الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان العراقي وحصان(ة) طروادة

ابتسام يوسف الطاهر

2008 / 1 / 7
كتابات ساخرة


يكثر الحديث في بعض وسائل الإعلام العراقية والعربية عن (الحصانة) التي يتمتع بها أعضاء البرلمان العراقي، ومطالبة (بعضهم) بمنحها لزوجاتهم وعوائلهم وما ملكت أيمانهم!.
ورأينا كيف استطاع بعض الوزراء سرقة أموال الشعب والهروب بها، وهروب من ثبت ضلوعهم بجريمة قتل أبرياء، بفضل تلك الحصانة. وغيرهم ممن ثبت تحالفهم وتعاونهم مع الارهابيين من جماعة القاعدة بالتحديد، العدو الأول لأمريكا، كما يشاع. كل ذلك تم ويتم بحماية من قوات الاحتلال (الأمريكية) التي يكثر رئيسها الحديث عن الديمقراطية وعن ضرورة التزام الحكومة العراقية بشروط المصالحة، بالوقت الذي يتحالف مع من يعمل لإفشال الحكومة!
ومن هذا التحالف تدخلهم لحماية المجرمين الذين حكم عليهم القضاء العراقي (المستقل) من شخوص (الكوتشينة) هل تذكرونها؟ الذين جعلهم بوش في قائمة المطلوبين قضائيا. ليأتي اليوم ويحميهم ضاربا بعرض الحائط الديمقراطية وضرورة استقلال القضاء وعدم التدخل بهذا الشأن! لان جماعة التوافق (المحصنون) عقدوا اتفاق معهم لهذا الغرض.
و يتحدثون عن حصانة الدليمي وهل ترفع عنه ليحاكم بجرم التخطيط لقتل المزيد من الأبرياء؟ أم ينتظر لحين تهريبه مع زملائه الذين اتخذوا من عمان مقرا لهم؟
لا ادري لماذا ذكرتني تلك الحصانة والذين يطالبون بها، لتشمل حتى عوائلهم، ليتسنى لهم بناء دور مشيدة على احدث طراز في بعض عواصم العالم، وامتلاك مؤسسات ومصانع في البلدان الاخرى، وتهريب الأموال التي خصصت لأعمار العراق بالحقائب الدبلوماسية المحصنة للخارج، المفتوح لهم دون غيرهم من المتعبين الذين لا يقدروا على الرحيل حتى لغرض العلاج!.
ذكرتني بحصان طروادة المشهور بالتراث الأدبي اليوناني في ملحمة( الإلياذة ). الحصان الذي أصبح رمزا وتعبيرا عن فن الخداع والتآمر من الداخل لهزيمة الخصم. وطروادة مدينة غرب تركيا كانت المنافس لليونان التجاري. حاصر اليونانيون طروادة أكثر من عشر سنوات (1193-1184 ق. م ) دون أن يدخلوها لمتانة الحصون والقلاع لذا باشروا بالحيلة أمام الفشل العسكري وبعد دراسة العادات والتقاليد وجدوا ان الحصان عند الطرواديين مقدس فصنعوا حصاناً خشبياً يتسع لعشرة من أشداء الجنود اليونانيين جر الحصان الى أبواب مدينة طروادة والجنود بداخله وطلبوا من الجيش اليوناني بالانسحاب .
فوجئ الطرواديون بانسحاب الجيش اليوناني فانطلت الحيلة واعتبروا أنفسهم منتصرين فادخلوا الحصان الخشبي الى داخل المدينة للاحتفال بالنصر المبين تجمعوا حول الحصان يرقصون ويشربون فرحين بالنصر المزعوم حتى أصبحوا سكارى وحل الليل فخرج الجنود اليونانيين من الحصان وفتحوا أبواب المدينة من الداخل ودخلها الجيش اليوناني وحرقها بعد سلبها وسبي سكانها بفضل هذه الخديعة.
لا شك في أن الأمريكان درسوا وضعنا النفسي خاصة المتمسكين بعروة السلطة والتسلط من بقايا النظام السابق كذلك أحسنوا الإنتفاع بأوهامنا وأساطيرنا الدينية خاصة. فأبدعوا في فن الفوضى السياسية والاقتصادية وحتى الدينية.
فبدأوا بفتح الأبواب مشرعة أمام القتلة والمجرمين ، ثم تحالفوا مع البعض ممن لا يهمهم البلد ولا حصانته، ليعمل كل على انفراد لتمزيق العراق وشعبه بحجة حماية ذلك الإقليم أو هذا، أو حماية حلمهم بالتفرد بالسلطة.
واليوم يعملوا على تحصين من لازال يحلم بعودة عصابات البعث للتحكم بالبلد ومصير شعبه من جديد، ويتحالفوا مع أسوأ عدو للعراق والاسلام والقيم الإنسانية (القاعدة) الذي خلقته أمريكا بالأمس.
الأمريكان يعرفون حجم اللعنة التي تعشش في الجسد العربي والإسلامي. لعنة الانشقاق التاريخي طائفيا او قوميا ، فكل الفرق بالنار وحسب الأهواء ، (الشيعة) قبل المحتلين لدى الوهابية وفي مملكة الصمت، وغيرها من الدول الورقية والشعوب المتخلفة، الذين اكتشفوا ان الشيعة انصار آل البيت، كفرة! مع اليهود والمسيحيين والبوذيين واللا أدريين والشيوعيين. اضافة الى كل من لم تلبس حجاب و كل من ينطق حقا وصدقا او من يختلف مع من نصبوا نفسهم أولي الأمر! وبعض القيادات الشيعية شوهت الفكر الوطني العراقي في محاولات لتمزيق العراق ارضاءا لاطراف اخرى تسعى لتمزيق العراق، ولم تبادر اي مبادرة لمساعدة الشعب العراقي وتحسين ظروفه المعيشية او الامنية.
ومن جانب اخر نجد ان الفرقة التي تدعي مقاومة الاحتلال هي من تلعب على الحصانة الأمريكية التي تمنح لمن يمتثل لها وينفذ أوامرها ولكن بشكل متخفي بحصان الديمقراطية الخشبي.
ليكونوا أشبه بالفايروس المسمى (حصان طروادة) الذي اخترع لتدمير الحاسوب. لكنه هنا أكثر خطورة لأن مصير شعب العراق وشعوب أخرى لاحقة، سيكون مرهون برفع تلك الحصانة عن المجرمين لمحاسبتهم وإصدار العقاب الصارم العادل ضدهم، ليكونوا عبرة لمن يفكر مثلهم ممن لا يحترم إرادة الشعب. ومنع حصانهم الخشبي من تخطي الحدود، لحماية أرواح الناس الأبرياء وحماية أموال الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا