الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس منا من يحبك يا بوش

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2008 / 1 / 9
القضية الفلسطينية


كنت في رام الله وشاهدت الطائرات الأمريكية العملاقة وهي تحلق منخفضة جدا فوق أسطح مباني المدينة، وشاهدتها وهي تقوم بعملية إنزال لعناصر من جهاز السي أي ايه الذين قاموا بمسح امني كامل للمنطقة التي سيتواجد فيها الرئيس الأمريكي بوش، عند لقائه المقرر بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.. وشاهدت الحجم الهائل من الإجراءات الأمنية الفلسطينية الغير عادية تحضيرا لذلك اللقاء، حدث ذلك قبل يومين من وصول بوش.. شعرت بالامتعاض مما رأيت، وقلت في نفسي كان الله في عون أهل رام الله والبيرة يوم قدوم بوش، كم سترتبك حياتهم..؟؟ وكم من الشوارع والأحياء سيغلق..؟؟ كإجراء احتياطي امني حرصا على حياة هذا الضيف، الذي لم أر أو اسمع فلسطينيا واحدا يمدحه، أو يكن له الحب، أو يرحب بزيارته لبلادنا.. والمحزن ليس فقط زيارة بوش لبلادنا واستقبال قيادتنا له، بل قبول قيادتنا الطلب الأمريكي بان يتولى عناصر أمنهم المسئولية الكاملة عن امن بوش وهو الطلب الذي لا تفسير له إلا عدم احترامهم للقدرات الأمنية الفلسطينية وعدم ثقتهم بأي فلسطيني كائن من كان.. وخجلت من تصرف قيادتنا أكثر، عندما سمعت أن رئيس بلدية القدس الصهيوني رفض اقتراح قيادة الجيش والأمن الإسرائيلي إغلاق طريق القدس تل أبيب أثناء مرور موكب الرئيس الأمريكي، وسمعت أن ذلك الصهيوني قال لقيادة حكومته لن أعكر حياة سكان مدينتي من اجل موكب بوش، وعليكم إحضار هذا الضيف من تل أبيب إلى القدس بطائرة هليوكبتر....
إنها لمهزلة أن نقيم الدنيا ونقعدها تحضيرا لزيارة هذا الرجل، وان نعقد عليها آمالا كبار، وهو الذي ومنذ أن جاء إلى سدة الحكم في أمريكا وهو يناصب شعبنا العداء السافر، ويعلن جهارا انحيازه التام ووقوفه الكامل إلى جانب عدو شعبنا إسرائيل.. وكيف نستقبل هذا الرجل وهو الذي قدم للسفاح شارون اخطر ضمانات أمريكية تنتهك تماما كل حقوق شعبنا، وكيف نصافح يده الملطخة بدماء مليون من أبناء الشعب العراقي الشقيق، ومئات الآلاف من أبناء شعب أفغانستان، وهو الذي وقف بوقاحة ليعلن دعمه وتأييده للغزو الإسرائيلي الأخير للبنان..
فهل من المعقول والممكن أن يحب فلسطيني عاقل شريف هذا البوش الذي يعتبر دعمه لإسرائيل التزام عقائدي، وهل نحبه وهو الداعم الأكبر لجرائم إسرائيل الهمجية ضد شعبنا، مقدما لها مليارات الدولارات سنويا، بالإضافة إلى احدث ما في ترسانته من عتاد عسكري..
إنني اجزم بان لا فلسطيني حر شريف سيقف على جانب الطريق ليلوح لبوش أو ليلقي على موكبه الزهور، وان حصل ذلك فالمؤكد أن الفاعلين سيكونون عبيدا مأمورين.. وإنني اجزم بأنه لو تمكن شعبنا ونال حريته بالتعبير-- لقذف موكب بوش بالأحذية والبيض الفاسد أو أي شيء آخر-- ليعبر حقيقة عن كراهيته لهذا الزعيم المجرم، ولسياسات إدارته المتغطرسة الداعمة لإسرائيل في احتلالها، والمتسببة بالويلات للعديد من شعوب العالم.
ولماذا سيرحب شعبنا ببوش..!! وهو القادم لزيارتنا وحليفته إسرائيل لم تتوقف لحظة عن ممارسة همجيتها وعدوانيتها ضد شعبنا في نابلس وجنين وغزة وفي كل مكان، بل وهي تقوم على شرف لقائه بتكثيف جرائمها، ومن هو الفلسطيني الذي سيحب بوش.. وسيصدق مناماته الكاذبة التضليلية، وحديثه الممجوج عن دولة فلسطينية قابلة للحياة، كيف سنصدقه ونحن نرى التوافق والانسجام التام بين سياسات إدارته وحكومة اولمرت، التي صعدت أكثر فاكثر من وتيرة الاستيطان والمصادرات.
من منا يحب بوش..!! الذي أيد بالكامل قرار إسرائيل اعتبار قطاع غزة كيانا معاديا..؟؟ ذلك القرار الذي كان إيذانا بحرب همجية، تخوضها إسرائيل منذ شهور ضد شعبنا وأهلنا في القطاع، حرب يمارس فيها التجويع والحصار والإفقار وتخاض فيها حرب الدبابات والطائرات والمدافع، حرب يسقط جراءها كل يوم عشرات الشهداء والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ.
إن كل فلسطيني يرى بزيارة بوش وتدنيسه لثرى بلادنا خطرا كبيرا ليس على قضيتنا المقدسة وحدها ( لما سيقدمه من دعم وضمانات إضافية لعدونا المحتل )، بل وعلى مصالح مختلف شعوب المنطقة، فبوش لم يأتي إلى المنطقة إلا ليستكمل ما خطط له في مؤتمر انابوليس من تطبيع للعلاقات العربية مع إسرائيل، وترتيب صفوف حلفائه في مواجهة خصومه المتمردين على إرادته ..
إننا كفلسطينيين نقول لبوش : لا أهلا ولا سهلا بك في ديارنا، وليس منا من يحبك.. وستبقى أنت وأمريكا في نظرنا-- ونظر كل أحرار العالم-- أعداء الشعوب والتحرر، وناهبي ثروات الأمم المستضعفة.

مخيم الفارعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ