الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( التغبير ) الديموقراطي .. واليهودي العظيم...!؟

جهاد نصره

2008 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


رأس السنة العربية كذيلها فيما خص عملية التغيير الديموقراطي المنشود.. ! وما الذي سيجعلها مختلفة بعد أن حسم العصر بسمته العولمية مسألة الخيارات والمسارات أمام الشعوب والأمم في أنحاء الكرة الأرضية شاءت الشعوب التي لا تزال على قارعة الطريق أم لم تشأ..؟ ولئن استمر النخبويون في تنظيراتهم الأيديولوجية المغلقة التي لم يعد يمكن صرفها سوى في كوى أراشيف المتاحف، فإن جدلية الحقيقة والواقع لن تعود مرتهنة لما هو تنظيري مجرَّد أو شعبوي مجرَّب.!
مناسبة هذا الحديث تكمن في تلك الاحتفالية التي حظي بها المفكر (( نورمن فنكلستين )) وهو يهودي أباً عن جد وجدة لكنه فهم قضية العرب المركزية من وحي صدقيته الأخلاقية أولاً ونضجه الضميري القيمي العالي المستوى ثانياً، وهو ليس أول يهودي أو غربي يغِّرد خارج سربه فهناك الكثيرون من المثقفين والكتاب الغربيين الذين جاهروا بآراء تناقض جوهر سياسات دولهم تجاه القضية الفلسطينية، وقد دفعوا أثماناً باهظة نتيجةًً ذلك لكن، ما الذي دفع أولئك وأخرهم (( نورمن ) إلى مربع كونية قيم العدالة والحرية.؟ وهل سأل المحتفون بالمثقف الأمريكي اليهودي ( نورمن فنكلستين ) أنفسهم عن مآل ثقافة الإقصاء التي تعشش داخل أدمغتهم.؟ وهل لا يزال توصيفهم لليهود بأنهم صنف من القردة والخنازير يجب محاربته والقضاء عليه وهذا اليهودي المحتفى به يدحض أمام أنظارهم و بالعقل وحده تلك الأسطورة الدينية العرقية الكريهة!؟
القيم الإنسانية التي أصبحت في هذا العصر كونية بامتياز وعلى رأسها الحرية والعدالة ليست نتاجاً أيديولوجياً محدداً أو تباشير مدرسة معرفية معينة إنها نتاج لتراكم النشاط الإنساني على مر الأجيال، والانحياز المحض لها لا يشترط تحزباً بعينه ولا يترتب عليه أية التزامات أيديولوجية أو سياسية فهذا الانحياز يعكس ويعبر عن فعالية العقل الذي يؤدي وظيفته بحرية ومن هنا فإنه من المنطقي بمكان أن يُنظر إلى ما خلف الظاهرة المرئية وفي حالتنا يتعبن أن نرى في (( نورمن )) ما هو أكبر من مسألة مكسب سياسي وأن نراجع الكثير من المفاهيم مما تكشف عنه ثقافتنا كل يوم والذي يتناقض كليةً مع منسوب القيم الإنسانية في الزمن الراهن.!
إن وعي هذا المفكر اليهودي الغربي الذي يريح الأعصاب ويسر الجميع يعبر حقيقةً عن انحياز وحيد لا يزيد عن وعي ضرورة عولمة أو كوننة القيم الإنسانية بعيداً عن المصالح المادية والإستراتيجيات المرسومة وفقها.. وفي ذلك، يجب التأكيد على أن مقتل القيم وبطلانها يكمنان في ارتهانها المستمر للمصالح المختلفة الخارجة عن كونها مصلحة إنسانية شاملة.. ومن هنا، نجد تلك المفارقات التي تعكسها السياسات الخارجية للدول الديموقراطية.! لكن ذلك لا يعني أن نطمس جدارة تلك النظم التي رعت بنجاح منظومة من القيم الاجتماعية وعلى رأسها حرية الإنسان في قوله ورأيه وهي منظومة معاشة في واقع مجتمعاتها وليس في البرامج السياسية التي تحفل بالشعارات كما هو الحال في البلدان العربية.! ولولا أن ذلك حقيقة ملموسة لما وجدنا في بيروت منذ أيام صاحبنا الذي نتكلم عنه وهو مؤلف كتاب ( صناعة الهولوكست ) وقد ربح من وراءه عداء اللوبي الصهيوني فخسر مصادر معيشته كأستاذ جامعي واحداً بعد الأخر.! ولولا أن المجتمع الذي يعيش فيه تحكمه تلك المنظومة المدنية لكان ربح أيضاً كما يحدث في كافة بلدان العرب تهماً غبية كالعمالة واللاوطنية وما شابه ذلك من مفرقعات الغائية وتصفوية.! ومثل هذا الانحياز يكشف مدى سكونية وتهافت المنظومات المجتمعية السائدة في بلدان المنطقة وإلا ماذا يعني الصمت العربي والمسلم المحيط بقطاع غزة المحاصر وهو من غير شك صمت مخزي ومعيب بكل المقاييس..؟
ما نود في النهاية قوله يقتصر على فرضية أنه من الضرورة بمكان أن تخلو ثقافة المقاومة التي تنتشر في غير مكان من الساحات العربية ـ وهذا طبيعي ومتطلب ـ أن تخلو من كل ما يتعارض مع القيم الإنسانية السائدة في عالم اليوم..! وهذا يعني بالضرورة أن لا تتغول فيها خلفيات دينية وعرقية وغير ذلك..! إن في هذا مكسب كبير لقضايا الحرية والاستقلال والعدالة.. وسيكون إسهاما حقيقياً في تعزيز انتشار رايات الانحياز للقيم الإنسانية.. وسيفتح الأبواب لأوسع تحالف كوني على هذا الصعيد.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن