الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناورون كغيرهم

سمير الأمير

2008 / 1 / 6
كتابات ساخرة


يعرف الإخوان المسلمون جيداً أن الوضع الدولى يجعل مسألة وصولهم للسلطة قضية بالغة الصعوبة ولذا لا يفلتون أية فرصة إعلامية لطمأنة الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة أنهم لن يهددوا مصالحها حال توليهم زمام الأمور فى بلدانهم بل لا مانع أيضاً من طمأنة الكيان الصهيونى طالما يعرفون أن الاعتراف بإسرائيل ورقة جيدة للعب على المستوى الدولى وبالتالى لا أرى أن تصريح الدكتور عصام العريان لجريدة الحياة بأن الجماعة ستعترف بإسرائيل إن هى وصلت للسلطة فى مصر، لا أرى أنه يعبر عن رأيه الشخصى كما يرى بعض المحللين فالإخوان مثلهم مثل كثير من فصائل العمل السياسى لديهم مساحة للمناورة قد تصل إلى أبعد مما يتصور البعض، فرغم تشدقهم بشعارات الجهاد ومقاومة المحتل التى تغطى جدران الأبنية العامة فى شوارع المدن والقرى، تجدهم يغضون الطرف عما يحدث فى العراق ولا يتحدثون عن المقاومة العراقية ووجوب دعمها ولكن فى المقابل تجدهم يدعون إلى دعم حماس فى غزة ويختصرون نضال الشعب الفلسطينى فى حركة المقاومة الإسلامية فقط وتفسير هذا التناقض لا يحتاج لجهد كبير إذ أن الإخوان المسلمين فى العراق يشاركون فى الحكومة التى يرعاها الأمريكيون، والحقيقة أن هذه الازدواجية ليست بدعة المرحلة الحالية من تاريخهم فقد كانوا يملؤون الدنيا با لصراخ من أجل إنقاذ أفغانستان إبان الاحتلال السوفيتى ويدعون إلى الجهاد هناك فى الوقت الذى كان الشعب الفلسطينى فى لبنان وفلسطين يتعرض لأبشع أنواع التنكيل ولكنهم كانوا يتصرفون وكأنه لا توجد قضية اسمها فلسطين لأن حماس لم تكن قد أصبحت وقتها فى مقدمة كبرى فصائل المقاومة الفلسطينية لدرجة أن الشاعر الكبير محمود درويش كتب يقول" فى كل مئذنة حاو ومغتصب يدعو لأندلس إن حوصرت حلب"
الخطورة إذن تكمن فى هذا الابتسار والاختصار والتناقض فى النظر إلى كفاح الشعوب فاتفاق أوسلو خيانة ولكن لا مانع من وصول حماس للسلطة على أرضية اتفاق هى فى الأصل ترفضه وغزو العراق عدوان على قلعة الرشيد ولكن لا بأس طالما الإخوة هناك أصبحوا شركاء فى الحكم، والديموقراطية هى بدعة غربية تؤدى فى النهاية لزواج المثليين ولكن لا مانع من استخدامها للسيطرة على النقابات والوصول للمجالس النيابية تمهيدا للانقلاب عليها وقد جاءت حماس للسلطة بالديموقراطية وذهبت فتح ببنادق القوة التنفيذية التابعة لحماس ( بالمناسبة لست أدافع عن فتح ففساد بعض رموزها أيضا مهد لما حدث)وإسرائيل كيان صهيوني مغتصب ولكن إن كان الاعتراف بها يفتح الباب لتوليهم السلطة فالضرورات تبيح المحظورات، وفى كل مرة نفاجىء بتصريحات تعبر عن برجماتية الإخوان وفى كل مرة يتراجعون لكى لا يفقدون شعبيتهم لدى البسطاء، نعم يتراجعون ولكن بعد أن تكون الرسالة قد وصلت!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر