الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذاعة راديو بلوس تحتفل بعيد ميلادها الاول

المهدي مالك

2008 / 1 / 5
الصحافة والاعلام


مقدمة
يعد الاعلام السمعي الامازيغي اقدم وسيلة للتواصل و نشر الثقافة الامازيغية ببعدها الموسيقي فالاذاعة الامازيغية بالرباط استطاعت الحفاظ على الموسيقى الامازيغية طوال عقود من الزمان بالرغم من ان سياسة التعريب كانت قوية في عهد الحسن الثاني , و كان الاعلام السمعي الامازيغي يلعب ادوار محدودة في نشر التوعية الدينية و الاجتماعية غير ان اذاعة اكادير الجهوية بدلت مجهودا في منتصف التسعينات من اجل نشر الوعي بالهوية الامازيغية من خلال برنامج تاوسنا تمازيغت الذي يقدمه الاستاذ محمد اكوناض .
ان المغرب فتح عدة اوراش في ميادين كثيرة كالميدان الاعلامي من خلال احداث الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري و ظهور اذاعات خاصة كنتيجة طبيعة لاحتكار الدولة للاعلام العمومي منذ العقود الماضية, و يشرفني ان اتحدث عن تجربة اذاعة راديو بلوس باكادير و ابداء بعض الملاحظات الهادفة الى البناء و ليس الى التحطيم .
ان اذاعة راديو بلوس تمكنت برغم صغر سنها من اضافة اشياء جديدة في فضاء الاعلام الامازيغي كتكريم التراث السوسي الغزير بالامثال التي قالها الاوائل من الامازيغيين, و في هذا السياق هناك برنامج اسايس الذي يقدمه الاستاذ الكبير محمد ولكاش المعروف لدى الجميع باهتمامه الشديد بهذا المجال و يهتم برنامجه بالامثال و القصص و يهتم كذلك بروائع القصائد الخالدة و كان هذا البرنامج قد اهتم في الصيف الماضي بتقاليد و مراسيم الزفاف في مختلف المناطق السوسية و في رمضان الماضي اهتم كذلك بتعريف تاريخ المدارس العتيقة و دورها الهام في نشر الثقافة الاسلامية ,و يعتبر برنامج اسايس مفيدا و معرفا بالثقافة الامازيغية بعيدا عن اطار فلكرة السائد حتى اليوم في بعض البرامج التلفزيونية .
و عملت اذاعة راديو بلوس على تكريم الفنانين الامازيغين و رد اعتبار لفنونهم المتعددة التي طالها التهميش و الاقصاء الاعلامي الخ, فكرمت مجموعة ازنزارن ايكوت عبد الهادي التي اعطت الشيء الكثير للاغنية الامازيغية المعاصرة و تطرقت في قصائدها الى هموم المجتمع الامازيغي بفترة السبعينات و الثمانينات
ثم جاء تكريم مجموعة ارشاش المدافعة عن الهوية الامازيغية و كذلك عن قيمنا الاسلامية ثم جاء دور تكريم الرايس المناضل الحاج محمد البنسير في ذكرى وفاته 18 بينما قنواتنا التلفزيونية مازالت تعتقد انها في مكان اخر غير المغرب و تكرم الغرباء و ترك اصحاب هذه الارض الحقيقيين .
و على راديو بلوس ان يستمر في طريق تكريم المجموعات الامازيغية مثل اوسمان التي يذكرها جيل السبعينات لكن جيلنا لا يكاد يعرف شيئا عن تلك التجربة التاريخية التي اعطت الانطلاقة لوعي باهمية الامازيغية كمشروع حضاري يهدف الى وضع النقاط على الحروف.
و تقدم اذاعة راديو بلوس او راديو سوس كما سماها الاستاذ ايكوت عبد الهادي العديد من البرامج في المستوى مثل صباح الخير سوس و تكمي ن الهناء الخاص بالجنس اللطيف و اسواق سوس و غيرها من هذه البرامج المتنوعة غير انني لاحظت ان هناك برامج دينية كبرنامج تعليم القران للصغار و هو في المستوى و هناك برنامج ديني اخر لكنه بدون المستوى و ذلك راجع الى الفقيه محمد احداد الذي احترمه لكنه ارتكب خطاء في رمضان الماضي حيث استعمل مصطلح البربرية كاننا مازلنا نعيش في عهد المصطلحات البالية كالبربر و الشلوح برغم من استعماله من طرف بعض الروايس الكبار , و ان من الواجب على هذه الاذاعة المتميزة الانتباه في مثل هذه الاخطاء الصغيرة لكنها كبيرة في معانيها التاريخية و الدينية و البربر مصطلح مرفوض و متجاوز منذ خطاب اجدير التاريخي.
و اقترح على هذه الاذاعة المتميزة خلق برنامج خاص بتفسير القران الكريم باللغة الامازيغية و هذا الاقتراح المتواضع يستمد مشروعيته من الواقع الامازيغي و كذلك من بياني القاضي برد الاعتبار لبعدنا الديني المنشور في كتابي و يستمد مشروعيته ايضا من تمزيغ الفكر الاسلامي الذي بدا منذ قرون الا انه توقف في فجر الاستقلال للاسباب المعروفة لدينا ثم انطلق من جديد مع الاستاذ الحسين جهادي اباعمران و انجازاته العظيمة في هذا السياق.
و انني أشجع البرامج الاجتماعية كبرنامج صباح الخير سوس ليوم السبت و الاحد و المقدم من طرف محمد ولكاش و خديجة البوزيدي و يناقش هذا البرنامج المفيد مع المستمعين جملة من القضايا الاجتماعية كمحافظة على شجرة اركان و التسول كظاهرة شوهت صورة مجتمعنا في نظر الاجانب و قضية السحر الخ , و اتمنى من هذا البرنامج الاستمرار في نفس الطريق مع اضافة مواضيع ثقافية و دينية كانتشار التطرف الاصولي الدخيل الينا و كذا بعض القضايا الاخلاقية مثل لماذا تموت قيمنا الجميلة كالوقار و العفاف في مجتمعنا المحافظ اصلا .
و خلاصة القول بان اذاعة راديو بلوس حققت مجموعة من الاهداف و الغايات التي كانت من المستحيلات كالتعريف بالهوية الامازيغية كل ابعادها المتعددة و اشكر كل المذيعين و المذيعات و اخص بالذكر الاستاذ محمد ولكاش و المذيع اديب السلكي و مصطفى السبتي و عبد الله كويتا و الاستاذ محمد زيري الذي يقدم برامج في المستوى بمجال الثقافة و الهوية الامازيغيتان.
و كما اشكر المذيعة خديجة البوزيدي و كلثومة باكرمي الخ و اشكر مدير الاذاعة الاستاذ عبد الرحمان العدوى.
و يمكنكم الاستماع لهذه الاذاعة الجميلة عبر هذا الرابط و تحية إكبار و إجلال لافراد جاليتنا المغربية المقيمة بالخارج
http://www.radioplus.ma/player/real/rmp.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح