الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب حماس هدفه تدمير الديمقراطية وعدم إقامة دولة فلسطينية

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2008 / 1 / 12
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


منذ اللحظة الأولى للانقلاب الدموي الذي قامت به حركة حماس في غزة ، وخلال ثلاثة أيام سيطرت حماس بقوتها العسكرية على مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية العسكرية أولا ثم تتالت بعدها سيطرتها على كافة المؤسسات المدنية وما لحقها من مؤسسات ، أعلنت حماس في حينها أن الهدف الأساسي من المعركة هو التخلص من العناصر الفاسدة في حركة فتح والمسيطرة على المؤسسات الحكومية ...! واستمرت في تضليل المواطن الفلسطيني تحت ذلك الهدف .. في البداية صدق الناس إعلام حماس الذي انبرى في الغناء بالنصر والحسم العسكري ..؟ حتى الآن وبعد مرور سبعة أشهر على الانقلاب الدموي ، لا نفهم متى ينتهي ( الحسم العسكري ) وتعود الأمور إلى نصابها ؟ ولم نفهم أي نصر تحقق ؟ نصر على من ؟ وشعبنا يدفع ثمن ذلك يوميا ، ثمنا لا يحصى ولا يقدر سواء في الأرواح أو الممتلكات ؟؟ فبركة الروايات والأكاذيب في إعلام حماس يكتسب عند بعض الناس هالة من القداسة والإيمان .. خاصة عند البسطاء من شعبنا ، فالديمقراطية التي أوصلت حماس إلى سدة الحكم ليس معناها : أن تحل خلافاتنا بالقوة العسكرية ، بل على العكس تماما ؛ إن الديمقراطية وجدت كبديل لذلك .. صحيح أن الانتخابات جرت لدينا بنزاهة وشفافية عالية شهد لها المجتمع الدولي كافة ، لكن ذلك لم يكن طبيعيا في مجتمع مثل مجتمعنا ( فالكل يعرف ما حصل مؤخرا في الباكستان ، وكينيا .. حتى قبل الانتخابات ) ويبدو أن ذلك لم يعجب الكثير من الدول الإقليمية حولنا خوفا على انتقال التجربة إلى دول الأنظمة الدكتاتورية المحيطة التي راحت تبحث عن طريق للانتقام ولتخريب الديمقراطية الفتية لدى الفلسطينيين .. إن حماس لم تقم بالانقلاب بدون دعم وتخطيط خارجي ..
كان يمكن لحركة حماس التي حصلت على أغلبية كبيرة في المجلس التشريعي تحقيق ما تصبو إليه عبر الحوار وتشريع القوانين التي تحارب الفساد والتي تضع حدا لكل حالات الانفلات .. وتجنب شعبنا تلك الخسائر الباهظة في الأرواح والممتلكات التي دفعها شعبنا ومازال ..؟ وكان يمكن بهذه الطريقة أن يسجل لشعبنا نجاحا آخر على طريق الديمقراطية ، وتأسيس قواعد ومبادئ أخلاقية للأجيال القادمة ، وليس تحطيمها في المهد لترضي بذلك الأنظمة التي دعمتها من جهة ، ومن أخرى ترضي شهوات الكثير من عناصرها وكوادرها الذين تعجبوا لقبولها بالديمقراطية الغربية التي كانوا يحرمونها من قبل .!؟ نعرف كيف إعلام حماس برر ذلك بغياب عدد من نوابها لأنهم معتقلون لدى إسرائيل .. لكننا لم نفهم كيف انعقد المجلس التشريعي أكثر من مرة وبنصاب قانوني كان آخرها منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية قبل الانقلاب الذي قامت به .. ولم نفهم كيف عقدوا جلسة للمجلس التشريعي عشية انعقاد مؤتمر أنا بولس وبحضور النواب المعتقلين بالوكالة لزملائهم التي هي ممنوعة في الدستور الفلسطيني .. هذا يعني أن حركة حماس تعرف متى يمكنها أن تعقد جلسات للمجلس التشريعي حين تريد تمرير القوانين التي تريدها ..؟ وكيف تجد المبررات لعكس ذلك ..؟ يا سلام ! أي سخرية هذه ، وأي استخفاف هذا بعقول الناس وبعواطفهم ..! يا سلام ! هنا .. استطاعت حماس عقد جلسة للمجلس التشريعي لتضع العراقيل أمام أبو مازن وسياسته .. ولم تستطع عقد جلسة تشريعية لتشريع قوانينا تضبط حركة الاقتصاد والتجار الجشعين الذين استغلوا حالة الحصار المفروضة بسببها ، وبالمناسبة الحصار يدفع ثمنه المواطن المسكين ، أما هي فتستطيع تهريب ما تشاء والحصول على ما تشاء عبر طرق عديدة يعرفها الجميع ..؟
أصبح من الواضح الآن ! ما هو هدف حركة حماس من الانقلاب الدموي الذي مازال مستمرا في قمع الناس وتهديدهم وقمع حرياتهم الشخصية وتهديد الصحفيين والكتاب واعتقالهم وإرهاب الناس حتى من التعبير عن رأيهم ، وإذلالهم بطرق شيطانية ( غير مرئية ) بمعنى أن كل شيء يعذب الناس هو مسؤولية الحصار وليس لهم فيه أدنى مسئولية ..! يريدون من شعبنا أن يكون ذليلا جاهلا غير مرن في التعاطي مع الحياة العصرية ؛ فغزة الآن لمن لا يعرفها تعيش حياة التقشف والرمادة فالمرضى يموتون يوميا والأطفال الجدد إن لم يسعفهم أحد بتطعيمهم باللقاحات الضرورية سيموتون ، أو يصبحوا معاقين .. والشباب توقفوا عن الزواج لأسباب عديدة وأصبحوا يتمنون الموت ، أو الهجرة .. وحركة العمران متوقفة تماما ، كذلك حركة العمل ، طلابنا يذهبون إلى المدارس والجامعات بدون هدف ، أو حافز .. الحياة هنا شبه متوقفة ! لا يوجد شيء سوى الطعام البسيط والمغشوش أو المسموم ، حتى الدقيق الذي توزعه وكالة الغوث الدولية ، هو فاسد باعتراف مدير عملياتها السيد ( جون كنج ) في مؤتمر صحفي قبل أربعة شهور ، ورغم الإجراءات الجديدة التي قام بها مؤخرا .. إلا أن الطحين الفاسد عاد ليوزع من جديد ..!؟
في عام 2000 التقيت المفكر الدكتور ( سعد الدين إبراهيم ) مدير مركز ابن خلدون لحقوق الإنسان في مصر ، ودار بيننا نقاشا مطولا حول قضية الديمقراطية في الوطن العربي .. قال لي حينها : هناك حالتين ديمقراطيتين في الوطن العربي كنا نعقد عليهما آمالا كبيرة ، هما حالة الديمقراطية في الكويت ، وقد تكون العامل الرئيسي في احتلالها .. والأخرى في فلسطين ، ولا أعتقد أنهم سيمنحوها الفرصة بالاستمرار والتطور ..؟ لأنها ستؤثر في شعوب المنطقة ، ثم أضاف بعد تحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله سوف تتحرر الكثير من الشعوب العربية ...! إذن هذا التدمير في كينونة الإنسان الفلسطيني المستمر بتواطىء ودعم خارجي هدفه الرئيسي هو : عدم قيام دولة فلسطينية مستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967، وهذا غير موجود في برنامج حماس السياسي التي تريد دولة إسلامية غير معروف حدودها .. وكذلك الديمقراطية ، أو التعددية السياسية لا تقبل بها أيدلوجية حماس السياسية والدينية .. وإن قبلت بها مؤقتا حتى تحقق مآربها .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية