الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية

وجدان عبدالعزيز

2008 / 1 / 8
الادب والفن




وانا اقف تتجسم في ذهني الطف باقة امطار تتراقص على وريقات صف الاشجار القصيرة وهي تذوب في تأملات الشاعرة وسط رحاب الاسطر الفارغة كي ادون مالا تدونه الشاعرة نفسها محاولا جديا ان اكون وفيا لارهاصاتها باقتناص الحالات المسكوت عنها ابتداا من نظراتها عبر الشباك في صورتها المنشورة مع قصيدتها في موقع كيكا الرائع ، حتى تدوين بوحها في الاسطر الاولى .. بين هذا وذاك تبدأ حيرة التردد وسط التصريح والتلميح ليبدأ المتلقي في ساحات النص ..داخل المتن ..
(كهلال رقيق اجلسك كل ليلة على عرش من وهم اداعب عيني بكَ)
من البدء تُحيل الشاعرة الى لوحة تأمل بفيوضات الضو المنبعث ليس بالضرورة ضوءنا هذا انما يبدو انبعاثه من القلب .. ذبذبات بث الشوق والعاطفة ..
(اقرأ امامك كل الاشعار التي احب وتدوخني لاصير
(ارجوحة ضوءٍ) ، الاعبك عليها)
ثم تتداخل الاشيا من خطوط الحب وخطوط رغبة الاحتضان مع توخي الهدوء النفسي كي تُحيل التوحد مع هذه الاشيا الى انس وفرح
(كلون متداخل للفرح والشقاء اتلون بك فيتساقط
علي المطر وحيدة)
هناك شقاء البعد والوحدة يقابله رغبة الدنو والاحتضان (كلون متداخل) لكنك
(كقطط برية تُهاجمني رغباتي نحوك (وتخربش) صدري
الشهوات)
هكذا تُصرح الشاعرة رحاب ، بيد انها تتكتم محاولة منها لتهدئة انوثتها المنتفضة ثم تركب موجة الكتابة بجمالية التعبير الصادق عن دنوها واقترابها
(اشتهيتك!
كعناقيد غضب
ينفجر سخط نهداي علي
حين لا تلامسهما
تتسلقط اصابعي حين اقربها من نارك الموقدة فيّ ..)
لتكون الشاعرة خارج المتن داخل حلم مضاجعة اصابعه التي لا تلامسها كي تتمادى في اكتمال لذة الدنو بسبب شبق النظرات تقول :
(فكلما طالعتني العيون الملتهبة
ولاحقني شبق النظرات
احقد عليك ! )
لماذا ؟ ، لانه
(احقد عليك حين لايعود بامكاني وقف تدافع القبل)
فمشكلة الشاعرة انها تتعامل بشفافية مع رغباتها ، لذا يأتي بوحها صادقا ، ينبعث من الاعماق بتدفق لايصده افتضاض عذرية الكتابة وحتى لاتسقط رحاب ضاهر في سذاجة البوح تبتلع الكثير من التفاصيل وتكتفي
ب (رعاف الهمسات ولوعة الاحتراق والرغبة)
تاركة مساحات شاسعة من اوراد الحب واعشاش الاغصان المتدلية ، لكنها تعاود الاقتراب بدافع احتراق الجسد برغباته الشبقية ..
(لو امرر اصابعي على شفتيك
لو ارتشف البيذ عن جسدك
لو اذيب اصابعك في فمي كحبات (شوكولا) )
حتى يفترسها الشبق والاقتراب تقول:
(لو افترسك!)
ثم تصمت تاركة الفراغات تجأر بابوح المسكوت عنه ، والحقيقة هذه هي جماليات النصوص الحديثة تترك الحرية كافية للمتلقي كي يقوم بتركيب النص من جديد خارج صناعة الشاعر نفسه وهذه جمالية ومتعة وتدريب للذائقة الجمعية ، وبهذا يحق لي ان اقول ان الشاعرة رحاب ضاهر جعلتني افتح ازدحام طروحاتها لاكون وسط خضرة قمرية انعشت قلبي بريعان الصبى وسط جمالية الصور المتضادة وقبل هذا تقول :
(اختبئُ منه وحدي تحت المظلة . . تحت الأشجار أراقبُ الخطواتِ التي تَعبر قربي، دون أن ارفع وجهي عن الأرضِ،خوفاً من رعشةٍ تعتريني لو مر بيّ عاشقين، لو لمحتُ يدينِ ممسكتينِ بالحبِ، تمر على عيني فتقرحهما.)

/الشاعرة رحاب ضاهر/بيروت
/قصيدة (تدوين)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي