الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياض الترك الإنسان والمناضل..... رجل سياسة ودولة من طراز رفيع

أحمد الزعتر

2008 / 1 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في البدايةاهنئ موقعنا العزيز الحوار المتمدن والأستاذ العزيز رزكار عقراوي بالعام الجديد مع التمنيات بمزيد من التقدم والتطور ، ونشكر الموقع ايضا" على الحملات التضامنية مع كل المقهورين والمضطهدين في العالم ، متابعا" بكل جدارة الفكرة المتأصلة عند اليسار في الدفاع عن الانسان والعدالة الأجتماعية التي هي قيم انسانية عليا، ونشكر ايضا" كل من وقع على بيان الحملة التضامنية مع معتقلي إعلان دمشق ، تلك النخبة النبيلة من الشعب السوري الصابر يواجه عاريا" طغمة ديكتاتورية مجرمة وفاسدة. وإذا كان هجوم النظام السوري على المعارضة الوطنية بكل وحشية وانتقام مفهوما"، وإذا كان أيضا" هجوم الأقلام الرخيصة والمأجورة والتافهة مفهوما" أيضا"، فإن الغير مفهوم هو هجوم بعض الأقلام التي تدعي العلمانية واليسارية وتتبنى شعارات الحرية وحقوق الإنسان على المعارضة الوطنية السورية متهمة إياها بالعمالة للخارج بغية تشويه سمعتها والهجوم المركز على شخصياتها البارزة كالمناضل رياض الترك نموذجا".
يدافعون عن كل الحريات ما عدا حرية بلادهم....هذا التوصيف الجميل أطلقه عليهم الكاتب والمفكر عبد الرزاق عيد ، وينطبق عليهم قول شاعرنا الكبير مظفر النواب بأنهم يدافعون عن كل قضايا الأرض ....وينسون قضيتهم . أكثر القضايا سخرية هجوم أحدهم على النظام السعودي واتهامه بأنه نظام وراثي ونسي في الوقت نفسه ان النظام السوري من أكثر النماذج الوراثية قباحة.
الطريق الثالث ....... كانت هذه الفكرة الرائدة للمناضل الكبير رياض الترك، وتتلخص في انه إذا كانت امريكا هي اللاعب الأول والنظام هو اللاعب الثاني , وكلاهما لهم تاريخ طويل في التفاهم وتقاسم المصالح والضحية كان دائما" الوطن على مذبح مصالحهم ، فان الضرورة ومسيرة الحياة تقتضي أن يكون هناك لاعب ثالث يمثل المصالح العليا للوطن وهذا اللاعب يجب ان يمثل كل شرائح المجتمع بعيدا" عن الأيديولوجيا والعقائد ، مهمة هذا اللاعب الثالث أن يصون الوطن والمجتمع من حالة انقسام واهتراء فظيعين سببه القمع العاري والمتواصل من النظام الذي سحب السياسة من المجتمع ليصبح مجتمعا" هشا" سيتكسر ويتلاشى ويصبح لقمة سائغة لكل طامع بالوطن . هذه كانت الفكرة الأساسية التي قام عليها إعلان دمشق ، فهو ليس تجمعا" عقائديا" بل تجمع ضم مختلف التيارات المجتمعية الفكرية والسياسية والشباب والمستقلين ......إنه بداية الطريق الصحيح لتشكيل هذا اللاعب الثالث وهو استنفار مجتمعي اراده الاخرون ان يكون رهينة في أياديهم . وما الأستنفار الرهيب للنظام ومرتزقته سوى إثبات على صحة هذا الخط أضطر النظام أن يكشف بعض مرتزقته الباطنيين الذين يلتحفون باليسار وهو منهم براء .
كفى سوريا أن تبقى جمهورية للصمت....كانت صرخة مدوية للمناضل رياض الترك ألتقت مع صرخة المناضل المعتقل البروفسور عارف دليلة الذي قال .....سورية فقرت...سورية صحرت......ويمتلك عشرة من المسؤولين فيها مائة مليار دولار ....يا للكارثة ...ألتقت هذه الصرخات مع صرخات الالاف من العوائل التي تريد فتح ملف المفقودين لتسوية أوضاعهم ، لإنهاء مهزلة ما يسمى المادة الثامنة من الدستور التي تجعل البعث قائد دولة ومجتمع ، لإنهاء محكمة أمن الدولة السيئة الصيت، لإنهاء حالة الطوارئ ، لحل مشكلة الأكراد الغير مجنسين ....لصرخات شادي دليلة وهو ابن المناضل عارف دليلة الذي هاجمه السفاحون إنتقاما" ....كل هذه الصرخات أسست إعلان دمشق وليس أمريكا أيها الباطنيون.
جلبي سوريا.....أطلقه أحدهم على المناضل رياض الترك ، ونسي هذا اليساروي أن جلبي سوريا كان حافظ الأسد بأمتياز ، فالسيد جلبي كان في الملف العراقي منفذا" ممتازا" للسياسة الأمريكية وفي الوقت نفسه عميلا" للنظام الأيراني تحركه غريزته الطائفية العمياء ، وحافظ الأسد كان في الملف العراقي منفذا" ممتازا" للسياسة الأمريكية وأرسل جنوده إلى حفر الباطن ، وكان في الوقت نفسه شريكا" كاملا" للنظام الأيراني مدفوعا" بغريزة طائفية عمياء . هكذا تكون المقارانات المنطقية.
المناضل رياض الترك ...رجل سياسة ورجل دولة من طراز رفيع ...هذه مقولة تاريخية لأحد مؤسسي البعث الشرفاء وهو السيد أنطون مقد سي رحمه الله ، وهو أشهر من نار على علم ، وعلى أثره تم طرده من عمله في وزارة الثقافة بشكل مشين ، وقام مرتزقة النظام بالهجوم عليه وحتى حياته الشخصية لم تسلم من التشهير ، وخاصة على جريدة المحرر العربي التي كانت ممولة انذاك من النظام السوري ، ولأن رياض الترك رجل دولة فالمطلوب منه وفق الأعراف الديبلوماسية أن يرد بالمثل على من امتدح إعلان دمشق بغض النظر عن الموقف الأيديولوجي وهذا ما لم يفهمه البعض الذين لا يعرفون العلاقات الدولية والأعراف العالمية وأصول المخاطبات بين السياسيين.
أما من غمز من قناة حزب العمل الشيوعي وانسحابه من إعلان دمشق ، يكفينا ان نرد عليه بوجود المناضل الكبير عبد العزيز الخير في صفوف قيادته .
نقولها وبكل قوة ، لقد ابتدأ العمل الجدي للمعارضة السورية وستتابع النضال من أجل أن يكون وجودها شرعيا" ومحميا" قانونيا" ودستوريا"، إن وجود المعارضة في أي مجتمع دليل على صحة هذا المجتمع .....
تحية للمناضل الكبير رياض الترك ولكل المناضلين الذين يريدون لسورية الخير والعزة والكرامة ، وتحية لكل المعتقلين فردا" فردا" ، سورية كانت وستبقى ، وستمحي بجميع ابنائها تلك المرحلة السوداء من تاريخها ، وسيدفع الطغاة ثمن جرائمهم ...وتحيا الحياة ..لا كما رسم الطغاة .....تحيا الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟