الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل دستة أشرار (3) والأخيرة

جورج غالي

2008 / 1 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بعد أن استعرضت مع سيادتكم أحداث عام مضى (2007) وكنت قد سميّت شهور السنة الإثنى عشر "دستة أشرار"، وكانت فكرة عنوان المقال قد جاءت لي من آية بالكتاب المقدس وهي: "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف 5 :16)
وقد خرجت من كتابتي لهذا المقال ببعض الملاحظات سوف أستعرضها مع حضراتكم في هذا المقال.

- في الهجوم على المسيحية والكتاب المقدس: لاحظت أن الكتب والمقالات التي تهاجم المسيحية والكتاب المقدس زادت عن السنة السابقة وليس هناك أي رادع لها، حيث يكتفي البعض بالاعتذار والبعض الآخر لا يُكلف نفسه حتى بالاعتذار، ومع رفع دعاوي ضد هؤلاء الشيوخ والدكاترة الأفاضل لا يحدث شيء من جهة الأمن أو القضاء.
أما في الهجوم على الإسلام فإنه لا يوجد أي هجوم على الإسلام من داخل مصر، وكان هناك شك في هذا حسب قضية "عادل" و"بيتر" أعضاء منظمة مسيحيي الشرق الأوسط، وكان نصيبهما الحبس ثلاثة أشهر دون دليل.
- في الهجوم على الكنائس وممتلكات الأقباط: كان الهجوم على الكنائس والأقباط في هذه السنة أكثر من سابقتها في العدد ولكنها أقل ضراوة، حيث لم يكن هناك خسائر في الأرواح، ولكن انتهت كل الغزوات البربرية على الكنائس والأقباط بجلسات عرفية لم يأخذ المسيحيين فيها حقهم إلا في حادث إسنا الأخير، ولكن أيضاً لم يُحاسب المُحرضين على الفتنة أو المفسدين.
أما في الهجوم على الجوامع والمسلمين فلا يوجد، لأنه إن حدث فعلى الأقباط المسيحيين "السلام".
- في الاختفاء القسري للفتيات القبطيات: كانت تقريباً كل حالات الاختفاء القسري للفتيات القبطيات لفتيات دون العشرين وكلهن تقريباً مخطوبات عن حب لخطبائهم ويجهزون لزفافهم، وكل الحالات أيضاً كان فيها متهمين أُفرِج عنهم، كما أن أغلب الحالات أيضاً لم يظهروا بعد.
- في حالات القبض على المصريين خارج مصر: هناك مقارنة هامة جداً وهي بين الطبيب المصري المسيحي ممدوح فل الذي قُبض عليه في السعودية بتهمة التبشير وبقي في الحبس هناك أكثر من ستة شهور دون مساعي تُذكر من الخارجية أو الحكومة المصرية، وبين محمد السيد موسى مبعوث الأزهر والذي تم القبض عليه في الفلبين بتهمة حيازة مواد متفجرة، حيث قامت وزارة الخارجية والأزهر بكافة الإجراءات اللازمة فور علمهم بإلقاء القبض عليه ولن يُكمل في الحبس هناك شهراً واحداً، أرجو المقارنة بين التهمتين.
- في دور قوات الأمن المصرية في الفتنة الطائفية: من المعلوم لدى الكل أنه في أي دولة فإن الأمن دوره هو حماية المواطنين والوقوف مع المظلومين، إلا في بلدنا العزيزة مصر، حيث كان الأمن يقف متفرجاً في أغلب الأحيان في هجوم المسلمين المتطرفين على المسيحيين والكنائس، ولم يقف دوره عند هذا فقط ولكنه في حالات أخرى كان يساعد المتطرفين في هجماتهم على الكنائس وممتلكاتها.
- في أحكام القضاء المصري: القضاء المصري قضاء عادل جداً، وأهم ما يميزه هو تطبيق الدستور المصري بكل حذافيره وخصوصاً فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية التي تحكم دستور مصر في المادة الثانية، والتي تنص على أن الإسلام هو دين الدولة والشريعة المصرية المصدر الرئيسي في التشريع، فكانت كل أحكام القضاء ضد المواطنة وهي المادة الأولى من الدستور، فكان من أهم الأحكام في هذا العام هي الحكم على العائدين للمسيحية ومنهم مَن لم يسلم من الأصل ولكن أسلم أحد والديه، وكانت أشهر القضايا أندرو وماريو، وبيشوي وكرستين (محمد وزينب سابقاً)، وشادية السيسي التي حُكم عليها السجن ثلاث سنوات.
- في دور الشائعات في مصر: هناك مقارنة مهمة أيضاً بين كيفية تناول شائعة مرض الرئيس مبارك، وشائعة مرض قداسة البابا.
حيث في الأولى كانت أحكام لمن نشروا أخبار كاذبة –في نظر القضاء- عن تدهور صحة الرئيس مبارك، أما في حالة قداسة البابا فلم يُكلف الإعلام نفسه حتى الاعتذار.
- في دور الإعلام في الفتنة الطائفية: كان للإعلام بكل أشكاله من إعلام مقروء ومرئي دور في تأجيج المسلمين ضد المسيحيين في مصر، فكان يستضيف ويفرد مساحة لكل من يكره الأقباط المسيحيين في مصر أمثال النجار، وعمارة، وجمال أسعد، في حين أنه لم يكن يفرد حتى نصف المساحة للرد عليهم.
من هنا أجد أن الحل لكل مشاكل الفتنة في مصر هو تطبيق مبدأ المواطنة في كل مصر، وإصدار قانون للمخالفين لهذه المادة من الدستور، ولن تكتمل الصورة إلا بإلغاء المادة الثانية من الدستور، والتي جعلت للدولة دين، وأيضاً أطالب كل الأقباط باستخراج بطاقات انتخاب حتى لا نصحو لنجد مصر دولة إسلامية يحكمها الإخوان المسلمون، كما أطالب الأقباط بالمشاركة في الحياة السياسية في مصر عن طريق اشتراكهم في أحزاب معتدلة ليبرالية أو حتى تجميع بعض المسلمين المعتدلين لإقامة حزب جديد ليبرالي، وأيضاً مطالبة الحكومة بتعديل نظام الانتخاب حيث يكون بنظام القوائم النسبية فهو الحل لتمثيل الأقباط في دولة ينص دستورها على أن دينها الإسلام.
وأكرر في نهاية مقالي كلمات بولس الرسول "انظروا كيف تسلكون بتدقيق مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 5: 15 ،16).









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو