الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيبة الدولة وسلطة القانون

سلام خماط

2008 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مسؤولية مكافحة الإرهاب ليست مسؤولية الحكومة وحدها ,بل مسؤوليتنا جميعا .
وهي واجب وطني يجب إن يشارك فيه الجميع ,وإننا بدون هذه المشاركة نكون
وان الأوضاع السيئة التي يعاني منها الكثير من الشرائح الاجتماعية في العراق والتي
أدت إلى معاناة يومية متمثلة بالبطالة وقلة الموارد,
ومشكلة التضخم وعمليات الفساد المالي والإداري بالإضافة إلى انعدام الثقافة العامة
وعدم تواجد نواد ثقافية بل عدم وجود قاعة في كل مدينة مخصصة لإقامة الأمسيات والندوات قد أدت إلى تراجع مؤشر الثقافة وأصبحت عوامل مساعدة على انغلاق الفكر والتحجر العقلي .
وان التطرف في العادات والتقاليد السقيمة وخاصة نلك التي يدعونها بتعاليم الدين ,بالإضافة إلى ما ترسخ وتأصل في أعماق النفس من مفاهيم معوجة في كوامن الوعي الفكري ,ومنها قتل ما يسمى بالخارجين عن الدين ,كل هذه العوامل جعلت من البعض
كارهين للمجتمع والثقافة والانفتاح على الحضارات الإنسانية قد تكون أسباب أخرى لظاهرة الإرهاب .
لقد ساهم شيوخ التخلف في تمويل المعركة بالسلاح والمال والأعلام كذلك وبحروب معلنة تارة ومخفية تارة أخرى ,حتى أصبح هؤلاء المصدر الأساسي للتعصب المذهبي المتطرف لاسيما إن الكثير منهم من حملة شهادة الدكتوراه لكن بالإرهاب طبعا.
لقد تحولت الكلمات عندهم إلى رصاصات وتحولت الأفكار إلى عبوات ونحول الحوار إلى سيارات مفخخة ,من هنا يقع على عاتق الحكومة المنتخبة مسؤولية عدم محاباة أي شخص على حساب أرواح الأبرياء ويجب عليها إن تقول كلمتها الفصل أتجاه أي فرد متورط مهما كانت صفة هذا الفرد ,ولا نعتب هنا على البرلمان ما دامت قراراته ملغية سلفا من قبل السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية .
وان الجميع سوف يؤيدون ألمواجهه بأقصى درجات الردع والقوة من اجل امن المجتمع وأمان المواطن ,كي نفرق بين منطق التحضر ومنطق المتخلفين .
إن هؤلاء الجهلة عاجزون عن مجاراة الواقع والسبب في ذلك يرجع إلى ما ترسخ في داخلهم من مرض نفسي مزمن ,من هنا يكون من الواجب الوقوف بحزم لكبح هذه الفئات الضالة التي تؤسس لتحكم دولة حتى ترجعنا إلى عصر الدكتاتورية فيصبح الإنسان هنا وفي ضل هكذا دولة مزعومة يعيش في مجتمع يسوده حكم الغاب وتنتفي فيه الكفاءات العلمية والمقدرة الفكرية الواعية فيصبح فيه العالم والمفكر في سجن تحت الأرض ويصبح فيه احد المتخلفين وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي أو يصبح فيه محمد مهدي ألجواهري مشردا ومهاجرا وأحد النكرات وزيرا للثقافة .
عندها يكون المتخلفون عبارة عن مجموعة زائفة العقل والمنطق ومتصدرة لأساليب الخداع والظلم وتقييد الحريات ويكون هدفهم السعي من اجل إن يتخلى الإنسان عن التزامه الشخصي ويدين بما يدين به المجموع وتحاول كذلك إلى تحويل الإنسان إلى شخص عديم الشخصية في مثل هذا الوضع المبتذل .
من هنا نستطيع القول إن الإنسان لايمكن إن يتحرر من أرائه الحافلة بالأنانية والتقاليد الزائفة إلا على دعامة من حرية الوعي العقلي الذي يجمع بين الناس عن طريق عقل مشترك ناجم عن تلاقي أفكارهم ,لان الوعي ينقل الإنسان من مرحلة الأنانية المتمركزة حول ألذات إلى مرحلة الوعي الأخلاقي الذي يحقق ضربا من التوافق بين الإنسان والمجموعة البشرية .
وان الإنسان الحر لا يعرف الخضوع الأعمى أو الموافقة الاستسلامية لأمر مطلق يصدر عن سلطة مهما كان نوعها وفقا لما يقضي به العرف أو التقليد ,حتى لاتتمكن الهمجية البدوية من إن تقذف بالفكر ووعيه في المتاهات ,وما الإرهاب الذي مارسوه وما زالوا يمارسونه إلا أجراما في حق الإنسانية .
ان العراق لم يعرف على مدى تاريخه إرهابا وسفكا للدماء كما عرفه على يد القاعدة والهيئات المرتبطة بها ,فلا أعتقد ان وطنيا شريفا يقبل بما يفعله بعض المحسوبين على الدين والسياسة وذلك عندما يتنقلون من بلد لأخر مستنجدين بالقاعدة التي هي منهم وهم منها ,ناهيك عما تفعله بعض الفضائيات ومنها البغدادية التي تعرض لنا بين الحين والأخر لقاءان مع بعض المجرمين من الصدامين الأوباش حتى أصبحت منبرا لهم ولغيرهم من الإرهابيين,فأصبح شأنها كشأن العديد من أخواتها كالشرقية والزوراء والمستقلة والجزيرة هذه الفضائيات التي تمول من أموال الشعب العراقي التي سرقها صدام وأودعها في حساب بناته التي تحتضنهن الأردن مع مجموعة كبيرة من المجرمين الهاربين من العدالة ,كل هذا يتم في مرى ومسمع من الحكومة العراقية والقضاء العراقي .
من هنا يكون التساؤل :لماذ لا يطبق قانون مكافحة الإرهاب على هؤلاء ولماذا لا تطالب الدول التي تحتضن هؤلاء المارقين ,أسئلة بحاجة إلى أجوبة شجاعة !
إن العراقيين يطمحون بعودة الهيبة إلى الدولة والسلطة إلى القانون ,وليس في هذا خروج على الديمقراطية ,فالحقيقة التي يجب إن يسمعها الموالون إلى هؤلاء القتلة إن هؤلاء الإرهابيون مجرمون بحق العراقيين الذين دفعوا أرواحهم ثمنا نتيجة لسياسات شيوخ الإرهاب المعادية للإنسانية.
الكاتب/ سلام خماط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب