الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة بشعة اخرى للنظام الابوي في السليمانية!

جلال محمد

2003 / 11 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعد سبعة ايام من المقاومة, قضت بروين محمد عبداللة يوم 1/10/2003 نحبها حرقا كانت بروين في ربيعها ال27 ام لاربعة اطفال, اكبرهم ابنتها البالغة الرابعة عشرة. بروين لم تنتحر بل كانت ضحية اخرى من ضحايا النظام الابوي الرجعي السائد في مجتمع كردستان .ان مجرد حياتها المشتركة مع زوجها لمدة خمسة عشرة عاما كانت جريمة بحد ذاتها فرضتها الاوضاع البائسة لعائلتها وسيادة التقاليد الرجعية في المجتمع التي  اجبرت ابنة الثالثة عشرة على الزواج من رجل يكبرها ب20 عاما. عاملها زوجها منذ بداية حياتهما المشتركة استنادا الى تلك االتقاليد البالية  السائدة التي تتيح للرجل عدم الاكتراث تجاه عائلته و التعامل معها بوصفها ملك له، فقد اذاقها منذ البدية مرارة االحياة وهي في مقتبل عمرها، الخلافات العديدة التي كانت تنشب بينهما ولجؤها المتكرر الى اهلها هربا من تعامل زوجها القاسي دليل على ذلك .

 

كان زوج بروين عاطلا مزمنا عن العمل ومشردا ولاجئا في اربيل لسنوات عديدة بسبب الحرب الداخلية بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وفي احسن الاحوال بائعا متجولا لايكاد يسد رمق عائلته ولذلك كان يصب جام غضبه وحقده على زوجته واطفاله الذين كانوا يعيشون مع اهل الزوج في بيت متواضع .

 في صبيحة 25/9/2003 تستيقظ روين باكرا، كعادتها لاعداد الفطور وقبل ذالك شراء الخبز، اثناء رجوعها ينشب خلاف بينهما ويستمر حتى يقذف زوجها طباخا صغيرا مشتعلا باتجاهها ليلتهب جسدها بالنارالتي لم تجد محاولات والد الزوج و والدته في السيطرة عليها نفعا، وخلال ذلك تستنجد ابنتها الكبيرة بالجيران صارخة االنجدة…..احرق والدتي ….. بعد ان يتجمع عدد كبير من الجيران ينقلون بروين الى المستشفى لترقد فيه اسبوعا وتفارق الحياة بعد ذلك . رغم الحاح العديد من اهلها لاتتهم بروين خلال رقودها في المستشفى زوجها،لخوفها من تشرد اطفالها واملا في شفائها وظل الزوج ساكتا على جريمته حتى بعد انتهاء مراسيم الدفن بعدة ايام . الا ان اهلها يدركون سر جريمة الزوج الذي هو الان قيد التحقيق .

ان هذه الجريمة البشعة هي احدى نماذج الجرائم التي تولدها سيادة القيم البالية والمتفعنة للنظام الابوي الرجعي في عالمنا الراهن وانها ستستمر الى ان يتم كنس المجتمع من هذه القيم والتقاليد.ان النضال من اجل  القضاء عليها ومن اجل تحقيق المساواة الكاملة بين المراة والرجل في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والقضاء على كل اشكال التميز الجنسي بحق المراة  يشكل احدى المسائل الاساسية التي يجب على كل مناصري الحرية حشد قواهم من اجلها. 

اكتوبر2003

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج