الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن بالذات نذهب الى جنيف استنادا الى المسؤولية وعلى اساس موقفنا الثابت والتاريخي

محمد بركة

2003 / 11 / 30
القضية الفلسطينية


*برنامجنا التاريخي مبني على اساس دولتين لشعبين والقدس العربية كعاصمة فلسطين وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية وفك المستوطنات الكولونيالية*
ان مشاركتنا في مراسم الاعلان الرسمي عن تفاهمات جنيف تأتي اولا من خلال رؤيتنا لاهمية هذه التفاهمات ولاهمية تشييد طريق الحوار الاسرائيلي الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والحرب والعدوان التي يمارسها شارون ضد الشعب الفلسطيني، والمحاولات الدؤوبة للحكومة الاسرائيلية والادارة الامريكية لمحاصرة الكفاح الفلسطيني الشرعي ضد الاحتلال في خانة الارهاب.
لقد كان القائمون على تفاهمات جنيف هم انفسهم الذين خاضوا غمار المرحلة الاكثر تقدما في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية منذ النكبة، والتي كانت في الايام الاخيرة لحكومة براك، ولذلك فان هذه المجموعة من الاسرائيليين والفلسطينيين هي ربما الاكثر ادراكا لتفاصيل المآزق التفاوضية بين القيادة الاسرائيلية والقيادة الفلسطينية، ولذلك فان التفاهمات تشكل محاولة جادة لاعطاء الاجوبة على هذه المآزق.
لهذا السبب بالذات استشاطت حكومة شارون بمختلف رموزها، من شارون الى لبيد حتى ايتام وليبرمان وايلون، غضبا وتحريضا ضد هذه التفاهمات، لا بل ان شارون رأى فيها خطرا على اسرائيل ( إقرأ على سياسة الرفض والاجرام التي يقودها شارون نفسه).
ولهذا السبب بالذات رأينا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تحرص على الترحيب  بالمجهودات المبذولة في اطار مجموعة جنيف وذلك دون الاعلان عن تبنيها.
في المعادلة بين تحريض شارون وزبانيته وترحيب منظمة التحرير الفلسطينية بالجهود المبذولة نحن لا نستطيع الا ان نقف ضد تحريض شارون وبطانته.
اننا في الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة نؤكد على ان مشاركتنا في مراسم الاعلان عن تفاهمات جنيف تستند اولا وقبل كل شيء الى برنامجنا التاريخي الذي اصبح حجر الزاوية ومحور التداول في اي مخرج سياسي محليّ اواقليميّ او دوليّ للحالة الدموية التي تلفّ المنطقة، بما في ذلك برنامجنا حول دولتين لشعبين والقدس العربية كعاصمة فلسطين وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية وفك المستوطنات الكولونيالية.
وفي هذا السياق فاننا نرى ان العمل بقرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية، يمكن ان تشكل الاساس الافضل لحل القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي الامر الذي ينعكس بجلاء في برنامجنا الثابت والتاريخيّ.
لماذا إذا نشارك في جنيف؟
الحدث الاساس في جنيف يأتي للاعلان عن التفاهمات وليس للتوقيع عليها والمشاركون الذين لم يشاركوا في التفاوض  الجاد والمضني لانجازها غير مطالبين بالتوقيع عليها، ولذلك من الاهمية بمكان ان نعطي الدعم لمجهودات الحوار الاسرائيلي الفلسطيني في مواجهة لغة القتل الشارونية بالاساس.
اننا نريد ان نساهم من خلال التداول في هذه التفاهمات في محاصرة حكومة شارون التي بدأت تخرج اصواتا وكأنها بصدد "تنازلات" احادية الجانب لامتصاص الضغط الواقع عليها اسرائيليا ودوليا بعد الاعلان عن تفاهمات جنيف.
اننا نريد ان نشارك في دفع المجتمع الاسرائيلي نحو العودة الى التداول في طريق السلام وطريق المفاوضات.
صحيح اننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ولكنا نحن ابناء الشعب الفلسطيني في اسرائيل محكومون لمساحة التداول والعمل السياسي داخل اسرائيل واحدى المهمات المركزية المنوطة بنا، ولا يستطيع اي تجمع فلسطيني آخر القيام بها، وهي المساهمة في التأثير والعمل مع الرأي العام في اسرائيل في اتجاه الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وفي اتجاه انجاز السلام العادل، وعلى ذلك فاننا نريد ان تكون هناك اسقاطات ايجابية لمشاركتنا في جنيف على ساحة التداول السياسي في اسرائيل، وليس الانشغال بمراضاة ذاتية ودغدغة الذات من خلال تجنب مريح فعلا للمآزق الحقيقية في طريق عملية التفاوض الاسرائيلية الفلسطينية.
اننا نريد من خلال مشاركتنا المساهمة في اعادة الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل الى مساحة الشرعية للتداول والمشاركة في القرار السياسي في اسرائيل، بعد المحاولات الدؤوبة التي قامت بها المؤسسة الحاكمة في اسرائيل لإقصاءنا عن الشرعية السياسية والاجتماعية وحتى الوجودية في وطننا.
اننا نريد من خلال مشاركتنا ان نقف على هذا المنبر العالمي لاسماع صوتنا وصرختنا ومعاناتنا ومواقفنا التي صمدت في اقسى الامتحانات- نحن الجسم اليهودي العربي الفاعل والمكافح في اسرائيل ونحن الاقلية القومية العربية الفلسطينية الباقية في وطنها وفي ارضها وخارج حدود تقرير مصير شعبها من اجل شعبها بشقّيه المشرد والواقع تحت الاحتلال.
اننا نريد من خلال مشاركتنا ان نساهم في تفجير الكذبة – الفرية الكولونيالية التي خرجت من مصنع براك ( بانه لا يوجد شريك فلسطيني لمفاوضات السلام) هذه الكذبة التي امتطاها شارون لاشاعة جو الرفض والشوفينية والعنصرية في اسرائيل، ومن ثم لتبرير الممارسات الاجرامية اليومية ضد الشعب الفلسطيني .
اننا نتمنى ان يكون الاختلاف في مساحة الجهد للتوصل الى السلام وليس في ايقاعات نزيف الدم والاحتلال والاستيطان الذي يريد شارون ان يثبته في مناخنا وفي حياتنا.
هذا الموقف ببنيته الشمولية المذكورة آنفا معروف للقائمين على تفاهمات جنيف من الاسرائيليين ومن الفلسطينيين وتحديدا للسادة ياسر عبد ربه وعمرام متسناع ويوسي بيلين.  

*الكاتب عضو في الكنيست الاسرائيلي ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي