الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((جناحان من ذهب)) للقاص (احمد ابراهيم السعد)

جاسم العايف

2008 / 1 / 10
الادب والفن


عن دار الشؤون الثقافية العامة- وزارة الثقافة - بغداد- صدرت مؤخرا (جناحان من ذهب) المجموعة القصصية الجديدة للقاص احمد ابراهيم السعد ضمت خمس عشرة قصة قصيرة.. يسعى القاص السعد في"جناحان من ذهب" لبناء درامي يتشكل في الغالب من اجل تحفيز وعي المتلقي معتمدا تقنية السارد الواحد المحيط بكلية وتفاصيل المشهد في القصة من خلال تقنية التلاعب بالزمن ،وتراكم الأحداث ، مستخدما عناصر التشويق وملاحقة المتغيرات المحيطة بمشهد القصة الواحدة مبتعدا عن رتابة السرد ، كما انه يلجأ في بعض من قصصه لتقنية الـ" سيناريو السينمائي" كما-مثلا- في المشهد والحوار الذي يجري بين المرأة وكاتب العرائض في قصة "محرقة القصب"-:
((..في الورقة التي أمامه بدأ يسمعنا ما يكتب:
-أني المواطنة...
قالت أمي-: زكية هادي جابر ..
- أرجو التفضل بالموافقة على تعيني عاملة خدمة في مدرسة ..
- الشهامة الابتدائية.
- وذلك لحاجتي الماسة للعمل كوني..
- أرملة.))
كما يذهب إلى استخدام "الفلاش باك"، بصفته ايضا من تقنية" السيناريو السينمائي" المعروفة، لإسقاط وعي الصبي المبكر على ذلك المشهد عندما يلاحظ-الصبي- أن كاتب العرائض قد ضغط على إصبع أمه-ألأرملة- وهو يبصمها على الطلب ويشكك بنواياه لـ"استباحتها" بـ"شراهة عينيه " ووجهه الذي يتحول " قرصا من المغناطيس تشكه مجموعة لا ترحم من الدبابيس" تجاه شابة- أرملة- تسعى لتجاوز مصاعب حياتها وارثها الثقيل للعمل في مدرسة تدعى " الشهامة"-لاحظ المفارقة بين اسم المدرسة ووضع الأم- الأرملة . وفي قصة " حقائق متقاطعة" يبني القاص قصته لإيصال الرؤى والأفكار باستثمار لعبة" الكلمات المتقاطعة" من خلال تقطيع القصة إلى مشاهد أفقية وعمودية كـ: " أفقي- كان معروفا بالحلم- عمودي- من أسلحة المسلمين- أفقي- من شهداء الحب- عمودي- سلاح معكوسة-..الخ . وقد احتوت " جناحان من ذهب" بعض القصص التي يمكن إدراجها ضمن " القصة القصيرة جدا " ومنها "المهد، الضيف"وكذلك قصة "حقائق متقاطعة" حيث يمكن اعتبار مشاهدها المتعددة مشاهد لثيّم وبناءات لقصص قصيرة جدا.. و في قصص "جناحان من ذهب" تراكم لهموم اجتماعية مضنية لشخصيات تنتمي لعالم القاع العراقي وهمومه اليومية مع الاهتمام بالبيئة الجنوبية ومكوناتها المخربة عبر الحروب المتعاقبة ،محاولا التعبير عن ذلك عبر سرد متنام مع انه يحدث ان يحتوي على نصائح وحكم بما يشبه "الكولاج" في الفنون التشكيلية والتي تبدو- احيانا- لاعلاقة لها بسياقات موضوعة السرد .. وثمة في "جناحان من ذهب" لغة فنية شفافة عبر اشتغال القاص الدائم-حسب معرفتي- على قصصه وتشذيبها من بعض الزوائد والسعي للاقتصاد في لغته دون التفريط بالضروري منها، لخلق دلالات وبؤر محددة تتبلور عبر زمان ومكان القص.. والقاص احمد السعد من مواليد عام 1972 - البصرة- وسبق ان صدرت له (الجرح) مجموعته القصصية الاولى عن دار الشؤون الثقافية العامة- وزارة الثقافة- بغداد- عام 2001..كما انه حصل على الجوائز القصصية التالية :
1- الثانية- مسابقة مجلة" إتحاف" التونسية عن قصته (المغتسل) عام 1995
2- الثالثة - مسابقة صحيفة "الزمان اللندنية": عن قصته (محرقة القصب) عام 2003.
3- الخامسة - مسابقة "ديوان العرب" عن قصته (رائحة العشب) عام 2006.
4- الثالثة - مسابقة "نادي القصة العراقية في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين-بغداد" عام 2007 عن قصته (صندوق البالونات الملونة) ..كما وترجمت بعض قصصه الى اللغات الانكليزية والإيطالية والألمانية والأسبانية وأختير مؤخرا مع مجموعة من القصاصين العراقيين والعرب للمشاركة ضمن "انطولوجيا القصة العربية" التي من المؤمل ان تصدر باللغات الرومانية والإنكليزية والعربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيبدأ پيو بالغناء بعد اكتشاف موهبته؟ ????


.. حكايتي على العربية | التونسية سارة الركباني تحترف السيرك بشع




.. الفنان درويش صيرفي: أعطيت محمد عبده 200 دانة حتى تنتشر


.. بأنامله الذهبية وصوته العذب.. الفنان درويش صيرفي يقدم موال -




.. د. مدحت العدل: فيلم -أمريكا شيكا بيكا- كان فكرتي.. وساعتها ا