الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما لم يذكره ( سلاح التلميذ )

ممدوح رزق

2008 / 1 / 13
الادب والفن


كانت أفضل من رسم السماء : النجوم والقمر والسُحب وبعض الملائكة .. معلّمة الرسم مرت بكراستها علينا واحدا واحدا كي نرى الجمال الذي صنعته ( أسماء ) ...
( أسماء ) كانت جميلة أيضا : ذات جسد صغير وشعر قصير ناعم وضحكات رقيقة
( أسماء ) أخفضت عينيها السعيدتين خجلا كقطة وديعة بينما نتحدث عن سمائها الرائعة ...
بعد سنوات كثيرة جدا ، وداخل فصل آخر وأمام تلاميذ آخرين .. تقف معلّمة رسم أخرى ذات ثديين مترهلين ومؤخرة ممتلئة لتمضي نهارها بالطريقة التي قررتها وزارة التربية والتعليم قبل أن تعود إلى المنزل الذي يسمح لها بأن تزيح حجاب ما قبل الحساب عن شعرها الناعم وتواصل مهمتها في حماية زوج وطفلين من الألم ...
معلّمة الرسم التي تواظب على مسلسل الثامنة مساء
تنظيف أركان البيت من جثث الملائكة
مسح بقايا السائل المنوي من بين فخذيها آخر الليل
الغناء وحيدة بصوت خفيض جدا ومتقطع كأنما تستعيد ذكرى المشي وراء جنازات كثيرة لم تعد تتذكر أسماء أصحابها
تفسير العالم بالدموع التي تتركها الأحلام صباحا فوق وسادتها ...
معلّمة الرسم التي تخاف من الأماكن العالية وفقدان الأحبة وعذاب القبر
وتترك بقايا الطعام للقطط الجائعة وراء باب الشقة
كأنما تعتذر ـ على قدر ما تستطيع ـ لروحها نيابة عن مرتكبين كثيرين للجرائم فشلت في حصرهم ...
التي تباعد بين ضلفتي الشرفة
بما يناسب حجم التعاسة كي تمر
لتبحث عن أي حكمة نجح ساكنو المدافن المحيطة في فهمها ...
التي تتبادل وصفات الاختباء من الحياة والموت ونوايا الزمن
مع الأهل والأقارب والصديقات القليلات ...
لم تعرف أين ذهبت كراسة رسم قديمة
كانت تتمنى لوانتبهت وحافظت عليها بحرص أكبر
بعد أن تغيرت علاقتها بالسماء
فلم تعد تعرف كيف ترسمها
( أسماء ) أصبحت فقط تنظر إلى السماء .

* * *

http://mamdouhrizk.blogspot.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال