الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالسلامة يامالكي .. ولكن من لسليمة الخبازة؟؟؟؟؟

علي بداي

2008 / 1 / 7
كتابات ساخرة


تعرض سيادة رئيس الوزراء نوري المالكي لاغماء مفاجئ ، لعل أحد أسبابه اجتماع مع السفير الامريكي، او تقريع التحالف الكردستاني وتهديده بالانسحاب من الحكومة، او تظافر الامرين معا، فنقل على وجه السرعة الى يلاد الكفر والالحاد والاباحية لتقصي الاسباب وتلقي العلاج ، وحين عاد سالما معافى لم يقل احد ان الكفرة الملحدين الاباحيين قد عالجوا الرئيس العليل، بل توجهت الاوجه الى السماء لتشكر الله على لطفه وعنايته ونسي القوم المؤمنون ان الله موجود في كل مكان، في العراق ايضا وبالتاكيد في المنطقة الخضراء في بغداد حين كان المالكي موجودا يستغيث .
امر اخر كان على المؤمنين ان يتذكروه هو ان السيد المالكي موجود على قمة الهرم الحاكم منذ قرابة السنتين وانه اتى خلفا لسلفة الجعفري، ورغم مليارات النفط لم يفكر اي منهما ببناء مستشفى يوازي مستشفيات بلاد الكفر والزندقة التي يهرع اليها اولي الامر منا كلما الم بهم عارض خصوصا وان بلاد الكفر الاوربية تعج باكثر الاطباء العراقيين كفاءة الذين كان بامكان رئيس الوزراء جذبهم للخدمة في بلادهم.
المهم ان الله قد من على المالكي بنعمة الصحة، وأعاده على متن طائرة هي الاخرى من صنع الملحدين الانكليز سالما معافى، وكعادة اهل الشرق ، كونهم على دين ملوكهم، كانت شعارات البارحة بالروح والدم نفديك ياصدام واليوم "المواطنون في كربلاء يعبرون عن فرحتهم بعودة زعيمهم" "الديوانية ترحب بالقائد المالكي" "المالكي قائدنا" "المالكي امل العراق"....رهط من ابناء العشائر يلوحون باذيال عبائاتهم مطلقين الاهازيج وكانهم قد حصلوا للتو على حصص قراهم من نفط العراق الذي لايعرف احد كيف يباع ،ومن يقبض اطنان الدولارات التي يدرها يوميا. . مدير مدرسة متملق يطمح بثباته الابدي على كرسيه يخرج تلاميذه المساكين مزودين بالاعلام والصور ملقنين باناشيد التمجيد المضحكة .
ذوات العباءات السود من عابدات الرجال وسكنة المطابخ يفترشن الارصفة حاملات الصور وعبارات التمجيد. نحن في عرض حي لصناعة دكتاتور.
من البديهي القول ان اي دكتاتور معزول ( والكلام هنا لايخص المالكي) ،يستطيع لاغراض الدعاية ان يجند بضعة الاف من الهتافين الذين سيملاون لاشك ابعاد شاشة التلفزيون فتبدو البلاد وكانها كلها تهتف بحياته، لكن وللانصاف لابد من القول ان المسؤول عن هذه المهازل المتكررة هو ليس السيد المالكي بكل تأكيد بل الاعلام الطائفي الممثل بالفضائية العراقية التي اسندت ادارتها وبدون اي مسوغ قانوني لاناس طائفيين لايجيدون فن الاعلام ولقد كان من الضروري ، لو كان هناك من يسائل ويحاسب، أن يحاسب المسؤلون عن هذه الفضائية منذ زمن حين فتحت المجال للسيد الجعفري رئيس الوزراء في تلك الفترة وفي وقت الصمت الاعلامي اثناء الانتخابات ليتحدث عن نفسه وحزبه ناسية أو متناسية عن عمد انها قد وقفت بتصرفها هذا بالضد من كل الاحزاب والكتل والقوائم الانتخابية الاخرى التي منعت بموجب قانون الصمت الاعلامي عن الدعاية لبرامجها.

ولو اردنا، برغبة منا ام بدون رغبة ان نصدق ان العراقيين يشعرون حقا بثمار سياسة السيد المالكي واهمية دوره، سنرى انفسنا بمواجهة حقيقة مفادها ان السيد نوري المالكي وباعترافه هو ، رئيس لحكومة لاتملك سلطة على احد، ابتداءا من مطار بغداد الى صفقات التسليح مرورا بالمداهمات التي تنفذها القوات الامريكية دون علم المالكي ، ووصولا الى استلام مجرمين محكومين من قبل اعلى المحاكم العراقية تحتفظ بهم امريكا لمقايضتهم بمواقف معينه ولا تملك حكومة المالكي سلطة تنفيذ قرار محكمة الدولة العليا.
وهي حكومة نصف وزرائها من المضربين ونصفها الاخر من الحائرين اما وزارات المضربين عن العمل من اعضاء التوافق او اتباع مقتدى فهي وزارات ميتة غادرها قادتها مصطحبين معهم ابناء جلتدهم الطائفية التي تكون غالبا 90% من قوام تلك الوزارات. واذا ماانجز شئ على الارض في وزارات الحائرين، لايكاد الوزير ولا المواطن يعرف ان كان ذلك بفضل وزارته ام لامر في نفس امريكا، فهل هي معالجات المالكي التي ادخلت التحسن على الوضع الامني ام تحالف الامريكان مع العشائرمن وراء ظهر الحكومة وعلى الضد من رغبتها؟ ام رفع مقتدى دعمه لمجاميع جيش المهدي؟ أم وعي الناس الذي انضجته الانفجارات ومواكب الجنائز وأصوات العويل والبكاء الذي دام لاربع سنين ويأسهم من ان تفعل الحكومة شيئا ما؟

ولعل اللون الاكثر وضوحا في هذه الطقوس العشائرية التي اتحفتنا بها الفضائية العراقية هو اللون الاسود الذي كان طاغيا ومشيرا الى الحقيقة التي لايمكن تجاهلها في العراق الحالي وهي ان العمل يجري في البلاد ليل نهار من اجل تثبيت أسس دولة الطائفة القائدة كخلف لدولة الحزب القائد، فالسيد المالكي هو مثل الجعفري تماما ، رئيس وزراء أحاط نفسه بالمستشارين من نفس الصنف شيعة لم يسمع بهم احد من قبل، لكن المثير للدهشة ان أحاديث السيد المالكي مثلما كانت احاديث سلفه الجعفري لاتكاد تخلو من التنديد بالطائفية والطائفيين! فبات العراقي يسأل نفسه: بحق الله كيف لن يكون طائفيا من هو قائد لحزب مؤسس على قواعد طائفية ويشتغل كل مفصل فيه بالمنطق الطائفي وأختار من بين كل هذه الكفاءات التي يعج بها المجتمع العراقي شخصيات باهتة اللون لمجرد انها من طائفته؟ من هو الطائفي اذن؟

وضمن هذا السياق من مركزة سلطة الدولة وثروة الدولة واعلام الدولة بيد طائفة واحدة، يمكن للمرء الان ان يرسم الملامح العامة للانتخابات المقبلة في العراق حيث ستنسب الطائفة الحاكمة لنفسها اي تقدم على اي صعيد كان وسوف توقت الطائفة الحاكمة الاجراءات التي تحسن من وضع المواطن كالتعيين في الوظائف العامة او زيادة الرواتب لكي تأتي متزامنة مع الانتخابات موظفة اعلام الدولة الطائفية الممثل بالفضائية العراقية التي ستنفخ في هذه الانجازات وتضخمها الى ابعد حجم ممكن.

قبل سنتين، كان المالكي رجلا بسيطا لايعرفه الا نفر من السياسيين ولو انه انذاك مرض، او اصيب بجلطة قلبية، لم يكن ليهتم به احد أنذاك ، لكن السلطة تخلق عبيدها والعبيد تخلق طغاتها ودكتاتورييها وهكذا تدور نحن عبيد هذا الشرق في فلك الاشخاص وتربط مصائرنا يهم ونعلق عليهم كل امالنا واحلامنا متجاهلين حقيقة ان المجتمعات المستقرة لايخلقها الاشخاص ولا شيوخ العشائر ولا الاولياء بل حزمة القوانين الدائمة المترابطة التي تنظر للانسان كمواطن فقط.

اللهم احفظ المالكي ومن عليه بالصحة، ولكني اسألك ياالله ان تراف اكثر بعبادك من ملايين الفقراء ، هؤلاء المخذولون الذين لم يلتفت لهم احد،فانت تعلم ياالهي ان اجتماع السلطة والمال يجعل الحاجة اليك محدودة، فاذا كان السيد المالكي يستطيع الطيران الى لندن وواشنطون متى شاء وبعيد اي اجتماع مع كروكر، ثم يعود معافى ليستقبل كبطل فتح للتو عمورية فالى اين تتجه سليمة الخبازة ومحمد الحلاق وامثالهما من ملايين ......العبيد ومن يكون باستقبالهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان