الدراسية الأخرى، واتجهنا إلى الفرق المحترفة ذات الشأن على المسرح ففوجئنا بلائحة من الأفكار، تقول:
-(الويلاد بعدهم زغار على المسرح، رجلهم ما ماخذه على المسرح كممثلين، شلون انخليهم يخرجون؟!).. هؤلاء المتسكعون يطمحون إلى ما يسمى بـ(المسرح البديل) كيف نقبل منهم هذه الآراء؟ ونحن (نعرفهم) نحن الذين علمناهم ألف باء المسرح، يأتوننا الآن ليعلموننا ياء المسرح. عجيب!!
وبالتالي أفلح البعض (بعض الرواد) في إبعادنا عن المسرح. كانوا سيندون أدواراً صغيرة لنا وما تجود به إيمانهم..! واستفادوا من الثغرات الفكرية في سلوكنا المسرحي، ومنا من استنكر وضع المسرح وبقي إلى الآن (يتسكع) كما يقولون، ومنا من وافق على آراء بعض الرواد من أجل أن يصل للمسرح ويمارس حرفته فدخل الفرق الأهلية وتمكن من النجاح، إلا إنني أريد أن أثبت حقيقة معينة للتاريخ ولأجل أن لا تضيع هذه الحقيقة بين مناقشات شخوص المسرح التقليدي الذين سعوا لإبعاد أفكار الشباب آنذاك، أقول:
(إن العديد من الأساتذة استثمروا رؤى هؤلاء الشباب واستغلوا الكثير من أفكارهم التي كانت تطرح في المعاهد والمنتديات ومقرات الفرق وثبتوها في مسرحياتهم وأعمالهم المسرحية، وبدلاً من أن يجري هناك إقرار لحقيقة مصدرها (الشباب) تم تثبيتها لمستثمريها وأصبحت وثائق سجلت بأسمائهم في الصحف والمجلات واحتفظ بها أرشيف المسرح).
بعد هذه الرحلة البعيدة نسبياً عن زمننا الحالي، أقول لشباب المسرح خاتمة لحديثي: … أيها الشباب، لتكن لتجربتكم الاستمرارية وفق منهج واضح يحدده المنطق الوطني وتدعمه كفاءاتكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ