الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام والعراقية

سميرة الوردي

2008 / 1 / 12
الصحافة والاعلام


لا يخفى على كل كائن يعي الحياة والسياسة والمجتمع ما للإعلام من دور فاعل في صياغة حياة الفرد والمجتمع والتأثير فيه .
كم من عمل فني أو أدبي أو علمي أثر فينا من خلال عرضه في التلفاز والذي هو من أهم وسائل الإعلام ، وكم من مرة انتقدنا فيها قنوات وقفت وأشاعت فلسفة الإرهاب أو أيدته بطريقة مباشرة أوغير مباشرة من خلال عرضها لفعالياتهم وندواتهم ومحاضراتهم التحريضية اللا أخلاقية اتجاه الإنسانية .
وكم من أيام وليال ينتابنا الغضب أو الفرح السخط أو السعادة أو النقمة ونحن نغلق جهاز التلفاز كي نكمل يومنا بنومة هنية أو مرهقة غب فلم أو برنامج . إذاً لا يختلف عاقلان أن للإعلام عامة وللتلفاز خاصة دور مهم ومهم جدا في نشر وإشاعة ما يهدف اليه من أفكار وآراء تأتي بتأثيرها على شريحة واسعة من المجتمع ، فهو سلاح ذو حدين لكافة الأزمان ، استغل العهد السابق الإعلام في الترويج للحروب وأثرفي شحذ الأحقاد والعداوات.
ولا ُينكر دوره في السلم في عملية البناء والإعمار والتنمية وسيبقى للإعلام المقروء والمسموع والمرئي تأثيره الذي لايستهان به .
استهدف النظام السابق شريحة واسعة من مثقفي وفناني وأدباء تلك الفترة ومنحها امتيازات فاحتوى من احتوى منهم وغيب ونفى من لم يستجب لتلك ( المطرقة والسنان) # فاختفت الكثير من الأسماءالموهوبة والتي لو واصلت مسيرتها في ظروف طبيعية لأنتجت وأثمرت ومن كل الفئات والأعمار، وبقي من أستطاع النظام تلميعه وإبرازه من خلال الكثير من المنح والعطايا والمناصب حتى أصبحت الدراسات العليا حكرا على قسم كبير منهم ، في حين ضاعت الكثير من الكفاءات والقدرات والمواهب في المهاجر والمقابر .
من خلال قراءاتي لبعض الكُتاب في المسرح وحتى في بعض المقابلات الشخصية نجد سيادة روح التبجيل والتصنيم ومنح مسميات لشخصيات تخرجهم من واقعهم لتضفي عليهم من النجومية والمواصفات ما ليست بهم ولهم .
بين الآن والآخرتُظهر قناة العراقية فنان أو أديب قد يكونوا ممن أظهرهم ولمعهم النظام السابق فيعاد إنتاجهم كممثلين للثقافة الجديدة ومبدعيها.
أو يعرض مبدعيين مغمورين ولكنهم في واقعهم أنصاف مثقفين فيصبحون قوة ضاغطة على المثقفين بل الأخطر هو تشويه مفهوم الثقافة والفن وإرجاعه للصنمية التي يحاول الخروج والتخلص منها .
إن خلق الأجواء لحراك ثقافي تعددي هو الذي سيفرز حتما فناني وأدباء عراق اليوم ، وأن ما نلاحظه بالرغم من مرور خمس سنوات على العهد الجديد هناك بطؤٌ وعدم وضوح لموقف السياسين من الثقافة عموما والفن بكل مدياته خصوصا ،إننا نأمل أن يُرجح مثقفي عراق اليوم الأولوية للثقافة على السياسة ، وأن يتمسكوا بحق المثقف في التعبير والإبداع بحرية دون تشويه للمثقفين والثقافة ودون الباسهم واظهارهم بما ليس لهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطرقة والسندان ، استخدم هذا التعبير عبد الأمير معلة في اجتماع مع الفرقة القومية للتمثيل عندما كان مديرا عاما لمؤسسة السينما والمسرح يهدد به الذين لم يستجيبوا لتعليماته وملا حظاته أو من يشك في نواياه ضد الحزب والثورة ( حزب البعث ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهمت تركيا في العثور على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة


.. كأس الاتحاد الأفريقي: نادي الزمالك يحرز لقبه الثاني على حساب




.. مانشستر سيتي يتوج بطلا لإنكلترا ويدخل التاريخ بإحرازه اللقب


.. دول شاركت في البحث عن حطام مروحية الرئيس الإيراني.. من هي؟




.. ما المرتقب خلال الساعات المقبلة حول حادثة تحطم طائرة الرئيس