الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسد مقابل الغذاء

حامد الحمراني

2008 / 1 / 11
كتابات ساخرة


الفرح العراقي عنيف؛ نتيجة الكبت وما فعله المتطرفون من قتل وتفخيخ وتهجير طيلة السنوات الماضية، لكنه والحقيقة تُقال حافظ على وقاره الجميل بعد سباته لاكثر من اربع سنوات، فعلماء النفس يقولون "يفقد الانسان توازنه بالفرح الشديد والحزن الشديد" ، ومع ذلك كان الشباب ايام العيد وفي حديقة الزوراء بالذات التي اكتضت بهم ( على عناد الارهابيين) يرقصون بشكل حماسي واضح في رسالة بان العراقيين انتصروا على اعداء العراق، وان الشمس قادمة لا محالة، والشهادة لله لم اشاهد اي سوء ادب من احد ، فالكل فرحون ولم ترتكب اية اخطاء انتقالية حسب علمي وما شاهدته اثناء تجوالي قسرا مع اطفالي في العيد، بعد ان خيرتهم بين الذهاب الى المسرح الوطني لمشاهدة مسرحيات الاطفال او حديقة الزوراء لمشاهدة ما يسمى بـ(الاسد)، ولانهم مدمنون على الستلايت وسبيس تون والدكتاتور سازوكي فضلوا الزوراء على المسرح لاسباب هم اعرف بها.
ولكن لفت انتباهي في حديقة الحيوانات بمدينة الزوراء، هذا المسكين الطاعن بالسن (الاسد) فكم بحثنا عنه في الاقفاص بعد تحويلة الى مكان اخر نتيجة الظروف الامنية الصعبة في مكانه القديم ، بالرغم من الاشاعة الطريفة التي اشيعت لاجل المزاح ان الاسد ( شرد) من حديقة الحيوان، وتطمينات بعض نقاط التفتيش بان اسد الزوراء بلا أسنان.
وما ان راينا الاسد حتى اصبنا بخيبة امل كبيرة ، فلم يكن اسد ايام زمان قبل الغزو الامريكي للعراق( على حد تعبير طفل بجانبي) فقد كان اسد بائس كما سماه احد اطفالي بقوله ان "هذا الاسد مال تالي وكت" .
وكان الاحباط اكبر عندما كان يرمي الاطفال للاسد ( الجبس والشامية) في اشارة الى مدى مسكنة الاسد في حدائق بغداد التي تاثرت على ما يبدو باعمال العنف التي طالت الحيوان والانسان.
ولم يكن ما سمعناه بانه بلا اسنان كذبة او طرفة لكنها حقيقة حسب ما راينا ماعون ( التشريب) الذي وضع امامه.
قد يكون الاسد المهجّر قسرا من افريقا الساكن قرب الاسد الاصلي اكثر نضارة ومرفوع الراس ومفتوح العينيين بعد رفضه تناول اوراق ( الكلينكس) التي كانت ترمى عليه ذات اليمين وذات الشمال من الاطفال المشاغبين الذين رددوا( هي هي مخبل).
المسكين ( الواوي) كان طول وجوده في القفص مغمض العينين، ويبدو انه لم ينم متاثرا بعدم وجود الكهرباء الوطنية او خط المولدة بعد شحة البانزين( هذه جزء من تعليقات الاطفال التي سمعتها).
بينما راح الدب الذي عرف بصبره ورباطة جئشه يعبر عن استفزازه وامتعاظه من قبل ( الجرذ) الذي حفر له خندقا استفزازيا بمرأى من عينه التي كانت ترمق الواقفين امامه.
ولكن احدهم الذي يبدو انه ينتمي الى جمعية( ترفيهيون بلا حدود) القى علينا محاضرة ترفيهية بعد انتقاده شديد اللهجة لكمية الحيوانات التي لا تفي بغرض المتعة في الزوراء حيث اقترح استيراد مجموعة كبيرة من الحيوانات وخاصة الاسود ومن مختلف دول العالم.
وقال يمكن تبويب مصاريف شراء الاسد على ميزانية 2008 او فك ارصدة العراق في الامم المتحدة المودعة على اساس النفط مقابل الغذاء وصرفها تحت عنوان ( الاسد مقابل الغذاء).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر