الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني

مازن حمدونه

2008 / 1 / 8
مقابلات و حوارات


حوار مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني
مقدمة الحوار
من رحم الصمت نقول
يا سيدى...
فلسطين لا تمجد إلا الأماجد ، أما المارقون عبر التاريخ فمجدتهم طيور أبابيل .. عرفناك .. عهدناك وقت كنا في المهد صبيا تتلمذنا ووتتلمذ على أيديك كل تلاميذ الوطن ، وتجذرنا جميعاً حول أسوار المخيم كألواح الصبار في وجه كل ناقلات الجند الإسرائيلية .
أنا ليس بكاتب قصة ؛ولكن استوقفتنى كل كلمة من قصص فيض الذاكرة ، لها حدودها اللغوية إلا ان تلك الكلمات أجبرتني أن امتد بذاكرتي وبمكنون وجداني تراها تعيدك إلى الأمس .. والأمس القريب .. تعيد دوران عجلة التاريخ واستقراء كل مفصل من مفاصل الزمن ... أحيانا تضحكني بعض الكلمات والمواقف ، وتشجيني بعضها الاخر، ولكنها بالقطع تبكيني كل الحكايات والقصص .. أتعلم لماذا؟ إنها صفقة التاريخ .. إنها العقد الإلهي بمكابدة ومعاناة الوطن فأصبحنا المرابطون على ارض المعذبون والتائهون ، خليط من كل أطياف الطموحين وحاملي الرايات .
ماذا لو قرأ المتخاصمون أحلام الأطفال وطموح الشاخصين والمعذبين خلف الجدران الإسمنتية .. ماذا عليهم ان يبذلوا من العناء شيئا ولو من قصير القصص ، فليعتبروها من قصار السور او ما تيسر من آيات رحم المعاناة .هم اثروا ان يكونوا رهينة السلف الصالح في لباسهم ، وتمترسوا حول كتاب الله وسنة رسوله ، ولم يتجرؤوا الدخول في روح الدين وتعهدوا للشيطان الرجيم ان يطردوه ، فطردوا أنفسهم من رحاب ومن وجدان الوطن وبقوا واقفين بأعقاب البنادق كما وقف كل الطغاة على رقاب الشعوب... هم لا يدركون أنهم اختاروا الرحيل من أفئدة كل المعذبين ، واقروا وأنكروا... وأصروا وأصبحوا... من القوم الظالمين.
لقد كان انتظار الموت هو الموت بحذافيره ، والصبر خلع حلته وهرب من بلاد الظالمين ، ولم يعد يجد المعذبون قطعة قماش يلتفوا بها ليخفوا عورات التاريخ أمام كل الأمم .
كل الذين غرسوا مخالبهم في أجساد أبناء الوطن .. كل الضحايا كانوا أصحاب قضية ، هؤلاء الذين تتلمذوا وهم في نعومة أظافرهم على كراريس الموت .. الحقد.. نفي الآخر نسوا ان كل هؤلاء كانوا رصيدا للوطن .
كل آيات أو فتاوي الكفر والتكفير لن تشطب ذاكرة الموت الشاخصة في عيون المسهدين في شوارع الموت في غزة ، لم تسكت ذاكرتهم . صمت أزيز الرصاص المتطاير هنا وهناك ، أصوات الصافرات لسيارات الإسعاف بل ونقل الموتى الصامتة السوداء ، كل هذا لن تمحوه ذاكرة التاريخ من عقول ووجدان الأطفال الذين خطت على كراريسهم ألوان الدم واختلطت بألوان الرسم البلاستيكية والخشبية .لن تمحو ذاكرة التاريخ من وجدان كل الأطفال فراقيع القذائف النرجسية حين فتكت بمكونات مجتمع أصبح قدريا لقرابين فسيفسائية . عم الصمت كل شوارع المخيم ، شوارع المدينة إلا صافرات الموت ورعد النصر المأزوم ،مازالت أبواق المراهقين المراهنون على النصر خلف مكبرات الصوت مهللة بنصر الخائبين على أوغاد الوطن وأصبح الجميع أوغادا وخائبون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 1000 وفاة في الحج .. والسعودية تؤكد أنها لم تقصر • ف


.. الحوثي يكشف عن سلاح جديد.. والقوة الأوروبية في البحر الأحمر




.. النووي الروسي.. سلاح بوتين ضد الغرب | #التاسعة


.. مخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي يمتد بين البحرين الأ




.. نشرة إيجاز - استقالة أعلى مسؤول أمريكي مكلف بملف غزة