الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة واحدة ليست زيت الأفعى : ردا على مايكل نيومان

أماني أبو رحمة

2008 / 1 / 11
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


دولة واحدة ليست زيت الأفعى : ردا على مايكل نيومان
بقلم جون سبريتزلر
16 أيار/ مايو، 2007
ترجمة: د. أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة
[Newdemocracyworld.org]

في مقاله ، دولتين ، دولة واحدة وزيت أفعى ، يؤكد مايكل نيومان أن حل الدولة الديمقراطية الواحدة للصراع الفلسطيني / الإسرائيلي هو "زيت الأفعى". يستغل نيومان في طرحه وجود ضعف في طريقة الكثيرين منا في الدعوة إلى حل الدولة الديمقراطية الواحدة : نتحدث عن أن تكون الدولة الواحدة ديمقراطيه من ناحية الجوانب القانونية / و الحكومية ، ولكن لا نتحدث عن الدولة الديمقراطية الواحدة على أساس المساواة والتضامن الاجتماعي في ثورة اجتماعية ضد الرأسمالية واللامساواة. وهكذا يجادل نيومان بأننا نبيع فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة دون إعلام الناس عن "الثمن" الحقيقي. مشيرا إلى انه على اليهود الإسرائيليين الذين يشغلون حاليا الأراضي التي سرقت من الفلسطينيين إعادة تلك الأرض إلى أصحابها الشرعيين أو دفع أسعار عادلة لهم. "ومن المفترض" يتابع نيومان "هذا التعويض سيكون هائلاً ، الملايين من الدولارات لكل حادث". استنتاجه هو ؟ :"لا أشعر أن هناك أدنى فرصة بان الإسرائيليين سيقبلون حل الدولة الواحدة على النحو الموصوف ، أو أن أي شخص يمكن أن يمليه عليهم ". هل نيومان على حق ؟.
دعنا نبدأ من خلال النظر إلى بعض الأرقام. التي عرضها مازن قمصية في مقترح الدولة الديمقراطية الواحدة ، في كتابه التشارك في أرض كنعان (صفحة 49) ، يقول :
"ومن المعتقدات الخاطئة أن الإسرائيليين سوف يتعين عليهم النزوح من اجل إتاحة الفرصة لعودة اللاجئين. دراسة حول الديموغرافيا في إسرائيل تظهر أن 78 في المائة من الإسرائيليين يعيشون في 14 ٪ من إسرائيل و أن الجزء المتبقي 86 في المائة من الأراضي التي تخص في معظمها اللاجئين يعيش عليها 22 في المائة من الإسرائيليين . فيما يعيش 20 في المائة من اليهود في مراكز المدن ، وهي في معظمها فلسطينية ، مثل بير السبع ، اسدود ، المجدل ، عسقلان ، الناصرة ، حيفا ، عكا ، طبريا ، و صفد. فقط 2 في المائة يعيشون في كيبوتسات. وهكذا ، فان 154000 من اليهود الريفيين يسيطرون على 17325 كيلومتر مربع ، هي وطن و تراث خمسة ملايين لاجئ فلسطيني. "
دعونا نقول أن كل واحد من هؤلاء ال 154000 ريفي يهودي هو فرد في عائلة مكونة من أربعة أشخاص و كل عائلة تعيش في منزل على ارض لبعض العائلات الفلسطينية حيث تقدر قيمته التعويضية المستحقة مليون دولار. أي أن 38500 عائلة (154000 مقسومة على 4) ، ضرب مليون دولار لكل منها ، سيصل المبلغ إلى 38،5 مليار دولار. والآن دعنا نفترض أن مليون من ما يقرب من 6 ملايين من اليهود الإسرائيليين ، يعيش كفرد في عائلة الأربعة أشخاص في أماكن مثل تل أبيب وحيفا في المنازل التي هي من حق الفلسطينيين. وهذا يعني أن هناك حوالي 250000 (مليون مقسوما على 4) من هذه العائلات ، وبتكلفة مليون دولار لكل واحد يعني أنهم مدينون للفلسطينيين ب250 مليار دولار. وبإضافة هذه المبالغ إلى بعضها نحصل على مجموع الديون للفلسطينيين( عن المنازل والأراضي التي احتلها اليهود) والتي تساوي حوالي 289مليار دولار. أي حوالي 1136 مليار شيكل إسرائيلي جديد) .
واو ! يبدو هذا كثيرا . ولكن انتظر دقيقة. وفقا لصحيفة هآرتس في مقالة كتبها اورا كورن وليلاخ ويسمان ، مراسلي صحيفة هآرتس في (13/2/2006) ، "دخل 18 من اغني العائلات في إسرائيل ، يعادل 77 في المائة من الميزانية الوطنية لإسرائيل ، وهو 256 مليار شيكل سنويا. ". وهذا يعني انه في اقل من 4،4 سنوات (1136 مقسوما على 256) ، فان 18 من أغنى العائلات في إسرائيل يمكن أن تدفع كامل الديون التي يدين بها اليهود الإسرائيليين الذين يعيشون في المنازل الأراضي المسروقة من الفلسطينيين. وهو ما يعني أنه في غضون أربع سنوات ونصف ( أضفت عشر سنه حتى يتبقى لكل من ال 18اغني عائلة الدخل الكافي للعيش حياة طبيعية) فان الصندوق الذي ستنشئه ال 18 اغني عائلة يمكن أن يقدم مليون دولار أمريكي لكل يهودي إسرائيلي يعيش على الأراضي المسروقة والتي إما انه سيستخدمها لشراء منزله من المالك الشرعي الفلسطيني أو شراء بيت آخر (ربما يكون حديث الإنشاء ) ليتمكن من إعادة المسروق ولكن بدون أن ينتهي به الأمر بلا مأوى.
وهكذا فان انتقال الدخل إلى الملايين من الناس اللذين سيعملون من اجل بناء جميع المنازل الجديدة ستمثل انتقالا هائلا للثروة من الأثرياء جدا إلى الناس العاديين . (سابقا كانت الأموال تذهب لشراء الأسلحة لقتل العرب و سوف تدفع الآن للناس لبناء مساكن للتغيير) .التضامن الذي يمكن أن ينشأ بين اليهود والفلسطينيين العاديين في البيئة الاجتماعية هو الحل للصراع الفلسطيني / الإسرائيلي وسوف يساوي ثقله ذهباً. لن يُقدر بثمن ، للفلسطينيين باستعادة الممتلكات الصحيحة والمركز الاجتماعي على قدم المساواة في وطنهم . ومن شأنه أيضا ، أن يكون مرحباً به للغاية من الطبقة العاملة اليهودية الإسرائيلية لأنه كان الدافع وراء خفض الفقر وتغيير السياسات الاجتماعية ل 18 اغني عائلة . الحياة لهذه الطبقة العاملة اليهودية الإسرائيليية كانت في غاية القسوة مؤخرا.
و كما كتبت صحيفة Jewish Daily Forward في (7 نيسان / ابريل ، 2006) "حركة متعمدة من جانب واضعي السياسات في القدس من اجل تحديث اقتصاد إسرائيل" أدى إلى " خلق طبقة جديدة من المليونيرات ، وانفجار الفقر والجوع. في غضون جيل واحد فقط ، و تحولت إسرائيل من أكثر الأمم عدلا في العالم الصناعي إلى أقل واحدة من حيث المساواة. "العمال الإسرائيليين اضطروا للدفاع عن أنفسهم بالإضرابات العامة (كانون الأول / ديسمبر ، 1997 وأيلول / سبتمبر ، 2004) أو التهديدات الرئيسية بالإضرابات (تشرين الثاني / نوفمبر 2006 وآذار / مارس ، 2007.). اليهود الإسرائيليون العاملون لم ينجحوا في تغيير السياسات ل18 أغنى عائلة ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انه بدلا من التضامن مع الفلسطينيين كانوا مشبعين بالخوف منهم ولذلك وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الانصياع ل18 أغنى عائلة ولساستهم وجنرالاتهم الذين يقولون لهم أن أهم شيء هو قتال الفلسطينيين.
ومن الواضح أن المشكلة في تحقيق الدولة الديمقراطية الواحدة ، مع عدالة حقيقية للفلسطينيين ، هو في الواقع ال18 اغني عائلة في إسرائيل ، وليس العنصرية الدائمة المفترضة المعادية للعرب من اليهود العاديين ، كما أنها ليست الأنانية المفترضة أو انعدام الإيثار النبيل . وفي الواقع ، فإن العنصرية ضد العرب بين اليهود هي أسطوره بقدر أسطورة الصهاينة أن الجويم هم معادون للسامية على الدوام . كلا الأسطورتين استخدمت لإخفاء واقع الصراع الطبقي -- ليس فقط من حيث المصالح المادية ولكن ، والأهم من ذلك ، من حيث القيم. على سبيل المثال ، فانه يكلف ل18 اغني عائلة إسرائيلية والساسة والجنرالات الكثير من الأكاذيب والإكراه للحفاظ على الخوف من السكان العرب والبار انويا بين الطبقة العاملة اليهودية الإسرائيلية ، لأنه إذا ما تركت الطبقة العاملة لنفسها فإنهم سيقدرون التضامن ، وليس العنصرية ، والمساواة ، وليس تحكم إل 18 عائلة غنية والجنرالات والسياسيين. ومن ناحية أخرى ، بالنسبة ل18 أغنى عائلة ، فان العنصرية المعادية للعرب هي مال في جيوبهم. هذا صراع صارخ للقيم : قيم الطبقة العاملة مقابل قيم النخبة. وإلا فعلى أي حجر نقش أن 18 أغنى عائلة سوف تفلت من العقاب إلى الأبد مع إستراتيجيتها في السيطرة الاجتماعية عن طريق تحريض اليهود والفلسطينيين العاديين بعضهم ضد البعض الآخر ونشر العنصرية المعادية للعرب؟
إن الجواب على هذا السؤال يتوقف على يقوم به الناس العاديين في فلسطين / إسرائيل ، ما هو نوع الحركة السياسية التي يبنونها ، وكيف يأطرون الصراع. على وجه التحديد ، والأمر يتوقف على ما إذا كان الناس يحددون المشكلة برفضهم أن يدفعوا ل 18 أغنى عائلة والجنرالات والساسة ثمن جرائم الصهاينة ، أو ما إذا كانوا سيكتلون كل يهودي إسرائيلي مع 18 اغني عائلة في فئة "العدو" ويشنون نضالا عقيما منكوبا -- يعتمد أساسا على تحريض جميع اليهود الإسرائيليين ضد جميع الفلسطينيين – وسيكون بالتالي معزولا عن التأييد العالمي الواسع التي تتمتع به حركة الطبقة العاملة. الأمر يتوقف ، وبعبارة أخرى ، حول ما إذا كان دعاة الدولة الديمقراطية الواحدة أيضا يتحدثون عن الحاجة إلى ثورة اجتماعية ضد اللامساواة الرأسمالية .
إذا تم ذلك بطريقة صحيحة ، حركة ثورية للدولة الديمقراطية الواحدة تهدف إلى إنشاء مجتمع قائم على قيم الطبقة العاملة من المساواة والتضامن والديمقراطية يمكن أن تنجح . هذه ليست وصفة "زيت الأفعى " ؛ إنها واقعيه وملهمة على السواء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي