الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يوجد يسار حقيقي قط في إسرائيل. الفصل العنصري الإسرائيلي هو لب الأزمة

أماني أبو رحمة

2008 / 1 / 12
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


لم يوجد يسار حقيقي قط في إسرائيل.
الفصل العنصري الإسرائيلي هو لب الأزمة
اورن بن دور
ترجمة: أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة

من غير الأخلاقي إلقاء اللوم عن الأحداث التي وقعت في غزة على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في العام 1967. في قلب العنف بين الفصائل في غزة والأزمة السياسية في القيادة الفلسطينية يكمن التهميش المستمر للصوت الذي يشكل تحديا أخلاقيا للفرضيات التي قبلت دونما تمحيص . ومن المحزن ، ولكن لا يكاد يثير الدهشة ، أن ردود الفعل الأولية على الحالة أدت إلى مزيد من تهميش هذا الصوت.
الافتراض موضع التحدي هو: انه من المقبول أخلاقيا أن تكون هناك دولة تدعم هياكلها القانونية تفضيلاً لمصلحة جميع أولئك الذين يجتازون اختبار اليهودية. إذا ليس من المستغرب أن يرفض اليمين الإسرائيلي هذا التحدي. ولكن لماذا هذه الرسالة رفضت أيضا من قبل أولئك الإسرائيليين ، وأنصارهم الغربيين ، اللذين يدعون أنهم يشعرون بالقلق إزاء حقوق الإنسان؟
صحيح أن بعض اليسار الإسرائيلي يشيرون إلى ما بعد احتلال عام 1967, بوصفه نظام فصل عنصري. وهناك أسباب وجيهة لمثل هذه المقارنة مع النظام القديم في جنوب إفريقيا. في الأراضي المحتلة ، يخضع الفلسطينيون على نحو تعسفي للأنظمة العسكرية ، في حين أن المستوطنين الإسرائيليين يحتكمون إلى القانون الإسرائيلي. وليس من قبيل الصدفة أن الجدار الذي تقوم إسرائيل ببنائه في الضفة الغربية يطلق عليه بالعبرية لفظ "غادر هافرادا" التي تعني الانفصال تماما كالكلمة الافريكانية ابرتهايد . الجدار الإسرائيلي يفصل المستوطنات اليهودية عن القرى الفلسطينية , وعادة أيضا يفصل هذه القرى عن أراضيها الزراعية.
ولكن وسم الفصل العنصري لا ينبغي أن يقتصر على احتلال عام 1967. إذ ثمة أكثر من شكل من أشكال الفصل العنصري الأساسية ، الاحتلال ما هو إلا مظهر من مظاهرها .
الفصل العنصري في فلسطين التاريخية ، نشأ ، و استمر ، في إيديولوجيه خلق دولة يجب فيها فصل اليهود عن غير اليهود من حيث مصالحهم في المجتمع السياسي. وكانت عقلية الفصل العنصري التي غذت الرغبة في إنشاء والحفاظ على دولة ذات اغلبيه ديموغرافية وطابع يهودي . التطهير العرقي الذي خطط له جيداً ، في عام 1948 ، ل750000 من السكان الأصليين هو ممارسة الفصل العنصري بامتياز.
انه الفصل العنصري الذي حال دون عودة المطرودين وذريتهم: هذا الفصل العنصري ينفي الإقامة للمطرودين من منزلي السابق في ، الجليل ، ولكنه يمنحه ، ليس فقط لليهود المولودين في إسرائيل من أمثالي ، ولكن لليهود في جميع أنحاء العالم. انه قانون الفصل العنصري الذي خلق جدار التمييز بين اليهود والعرب مواطني دولة إسرائيل. هي عقليه الفصل العنصري التي تدفع بعض اليهود الإسرائيليين إلى رؤية زملائهم العرب المواطنين بأنهم "تهديد ديموغرافي".
عندما يستعمل "حق إسرائيل في الوجود" كاختبار للاعتدال والبراغماتية ، فان هذا السياق سيجعل من المعقول أن يُسمح بالاستمرار لممارسات الفصل العنصري التي هي في صميم الدولة كما هو قائم حاليا. وبالتالي ، فإن الذين يرددون هذه التعويذة ، وأولئك الذين يحاولون قصر الفصل العنصري على "الاحتلال" ، هم متواطئون مع نظام الفصل العنصري - داخل إسرائيل ما قبل 1967.
أسئلة صعبة لا بد من طرحها . هل الإدانة الأخلاقية الموجهة ضد الاحتلال ما بعد عام 1967 و وممارسات الفصل العنصري التي يقوم بها تخفي ، وبالتالي ترسخ ، عقلية الفصل العنصري التي تكمن في جوهر دولة إسرائيل؟ هل الأمر مجرد نقاش عن حدود المنطقة التي يمكن أن يمارس فيها الفصل العنصري بحرية ، أو ينبغي أن توجه الانتقادات إلى هذه الممارسات أينما وجدت؟
وإذا هدمت إسرائيل الحائط الإسمنتي وانسحبت إلى داخل حدود - 1967 بالضبط ، هل سيحتج من يصفون أنفسهم أجنحة اليسار ضد استمرار الفصل العنصري داخل تلك الحدود؟ إذا كان الجواب بالنفي ، ما الذي يجعل الفصل العنصري داخل حدود ما قبل - 1967 مقبولا؟ إذا كان مفهوم الدولة اليهودية يستوجب الفصل العنصري ، لماذا لا نُخضع هذا للتحدي ذاته كما الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؟ هذه هي الأسئلة التي يجب أن تكون بين مجموع أصوات "اليسار"الإسرائيلي .
والحقيقة هي انه لم يكن هناك أي "يسار " حقيقي على الإطلاق في إسرائيل. ما يسمى أجنحة اليسار الإسرائيلي يتبادلون مع مواطنيهم اليمينيين دعم إيديولوجيه الدولة.
أي إدانة أخلاقيه تقيد نطاقها بما بعد احتلال - 1967 هي تبسيطيه في أحسن الأحوال ، وفي أسوأ الأحوال مضلله. وبتركيزها على "الاحتلال" ، فإنها تخدم تكريس إيديولوجية الفصل العنصري الأساسي والجوهري لدولة إسرائيل.
المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على حكومة حماس المنتخبة ، والتي أدت إلى أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا في غزة ، كان يقصد منها ، دفعها إلى قبول الفصل العنصري الإسرائيلي. وعندما يكون العالم على استعداد لتسمية المسلمات التي ترتكز عليها دولة إسرائيل باسمها الحقيقي ، لن يكون للعنف مكان حين نقدم انتقادات أخلاقية متماسكة وذات مصداقية لإسرائيل.
إنكار هذا الفصل العنصري الأساسي ، والذي يعتبر العنف في غزة عرض من أعراضه ، يجب أن يتوقف. وينبغي لنا أن نقول ذلك بصوت عال وواضح. نظام الفصل العنصري الذي يكمن في جوهر دولة إسرائيل ينبغي تفكيكه. ومن غير الأخلاقي تبرير فكرة الفصل العنصري في دولة يهودية. أنها ليست متلازمة أن تكون صديقا لإسرائيل ، وتؤيد الفصل العنصري الذي تقوم عليه الدولة ، بينما تنتقد ممارسات الفصل العنصري في الأراضي المحتلة. الفصل العنصري ينبغي أن لا يكون له ملاذ في أي رؤية مستقبلية لدولتين في فلسطين التاريخية.
قط عندما نبتلع هذا الاعتقاد فانه من الممكن تصور حل سياسي مستقر -- دولة واحدة على كل فلسطين التاريخية – فيها يتم التعويض عن مظالم الماضي و يتم تحقيق المواطنة المتساوية لجميع العرب واليهود.

اورن بن دور: أستاذ القانون والسياسية والفلسفة في كلية الحقوق ، جامعة ساوث هامبتون ، المملكة المتحدة. يمكن الكتابة إليه على : [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب