الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخارج الي يخطط والداخل الذي يمهد

محمد زكريا السقال

2008 / 1 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تكثر بهذه الأيام مقولة الخارج ، والمقصود الدوائر الرأسمالية ومركزها العالمي واشنطن ، التي تعد مشروعا من اجل إعادة صياغة المنطقة وتقسيمها وتفتيتها ، من أجل إحكام السيطرة عليها ونهب ثرواتها ، مطلقة أكاذيب وهرطقات مثل إشاعة الديمقراطية ، وإطلاق الحريات .
والجماهير العربية تدرك بحسها العفوي هذه الأكاذيب ،من خلال السلوك البشع الذي تمارسه هذه الدوائر ، حيث مازال الشعب الفلسطيني عرضة للوحشية العنصرية من قبل الكيان الصهيوني ، ودعم مافيات الشعب المصري بعد حل الصراع العربي الصهيوني ، من خلال اتفاقيات كامب ديفيد التي رعتها هذه الدوائر ، أو من خلال تفتيت العراق ونهب ثرواته وآثاره وحضارته .
يمكن لنا أن نسرد الكثير عن المخططات الأمريكية الصهيونية التي تستهدف المنطقة العربية، بل يمكننا أن نتفق ونتعاون من اجل صد هذا المشروع وأخطاره التي تحف بنا وتواجهنا.
لقد ابتدأ المشروع الخطر في المنطقة منذ بداية السبعينات ، من خلال التسوية التي طرحت لحل الصراع العربي الصهيوني ، والتسوية كانت بالمحصلة مصالح الطغمة التي استولت على السلطة وتريد استقرار حكمها ونفوذها ومصالحها فوق وخارج إرادة الجماهير ، وما كان لهذه التسوية إن تتمدد وتتطاول في المنطقة لولا الاستبداد والقمع وإلغاء الحريات وسيادة وضع شاذ هيأ لجر النظم العربية وحدا تلو الأخر إلى طاولة الاستسلام والرضوخ للفهم الأمريكي الصهيوني ، ومارس الجميع سياسة التسوية وليس مقاومة التسوية ، أي بمعنى الدور محفوظ والحصة على قدر الشطارة والبراعة في التمهيد والتطويع . حيث طوع النظام العربي الشارع لهذه الاستباحة والغزو والذل من خلال مصادرة المواطن وسلبه كل حقوقه وإنسانيته ، والبقاء عليه لحفظ النوع .
اليوم يستفرد هذا المركز البشع للرأسمال العالمي بالعالم ويخطط من اجل إعادة ترتيبه على أرضية مركز واحد يقرر السياسة الاقتصادية والثروة، ويتقدم من اجل السيطرة على مراكز الطاقة في العالم والتي تعتبر المنطقة العربية من أهمها.
اليوم يبرز التناقض حادا بين مركز التسوية وأدواته في المنطقة ، اليوم يقرر المركز التقدم بسرعة من اجل الوصول لمنابع النفط والغاز في أسيا والتموضع على حدود الصين وتثبيت مواقعه خوف أن يحدث ما يزعزع نفوذه ومصالحه ، لهذا يطلب من أدواته التخلي عن كل أسلحتهم وأوراقهم والاصطفاف إلى جانبه دون أسئلة أو شروط .
هذه اللوحة التي نرسمها من اجل التوصل لمعادلة تخدم توجهنا الوطني الديمقراطي ، حيث يجب علينا أن نوضح للجميع أين يتمركز الخطر الذي تواجهه المنطقة وسوريا منها ، بل تشكل الحلقة المتقدمة من المشروع .
اليوم ليس هناك اتحاد سوفيتي ، ولا مراكز قوى ، ولا كبير غير الشعوب التي تتمتع بالحرية والكرامة هي القادرة على صيانة السيادة والاستقلال ، والشعب العربي المهدورة كرامته ومسحوق ، وغير قادر على التعبير ، وتحيط به الأمراض إذ لم يكن تفتك به ، أمراض القبلية والسلفية والطائفية والتخلف ، وأنظمة تصم إذنيها عن كل همومه وتستهتر بحريته ، وتهدر كرامته بقوانين استثنائية وغياب العدالة والقضاء العادل ، مما يهدد وحدته الوطنية إذ لم يكن هددت فعلا .
كيف يمكن لهكذا شعب أن يذود عن وطنه ، بل هل مسموح له أن يدافع عن وطنه وحمايته ، وطن الفساد والرشوة والاستهتار ، والقمع والسجون ، لايمكن لشعب غير حر وواع أن ينجز سيادة ، ولايمكن لشعب لايتمتع بالعدالة والكرامة أن يواجه هكذا مشروع .
أن اخطر شئ يواجه الشعب السوري هو هذا الصمم وإدارة الظهر لحقوقه ، والتي تطالب بها الحركة الوطنية ممثلة بقوى إعلان دمشق ، والتي تريد تغييرا ديمقراطيا سلميا ، والتي لاتريد تدخلا خارجيا
والنظام اليوم هو القادر على فتح كوة ونافذة في المصالحة الوطنية ، من قال إن المعارضة لا ترحب بحوار ومفتوح وعلى الهواء الطلق مع النظام ، ولكن على ماذا وماهي مقدمات هذا الحوار .
إطلاق سراح كل معتقلي الرأي ، عودة المنفيين ، إلغاء قانون الطوارئ ومحاكمه الاستثنائية ، ، حرية العمل السياسي من خلال القانون ، حرية الأعلام والصحافة .
لا نعتقد أن هذه المطالب كبيرة ، كما لا نعتقد أن تحقيقها يضر إلا بمصالح طغم التسلط والفساد ، ولكن إذا ما قدر لها أن تتحقق ، فنحن لا خوف علينا من أمريكا ولا الكيان الصهيوني ، نعرف شعبنا ونعرف إمكانياته .
وأخيرا نتمنى لكل الذين يريدون خيرا لمستقبل سوريا ، أن يدركوا أن القوى الوطنية في سوريا هي قوى وطنية وتسعى للديمقراطية من اجل تحصين مجتمعها ، ومحاربة أدوائه وأمراضه ، والمشاريع التي تحيط به ، واعتقد أن تاريخها يرد على جميع الذين يردون اصطياد ا في غير أوانه لأسباب لا نعرفها .
محمد زكريا السقال
برلين / 5 / 1 / 2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل