الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات مشروعة حول تفكك الاتحاد السوفييتي

اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)

2008 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


مما يؤسف له ان ينظر الى تفكك المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي من منظار سياسي مفرغ من الفكر الاشتراكي العلمي ، وبهذا التسييس لايمكن قطعا الوصول الى حقائق ورؤية مشتركة مبنية على قواعد موضوعية ، اذ من المعلوم ان المعالجة السياسية تحاكم وتحلل الامور وفق زاوية ضيقة شخصية او يومية او موسمية او محكومة بردود الافعال المتشنجة ، ولذلك لم نر الى اليوم سوى احكام عجولة مزاجية ، حتى ان الكثير من تلك الاراء اخذت تغازل المحاور السياسية الغربية القريبة عادة من السلطات الحاكمة ، وما يعنيه ذلك من ترهيب او ترغيب بكل معنى الكلمة .
فنحن نلمس يوميا مواقف تحار فيها وتستغرب هل هي صادرة من احزاب او مناضلين يساريين ام العكس ؟؟؟؟ وهل ان الامبريالية الامريكية عندما تأمرت بكل ثقلها وتزويرها واعلامها المسموم على الاتحاد السوفييتي واسهمت في اسقاط التجربة الاشتراكية العالمية .. هل اصبحت بين عشية وضحاها رائدة الديمقراطية الشعبية وحامية حمى الشعوب في نضالاتها وكفاحها ؟؟؟؟؟؟ وهل ان الجندي والمرتزق الامريكي اضحى بطل الحرية بدلا من القمع والارهاب والمذابح ؟؟؟؟؟ وهل وهل ؟؟؟
بعد اكثر من خمسة عشر عاما على ورأد تلك التجربة الانسانية الرائعة التي كانت حلما للبشرية جمعاء في ازالة الدنس الامبريالي الرأسمالي وقذاراته وهيمنته .. الا يحق لنا ككتاب وجماهير ان نتساءل عن ضرورة تحليلات معمقة فكرية عن اسباب سقوط او اسقاط تلك التجربة التي قضت امامنا وجثت على ركبتيها دونما سلاح .. كما يبدو للكثيرين ، متناسين كل التضحيات التي قدمتها الاحزاب الطليعية العمالية سواء داخل الاتحاد السوفييتي ام المعسكر الاشتراكي ام خارجه .. تساؤلات عديدة ..
ما حجم التحديات والمؤامرة الرأسمالية العالمية ومداها على الاتحاد السوفييتي ؟
ما دحل اللوبيات الامريكية والغربية المباشرة وغير المباشرة ، والتي نشر عنها اعلاميا او لم ينشر لحد الان ؟
لماذا لم يفعل دور الطبقةالعاملة السوفييتية ، ولم يأخذ النضال الطبقي مداه الحقيقي في الدفاع المشروع عن تجربتها وحاضرها ومستقبلها في الدفاع عن المكتسبات وعن المؤسسة الشعبية لتحالف العمال والفلاحين ؟
لماذا فتر حماس المثقفين الثوريين في الدفاع عن التجربة منذ ذلك الحين ؟
لماذا حيد دور الجيش الاحمر السوفييتي الذي تربى على افكرا ستالين ولينين .. وظل متفرجا على تهاوي تلك التجربة العظيمة ؟
هل كانت هنالك اختناقات حرجة في الاقتصاد السوفييتي ادت الى ما ادت اليه ، ام ان تلك الاختناقات واالمشاكل طبيعية جدا في تلك المسيرة ، وطبيعية نسبة الى تطور ونمو اي اقتصاد ناهض متقدم في العالم ؟؟؟
الادوار الخفية التي تقف وراء غورباتشوف ويلتسين ، امثال ياكوفليف منظر البيروسترويكا الحقيقي .. وغيره وما الخيوط الخفية التي تربط هؤلاء بمعسكر الاعداء .؟؟
ما اثبته التاريخ وما يتعزز خلال الحقبة التي تلك سقوط الاتحاد السوفييتي كتجربة ومؤسسة وليس كفكر ومباديء .. ان جميع الوعود المعسولة الامريكية والغربية وجميع توقعاتهم وتنظيراتهم حول ما يسمى بحرية الانسان السوفييتي وارتباط مستوى عيشه وما يسمى بالديمقراطية المفقودة .. قد اسفرت عن خدعة كبرى ووهم كبير وزيف مفضوح وغلاء مرعب وحرية خرافية ، ومستوى معيشي مخيب جدا جدا بل قل مجاعات وكوارث وديون متراكمة وفوائد متعاظمة لاتنتهي !!!!!
هذا هو الحلم الامريكي اذا .. الا نرى في الجهة المقابلة المهزلة الامريكية وتساقط كل اوراقها ومزاعمها عن الحرية والانسانية والتنمية ؟؟؟ أ لم نر بأم اعيننا الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الامريكية على مقدرات شعوب العالم .. تباعا ؟؟؟
ما اريد ان اقوله واؤكد عليه ، اننا في حوجة الى تحليلات موضوعية معمقة تعيد الايديولوجية الماركسية الى مسارها الانساني المجيد ، في عصر الثورة المعرفية وتحول دور الطبقة العاملة التاريخي الى دوره المستجد وفق اصالة الفكر الطبقي البناء الريادي الثاقب .. هذا الدور لم ينته كما ظن الكثيرون ، بسقوط تجربة على عظمتها ولكن ذلك ليس نهاية التاريخ ، اذ ان الطبقة العاملة العالمية ما تزال فاعلة ومقتدره على ان تحدي الركب نحو بر الامان ، وبخاصة حين تسترد انفاسها بعد تلك الكبوة المريرة . اضافة الى مراجعة كل عوامل ومكامن الردة والنكوص بعقل مفتوح مؤمن ومتمسك بالاشتراكية العلمية وبأدواتها الطليعية التي لا ترمي اسلحتها بسهولة واهمها السلاح الفكري الاشتراكي العلمي ..
نعم لكل مرحلة تاريخية تطبيقات مختلفة تتكيف مع العلائق والسياقات الظرفية والعلائق الانتاجية والقوى الانتاجية والمؤسسات الادارية والسياسية التي تتواكب معها.. او التي تتأثر بها ، هذا سليم تماما ، ولكننا في حوجة الى التأكيد الى تجدد الفكر الاشتراكي العلمي ومعودة نهوضه ليطل علينا بأطروحات مبدئية نضالية تشحذ في الجماهير كفاحها الذي لم ولن يتوقف ضد الامبريالية وحصنها الاخير وهو في دور الاحتضار .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟