الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح السياسي في العراق

سعد البغدادي

2008 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


دأب السياسيون العراقيون على الاكثارمن مفردة الاصلاح السياسي . وهم بذلك يشيرون الى الوضع العام الذي رافق فشلهم السياسي في الخروج من الازمة التي افتعلوها طيلة السنوات الماضية. الاصلاح السياسي ويقصدون به توريع المكاسب بشكل اخر لايكسر المحاصصة الطائفية بل يزيد من عزلة القوى المتطرفة واقصائها بعد ان اثبتت فشلا ذريعا في ممارسة العمل السياسي. الاصلاح السياسي في المفهوم الجديد سيتبنى الية عمل اخرى لكنها عقيمة كما في السابق اذا ان اي عملية اصلاح جذري لن تنظر الى عمق الخلافات التي طرحها سقوط النظام الفاشي في 2003 ستبقى عقيمة واي عملية ترقيع ستبقى مفضوحة.
فعملية التخلص من الوجوه الطائفية في العملية السياسية لن يسهم في عمليةالاصلاح السياسي لانه سيتم تفريخ مثل هذه الوجوه في كلا الطرفين. والاصلاح السياسي في لغتهم تحول الى ملئ الشواغر الوزارية. تلك التي عجزت بعض الكتل عن شغلها بصورة صحيحة فجعلت منها مسمار جحى؟
وهذا بدوره ايضا لن يسهم في عملية الاصلاح. ما لم يتم تجاوز تلك العقبات التي خلفتها سياسات النظام البائد من القتل والتهجير والتهميش وهذا يستلزم اعترافا من كافة الكتل السياسية بغض النظر عن موقفها الطائفي او الاثني الاعتذار من ضحايا الشعب العراقي.الاعتذار من العراقيين عن تلك الاخطاء التي ارتكبها النظام البائد .الاعتذار من الشعب الذي اصبح سجين الانظمة الفاشية الاعتذار من هذا الشعب الذي تم خداعه باسم الدين والمتاجرة به.
اي عملية نحو الاصلاح السياسي لن تكون نافعة ما دامت تعقد في الغرف المغلقة وبعيدا عن الشعب
في تجربة جنوب افريقيا كانت العقبة امام الاصلاح السياسي هي مسالة كيف يمكن حدوث المصالحة وباي طريقة كي تستمر الحياة هناك ويتم تجاوز الماضي.
حدث ذلك في احد الملاعب الكبيرة لكرة القدم حضر الشعب وكل من لديه دعوة قضائية ضد البيض ضد المجرمين ضد جلاوزة النظام. وهناك اعتذرت الحكومة اولا من الشعب ثم اعتذر البيض عن جرائمهم ثم بدات المسألة ضد المجرمين استمرت تلك المحاكم او تلك الجلسات التاريخية لمدة ثلاثة اسابيع كان الجميع يذكر اخطأه ويعترف بها ويعلن انه نادم عن تلك الجرائم. تلك الجلسات المكشوفة كانت امام الشعب وبحضوره ولم يكن احد من المسؤولين الكبار هناك. ولم تعقد بامر من الامريكان او غيرهم وانما الشعب اراد السير نحو تهدئة الامور وتعويض الضحايا .الجميع سار نحو المصالحة ونحو الاصلاح السياسي. بعدها سارت الامور على ما نعرفه في جنوب افريقيا.
اما في العراق فان الجلاد يتحول الى ضحية والضحية ما تزال تواصل النضال من اجل نيل حقوقها المستلبة؟
والاصلاح السياسي يتحول الى لغة الشياطين من اجل نيل المزيد من الغنائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة