الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكونات نسق المعتقدات الصهيوني والإسرائيلي ونقضة من الداخل

صالح الشقباوي

2008 / 1 / 17
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


1- صراع الأضداد : هناك نظرة فلسفية تمثل البناء الفكري للأيديولوجيا الصهيونية، مؤداها أن اليهود صاروا أمة بفعل وجود عدولهم هو عالم الاغيار "غويم" وفي هذا تسعى الصهيونية إلى خلق مسافة إجتماعية دائمة عبر الزمان والمكان بين اليهودي والمجتمع الذي يعيش فيه بهدف تغذية روح الإحساس بالتمايز والاختلاف، لدى هذه الجماعات وهذا يخلق له حالة من العداء تبقيه متماسكا ومتمايز الهوية "هدف صهيوني".

2- الداروانية الاجتماعية : وهي فلسفة المجتمع الصهيوني والإسرائيلي بآن واحد وستظل لفترة طويلة، والمقصود بالداروانية الاجتماعية قضية البقاء للأصلح في الحقل الاجتماعي، بالرغم من ان هذه القضية كانت هي ركن الفكر الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين خاصة وأن رواد الفكر الصهيوني الأوائل كانوا قد أتوا إلى فلسطين من أوربا وهم يحملون فلسفتها ونظمها وأفكارها وحيث نلاحظ في البداية الأولى للقرن الجديد الواحد والعشرين فالفكرة المحورية في الأيديولوجيا الصهيونية، والتي تتبناها مؤسسات الفكر الإسرائيلي الصهيوني هي مبدأ "ليس لنا خيار" إما أن نقتل الفلسطينين وإما أن يقتلونا، وهذا باعتقادي هو أحد ترجمات شارون لفكرة الداروانية الاجتماعية، فحسب الدكتور عبد الوهاب المسيري فان إسرائيل هي بعث للأوهام الدينية والقومية ومحاولة لتكريس الخلط بين الانتماء القومي والانتماء الديني لذا يجب ان نميز بين مفهومين، أرض إسرائيل ودولة إسرائيل التي تفتقد عمليا لمقومات امتداد الوجود القومي المشترك على ارض مشتركة، وموجودة فعلا ويقيم عليها ذلك الوجود القومي بصورة فعلية تاريخية بلا انقطاع لأنها ليست سوى تطبيق عملي لفكرة الاستعمار الاستيطاني الإحلالي من قبل يهود ينتمون إلى جنسيات وأوطان مختلفة، لقد اعتمدوا فلسفة تهويد المكان، وتغيب الشعب الفلسطيني وصولا إلى تذويبة، " انهم الصهاينة" يشتاطون غضبا ممن يذكرهم بوجود شعب آخر في ارض إسرائيل، يعيش هناك ولا ينوي المغادرة على الإطلاق. " آحادها عام 1914".

كما أكد دافيد بن غوريون، انه في عام 1948 " أفرغنا المكان من أصحابه السابقين ولم يكن بوسعنا إلا أن نفعل ذلك ".

أما هرتزل فيقول" تجدون بسعادتكم صعوبة أخرى في وجود السكان من غير اليهود بفلسطين، لكن هل من أحد يفكر في إبعادهم عنا؟ سنـزيد في رخائهم وثروتهم الفردية بما نقدمه نحن من أسباب الرفاهية .

3- الطبيعية الأزلية للصراع : يعتقد كثير من اليهود والصهاينة والإسرائيليون أن صراعهم مع الفلسطيني هو صراع أزلي لا يمكن فيه إسقاط البعد الاجتماعي ، فدولة إسرائيل قامت بفضل الدعاوى والتخطيط والعدوان، علمت بعد أن أعلنت سلفا بضرورة الدعاوى لتبرير أعمالها وإبراز قيامها وكأنه انبعاث قومي وتقدم حضاري لمصلحة الأرض المقدسة والشعب اليهودي والإنسانية على حد سواء، وقد ازدادت وتيرة الدعاوى تلك عندما تيقن أصحاب مشروع قيام الدولة الإسرائيلية "الصهاينة خاصة" من مقاومة الشعب الفلسطيني الضاربة لمخططهم، وتعذر بالتالي عليهم فرض الآمر الواقع على أبناء الشعب الفلسطيني والذي رفض أيضا قبول الوجود الصهيوني كوجود شرعي في فلسطين، بعد أن إستبسلت الذات الفلسطينية في الدفاع عن حقوقها وعن أرضها، بالرغم من الخلل الفادح في موازين القوى بينها وبين الذات الأحتلالية الإسرائيلية التي تعمل ضمن وظيفة مزدوجة وجوديا وعمليا، وسنتكلم في الفصل القادم عن هذا الدور ووظيفته المزدوجة .

و بذلك نحاول تلمس المحتوى الفلسفي لفكرة قيام دولة إسرائيل وملاءمتها للحاجات التي أوجدت من اجلها بعد أن طرحت فكرة خلق إنسان جديد في مجتمع جديد والإنسان الجديد هو الإنسان الإسرائيلي الذي سيبتعد بدوره عن عالم الاغيار وسيطرتهم، وعليه فان بعث إسرائيل فوق ارض فلسطين هو ضرورة حضارية ومهما كان الثمن فهذا البعث يحرر اليهودي من جميع الروابط الإنسانية .

نقيض الفكـرة:

اليهود لا يشكلون أمة، وبالتالي فإسرائيل ليست وليدة ارث حضاري أوتطور تاريخي، بل هي دولة ولدت بالقوة، لا تنطبق عليها شروط وجود الدول الاجتماعية الأخرى ومناخات إنشاء الدول القومية المتكاملة، بحيث انها لم تكن نتائج تطور اجتماعي تاريخي معين ولم يكن لها لغة أو ثقافة أو أرض، لذا فإن معقولية الواقع يدحض الفكر الإسرائيلي المنادي بوجود شعب إسرائيل الذي لم ينتقل في وجوده من "أسرة – مجتمع- دولة ".

و إذا كان أرسطو يقول بأن المعرفه تطلب لمعرفة الغاية التي وجدت من أجلها وهذا القول يساعدنا اليوم على معرفة الغاية التي وجدت من أجلها دولة إسرائيل، كدولة غاصبة، اعتمدت أسلوب الإستيطان الإحلالي في جوهرها وحاولت صياغة الواقع المرسوم على الأرض لصالحها يدعمها لتحقيق ذلك قوى ذرائعية عالمية ساعدتها في الإعلان عن نفسها وتثبيت أركانها وتمتين أسسها المادية على أرض فلسطين، فأمريكا إعترفت بقيام دولة اسرائيل بعد عشر دقائق من إعلان قرار قيامها "181" وفي هذا الشأن نجد آلت تايلور* يؤكد القول أن نجاح الحركة الصهيونية اعتمد على قوى ذرائعية، وإستفاد من المنحنى العلماني والدرائعي لسياسة تلك الدول.

علما أن هذا النجاح لن يستمر طويلا كونه يتناقض مع روح التاريخ ومعطيات الواقع كما أنه يتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني الذي سلبت حقوقه وجرد منها عنوة لذا علينا أن نقيم الأسس المادية والثقافية والعلمية لتحقيق ذلك الحلم وتحويله الى واقع ملموس مجسد ماديًا وتاريخيًا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ