الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مياهك أصبُّ هديلي

صبري هاشم

2008 / 1 / 7
الادب والفن


مَنْ نكون أيّتها الغائبةُ وقد سخرَ منّا البحرُ ؟
مرَّ بقوافلِنا ذات سَكْرةٍ وابتعدَ هازئاً
هذه الساعة كنّا نُقرِّبُ ما بين البحرِ وأطرافِ الصحراء
أو نُؤاخي ما بين الزبدِ والسرابِ
كنّا نجمعُ من الشتاتِ الهواءَ ، وعلى موجِ حَيْرَتِنا لم نتوقّف طويلاً
انشغلَ بسوانا البحرُ
قيلَ إنهُ يستجوبُ موجةً تعهّرت ثم عليه تمرّدت وسوف تتأخرُ علينا السفينة
الليلةَ سيثملُ مِنْ حنقٍ وفي الصَّباحِ لن يُطلقَ زرقةً
أو ربما سيعلن :
ألغينا السفرَ من جسدِ الحقيبةِ
هل نتنكبُ نحو الغابِ دهشةَ الطريقِ ؟
ألفُ سابور يستوقفنا في منتصفِ المسافة
وأنتِ ستتأخرين .. حتى الرحلةِ القادمةِ تنتظرين
أيُّ لوعةٍ تتنهّد في صدرِ المُنْتَظِرِ ؟
مَنْ نكون أيّتها الغائبةُ وقد تمطَّقَ بنا الشوقُ وانفجرتْ في عيونِنا لهفةٌ ؟
كنّا أرْخَيْنا لجامَ الريحِ ونظفْنا أقدامَنا مِنْ رملِ الطريقِ
اسْتَرْوَحْنا قليلاً وتساءلْنا : مَنْ أغرى البحرَ على أنْ يمارسَ جفوةً أو سطوةً
مَنْ أغوى الريحَ ؟
وأنتِ حتى الرحلةِ القادمةِ تنتظرين في غابةٍ موحشةٍ
تطحنُ بين فكّي الرّحى روحاً
بكِ سأُشعلُ الذاكرةَ وفوق سطحِ مياهِكِ ، حين تقدمين ، أصبُّ هديلي
بكِ سأضيءُ المكانَ وبضحكتِك سأُطفئُ حرائقي
فلتنصتْ أيها البحرُ لانطفاءِ اللهيبِ
الليلة .. الليلةَ ، تنتظرين . ربما طويلاً تنتظرين .. دهراً تنتظرين
الليلةَ .. الليلةَ ، لن تدنوَ المراكبُ ولن نقبضَ شيئاً من رملِ الصحراء
ونحن نُغري البحرَ بالصحراء
ونحن نهمسُ بأُذنِ الحصى أن يتنكبَ سبيلَ القافلة
الليلةَ يا غاليتي الغائبة ، وأنا أحسبُ خساراتي ، ستنتظرين
وما بيننا برزخٌ من حنين
مرّت قوافلُ محملة بهدايا ملوكٍ ، حكموا عادَ ، للملكِ البابليّ القابعِ خلف الأسوارِ
كان الملكُ البابليُّ أسيراً لحسناواتِ أورشليم الأسيرات اللاتي سيدفعْنَ بعربةِ المملكةِ نحو النهرِ ويعنفْنَ في بابل الساحراتِ
كان الملكُ البابليُّ بفتنةِ العبرياتِ منشغلاً
تَفَتْحِي إذن على جسدِ الغيومِ يا غاليتي الغائبة وروداً
فأنتِ قمرٌ بحريٌّ قبّلته الرياحُ وصيرتْه إلهاً
تَفَتْحي فَمَعَ حلاوةِ الصوتِ إليكِ سأعبرُ ، مع تشكّلِ العاصفة
ومِنْ خيطٍ غير مرئيٍّ ما بين الغائبِ والحاضرِ
سأسلكُ في السكرةِ سبيلي
يا للذّة المنسكبة من فيك ، من عبثِ الكلماتِ
مِنْ دهشةِ الرملِ بفخذِ الموجةِ المُستنطقة
يا للشموس المتسكعة في ضحكاتِ البحرِ
مَنْ نكون يا غاليتي الغائبة ؟
يا امرأة خُلِقت للصلاةِ
أنقذيني مِن وهمٍ فتك بي
من ضياعٍ في حُلمٍ كأنه المتاهة
مرّ بقوافلِنا البحرُ وابتعد هازئاً
فدعيني أحطّ
أحطّ على سفرٍ
في جسدِ الحقيبةِ
دعيني من عذوبةِ الصوتِ أتنسمْ

5 ـ 10 ـ 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا