الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالباري يبحث عن محبرة نفط جديدة

طارق الحارس

2008 / 1 / 12
كتابات ساخرة


في مقالته التي نشرها بمناسبة مرور عام على اعدام المقبور صدام يحاول عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي أن ينزه نفسه وجريدته من التمويل الصدامي الذي كان يتلقاه قبل سقوط النظام السابق ، حاله كحال العديد من المرتزقة العرب الذين اشتراهم النظام الاسبق بنفط العراق وثرواته الأخرى معللا ذلك بمواقفه القومي اتجاه القضايا العربية ومنها موقفه من العراق وشعبه .
من المؤكد أن التبرير الذي ساقه عطوان لا يمكن لأي متابع للقضية العراقية تصديقه لأنها أبعد من الخيال ، إذ أن رائحة النفط العراقي كانت تفوح من محبرة قلمه طوال المدة التي حكم فيها المقبور صدام ، لكننا ندعو لتصديقه للحظات .
نقول للحظات لأن عطوان ودافعه " القومي " سيفتضحان في فقرة أخرى من فقرات مقالته ، إذ أنه يحاول التقليل ، دون خجل ، من حجم بشاعة الجرائم الدموية التي أقترفها النظام الصدامي ضد أبناء الشعب العراقي فيعدها " أخطاء " عادية من الممكن أن يقع فيها أي نظام حاكم في الدول العربية متناسيا الأرواح التي زهقت في حلبجة ومدن كردية أخرى اثر ضربها بأبشع سلاح عرفه التاريخ ، ومتناسيا الدماء الغزيرة التي سالت في مدن جنوب العراق اثر الانتفاضة الشعبانية ، ومتناسيا المجزرة البشعة التي اقترفها في الأنبار اثر الانتفاضة التي خرجت بعد اعدام الطيار محمد مظلوم ، ومتناسيا المجزرة التي ارتكبها في مدينة الدجيل ، ومتناسيا الجرائم التي ارتكبها بحق رموز العراق السياسية والدينية ، ، ومتناسيا الحروب الخاسرة التي خاضها ضد دول الجوار ، تلك الحروب التي راح ضحيتها خيرة أبناء العراق ، ومتناسيا غير ذلك من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى التي اقترفها بحق أبناء العراق، فضلا عن تبديد ثروات العراق التي أدت الى فقر وجوع الشعب الذي ينام فوق أرض تزخر بالثروات الطبيعية .
يحاول عطوان التقليل من حجم بشاعة تلك الجرائم من خلال مقارنتها بالوضع الأمني المتدهور بالعراق بعد سقوط النظام متناسيا أن الجرائم التي تحصل بالعراق حاليا هي من فعل أزلام صدام وتعاونهم مع تنظيم القاعدة الارهابي ، إذ أن الجميع يعرف أن الجرائم البشعة التي طالت المواطن العراقي قد تحولت من الزنازين والمعتقلات الى الشوارع والمطاعم والجامعات بيد المجرم نفسه .
في فقرة أخرى من مقالته يفضح عطوان النفس الطائفي الذي يغلف عقليته بشكل واضح ، إذ أنه يشير الى أسماء سياسية معينة اتهمها بالعمالة على أساس أنها دخلت الى العراق بعد سقوط النظام الصدامي على ظهر الدبابة الأمريكية .، إذ أن جميع الأسماء السياسية التي ذكرها كانت من الطائفة الشيعية ولم يذكر اسما سنيا واحدا مع أن شخصيات سياسية ودينية عديدة من الطائفة السنية كان لها شرف المساهمة في العملية السياسية بعد سقوط النظام وقد جاءت الى العراق بعد سقوط النظام الصدامي .
محاولات عطوان لتبرئة نفسه وجريدته من التمويل الصدامي بائسة لأن رائحة النفط العراقي كانت تفوح من محبرته من خلال مقالاته التي يمدح فيها المقبور صدام ونظامه الدموي ، لكن يبدو أنه يحاول هذه الأيام البحث عن نفط جديد يملأ به محبرته بعد أن جفت من النفط العراقي والسؤال الآن هو :
على حساب دماء أي شعب جديد سيملأ عطوان محبرته ؟ !
هذا ما ستكشفه الأيام القادمة ، والأدق مقالات عطوان القادمة .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان