الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لقوات التحالف! عاشت قوات فرنسا وروسيا وسوريا في العراق!

عزيز الحاج

2003 / 11 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 لا يمكن طمس حقيقة ان الأمم المتحدة عجزت عن نجدة الشعب العراقي في العمل لإسقاط نظام صدام. ولا شك في عجزها عن فرض تنفيذ قراراتها المتكررة على ذلك النظام الفاشي الذي كان يناور معها ويداور على مدى أكثر من عشر سنوات. ولا يكون من التجني إلقاء مسؤولية ذلك العجز الفاضح على دول كبرى وعلى مجموع الدول العربية. وتتحمل فرنسا على وجه الخصوص مسؤولية استثنائية لقيادتها حلفا هائجا مائجا قبل الحرب داعيا لإعطاء المتنفس للنظام الساقط وبأمل كسب الوقت، ووقفت فرنسا بإصرار متواصل ضد أن يصدر مجلس الأمن إنذارا نهائيا موجها لصدام تحت طائلة استخدام القوة.

 لقد تخلت الأمم المتحدة عن نجدة شعوب أخرى في بوروندي وفي كوسوفو والبوسنة وأفغانستان، ولولا المبادرات العسكرية الأمريكية والأطلسية لظلت البوسنة وكوسوفو وأفغانستان تحت كابوس الحروب الداخلية والتطهير العرقي والمقابر الجماعية.

 وقد تحرر العراقيون من الفاشية بفضل قوات التحالف لتطابق المصالح مرحليا بين شعبنا والتحالف حول وجوب إسقاط ذلك النظام الدموي الإرهابي. ووجود هذه القوات هو على أية حال مؤقت، ولولاها لتشتت العراق وأصبح فريسة للأطماع الإقليمية والفتن الداخلية. وإن عمليات الإرهاب والدمار التي يعاني منها العراق اليوم ليست بسبب الوجود الأمريكي بل بسبب إصرار أعوان صدام على استعادة السلطة وما يجدونه من عون فعال لدي الأصوليين الإرهابيين العرب الذين يتسللون من سوريا وحدود أخرى باسم "الجهاد ضد الشيطان الأكبر"، وهي العمليات التي أصبح ضحاياها من العراقيين أكثر عددا، وكذلك كل ما يعيدون تصليحه من بنى تحتية.

 لقد تم مؤخرا اتفاق رسمي بين مجلس الحكم وبريمر حول الجدول الزمني وانتقال السلطة للعراقيين في حزيران. وبحسب تصريحات الطالباني فإن أحد المشاركين في المداولات والاتفاق كان السيد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى. ونعلم أيضا مما نشر وأذيع أنه لم يتم الاتفاق على أية مسودة مقترحة للدستور ليتفجر اليوم نقاش عن الإسلام وعن الهوية العراقية، التي هي في نظري هوية المواطنة المشتركة التي تحترم دين الأغلبية المسلمة وبقية الأديان في العراق، هوية لا تميز بين المواطنين على أساس الدين والمذهب والجنس والقومية، مع ضمان حقوق الجميع وخصوصياتهم. وقد أدى تدخل رجال الدين في شؤون الدولة والسياسة إلى سلسلة من النكبات في العديد من البلدان العربية والإسلامية، ولا يجوز أن تكتب المراجع الدينية دستور بلد ما وإن كان هذا لا يعني أن لا يكون لهم رأيهم المحترم كمواطنين وكهيئات ذات تأثير. وقد شهدنا في العراق أمس حدثا فريدا لا أدري هل هو مهزلة أم فضيحة عندما انقسم العراقيون بفضل رجالات الدين إلى أربعة في أيام العيد، بعد أن تحول هلال العيد إلى أربعة أهلّة كمعجزة من المراجع الدينية في العراق!!

لقد ألح مجلس الحكم منذ أسابيع على وجوب إعطائه مسؤوليات كبيرة في المجال الأمني، وهو مما تم الاتفاق عليه بين المجلس وبريمر بعد عودة الأخير من واشنطن. كما تم الاتفاق حول الخطوات الأخرى ولا سيما كيفية قيام حكومة مؤقتة في منتصف العام القادم. وقد أغاظ الاتفاق أنظمة عربية ونخبا عربية معروفة، وهيج فرنسا هياجا، فطالبت الأخيرة بالحكومة المؤقتة في ديسمبر، واشترطت ان يشارك فيها مسؤولون صداميون. واليوم تدعو لمؤتمر "دولي "عن العراق بحضور الدول العربية! وفي هذا الوقت نفسه تفجر بعض القوى والأطراف المساهمة في مجلس الحكم ضجة حول وجود قوات التحالف، ويدعو بعضهم لإحلال "قوات الأمم المتحدة" محلها؛ وبعبارة أخرى قوات فرنسية وألمانية وروسية وسويدية وسورية، الخ.الخ. والسؤال: ما معنى وغرض حلول مثل هذه القوات التي لكل دولة من دولها حساباتها الخاصة في العراق؟ هل الغرض هو استئصال جرائم الإرهاب وعصاباته؟ وهل ستكون قادرة على ذلك بما لا يقدر عليه الجيش الأمريكي المدجج بالسلاح؟ أم الغرض هو مجرد الرغبة في إبعاد أمريكا والتحالف عن العراق، ووضع مستقبله تحت رحمة تنازع الحسابات والمصالح المتضاربة؟ أم إيجاد تسوية ما بإشراف السيد غسان سلامة مع عصابات صدام ومقاسمتهم في السلطة؟ أم ماذا؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟