الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما ظهر من أسباب العدوان التركي على أهالي كُردستان العراق ، وما بطن

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2008 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وبينما البشرية المتمدنة كانت تتهيأ لأعياد الميلاد و رأس السنة الجديدة وأعياد الأضحى والغدير أصدر الجيش التركي بلاغه العسكري في 9 ديسمبر الماضي بدك القوات التركية لمواقع المقاتلين الأكراد داخل أراضي كُردستان العراق بواسطة 50 مقاتلة ف 16 أمريكية ، و مدرعات ومدفعية ألمانية الصنع، و ووقوع المئات من القتلى والجرحى ، و خسائر مادية كبيرة لحقت بالقرويين الكرد .
ولم تلبث الإدارة الأمريكية بعد صدور البلاغ المذكور أن أعلنت أن القوات الأمريكية المحتلة للعراق قد فسحت الأجواء و سمحت للمقاتلات التركية الأمريكية الصنع و المدفعية والمدرعات و المصفحات الألمانية الصنع باستخدام ممرات جوية و أرضية داخل الأراضي العراقية لمحاربة قوات حزب العمال الكردستاني . وكان ذاك الإعلان بمثابة تأكيد على تصريح سابق لبوش بأن العمال الكردستاني هو عدو مشترك للعراق وتركيا والولايات المتحدة.
وقد تأكد بدون شك وجود تنسيق محكم و خطط عسكرية بين دول عديدة وخاصة إسرائيل وإيران وسوريا لدعم الحكومة التركية في حربها على معارضيها من المقاتلين الأكراد.
وقد ذكر المفكر الأمريكي في كتابه " فهم السلطة" أن الحكومة التركية قد حصلت على مساعدات كبيرة عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة لدعم حربها على الأكراد، وخاصة پ.ک.ک . وقد ذكر الكاتب الألماني غونتر غراس في حفل نيل يشار كمال جائزة الكتاب في معرض فرانكفورت أن ألمانيا لم تتوقف يوما عن تزويد الجيش التركي بمدرعات ومصفحات و مدافع متقدمة التقنية لقتل المقاتلين الكرد. وأضاف أن اللاجئين الأكراد يطردون من ألمانيا ويتعرضون إلى السجن والتعذيب، ما أغضب هلموت كول الصدر الأعظم السابق لألمانيا وأطلق على غراس وأمثاله من الكتاب بثرثارين و أنهم يخرفون.
وتترافق مع هذا العدوان العسكري حملة إعلامية تركية تضليلية قومية لتبريره ،إلى حد التصعيد العنصري و التحريض القومي ضد الشعب الكردي و تخويف المواطنين الأتراك من خطرهم.

وللنظامين الإيراني والتركي تواجد عسكري مكثف على حدود كُردستان العراق وتنسيق مع الحكومة السورية أيضا ، وتقوم القوات الإيرانية أيضا بشن اعتداءات على المناطق الكردية بين آونة وأخرى . وإن العدوان هذا ذو وجهين، ظاهري وباطني.
فالظاهري هو ذرائع القضاء على الثوار الكرد و استتباب الأمن والاستقرار في تركيا ، لكن الأسباب الأصلية تقع ضمن الجانب الباطني ، وهي أن تركيا تريد لعب دور رئيسي في تقرير مصير العراق، وأن تصبح عاملا فعالا في معادلة أوضاع الشرق الأوسط والعالم. وتشهد تركيا أن إيران تلعب بمصير العراق، وتسيطر على مقدرات الجنوب العراقي وباسم احترام سيادة العراق. كما أن كردستان مجهولة المصير ، لا هي دولة مستقلة ، ولا جزء من دولة مستقلة، ولا يعرف المواطن كيف سيكون مصيره بعد أيام معدودة ، و لا يعرف أنه تبعية لدولة يتبع كمواطن له حقوقه وعليه واجبات المواطنة.
وإن الموصل أيضا ألحقت بالعراق وفق اتفاقات بين تركيا و بريطانيا و العراق، لا نعرف تفاصيلها و شروطها للعمل وإلغائها. كما إن لتركيا أيضا عين على كركوك بحجة حماية التركماني . وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية استيقظت الذئاب الرمادية ، وأخذ ينتابها حلم إقامة تركيا الكبرى من البوسفور حتى الصين ، أي الشعوب والأقوام الناطقة باللغات التركية ( الآلتاي – اوغوز) من منغوليا حتى بحر ايجة ، لتشمل أغلب أقوام آسيا الوسطى و تركمان الشرق الأوسط. وإن القوميين الترك منذ أتاتورك المعروف بسياسته العقلانية والواقعية لا يزالون أسرى هذا الحلم. ويبدو من مسار الأحداث و من متابعة مساعي تركيا للدخول إلى الاتحاد الأوروبي ، أن تركيا لم تعد المتحمسة لنيل عضوية النادي الأوروبي، إذ أن تلعب دور قوة عظمى في الشرق الأوسط والشرق يبدو أهم من عضوية الاتحاد الأوروبي.

فالاعتداءات التركية تفتقر إلى مسوغات قانونية وأخلاقية ، وأن جماهير كُردستان غاضبة ، على الولايات المتحدة و دول المنطقة ، و حكام كردستان العراق الذين أقصى ما أبدوه من موقف هو اعتراض خجول وناعم على العدوان التركي. وقد شكر قائد الأركان التركي " القادة الأكراد العراقيين" لتعاونهم و مساندتهم القوات التركية في حربها على " الإرهابيين " التسمية التي يطلقها النظام التركي والإعلام التركي على المعارضة المسلحة. وإن النظام التركي بسياسته المعادية لمصالح الجماهير التركية والكردية أيضا ، لا يمكن أن يلعب دور روبن هود عند دخول كردستان العراق ، لكي يجرد حكامها من الأموال التي نهبوها وسلبوها ، ويوزعها على مواطني كُردستان بالعدل والقسطاس ، فيصبح الفلاحون والباعة المتجولون مليونيرية بعد يوم من دخول القوات التركية إلى مدن السليمانية وأربيل. إن العسكر المهيمنين على الحياة السياسية في تركيا تقتضي منهم أعمالهم العدوانية التنسيق مع أصحاب السلطة والمال في كردستان لتحقيق أجندتهم السياسية والاقتصادية ، والتنسيق معا ضد مصالح الجماهير المظلومة.
إن جماهير تركيا بكل انتماءاتهم القومية، بتضامنهم معا في القيام بالتظاهرات والفعاليات الجماهيرية ، و بدعم قوى التقدم والاشتراكية في العالم هي القادرة على إيقاف هذا العدوان ، وفضح المؤامرة الخبيثة بقيادة الإمبريالية الأمريكية ، الأنظمة الدكتاتورية في منطقتنا . وهذا يتطلب قيادة يسارية تقدمية رائدها فقط مصالح الجماهير المحرومة والمضطهدة.
و أتذكر هنا مدى وقاحة المثقفين "المهربين والقجقجقية" في ادعاءاتهم السخيفة ، وإصرارهم على ترديد مسخرة كون الولايات المتحدة وإسرائيل و الدول الإمبريالية ألأخرى من أصدق أصدقاء الشعب الكردي ، وأنها لن تخونهم ، بل أنها آجلا أو عاجلا ستقوم بإقامة كردستان المستقلة وعاصمتها كركوك . أية وقاحة هذه ! حين يواجهون الفلاح الكردي الذي يُقتل وعائلته و يهدم بيته بأسلحة " أصدقاء الشعب الكردي" ، ويقومون بأداء طقوس العبادة لأمريكا والغرب !
فما أحق الفلاح الكردي حين يقول: ما حاجتنا، إذن، للأعداء، طالما لنا هكذا أصدقاء؟؟ !!!
‏05‏/01‏/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة الرئاسية بين بايدن وترامب على CNN.. إليك أبرز اللقط


.. رغم تراجع الرئيس عن توقيع مشروع الموازنة.. استمرار المظاهرات




.. انفعال بايدن على ترمب بسبب -قدامى المحاربين-


.. عائلات قتلى ومحتجزين إسرائيليين تلجأ للمحكمة العليا للمطالبة




.. سي إن إن تحقق في تصريحات ترمب: بايدن تمكن من توفير 15.6 مليو