الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنوان الأوضح للمرحلة الحالية

عزيز العراقي

2008 / 1 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا احد ينكر التاريخ الطويل ل"المجلس الاعلى" في محاربته النظام الصدامي الفاشي , وهو بالأساس اسس بعد قيام الحرب العراقية الايرانية بفترة قصيرة تحت رعاية الحكومة الايرانية , من بعض كوادر ورؤساء منظمات سياسية شيعية , واعتمد في تشكيلته العسكرية (قوات بدر) على الاسرى العراقيين الذي فضّل بعضهم مقاتلة النظام الصدامي على ذل الاسر , وبعض العسكريين الذين انشقوا عن قوات صدام . وقدم "المجلس الاعلى" الكثير من الشهداء على مدى تاريخه الذي تجاوز الربع قرن من اجل حرية العراق , وكان ابرزهم استشهاد رئيسه السابق السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله .

وعلى الرغم من قول البعض بأن تشكيل "المجلس الاعلى" جاء نتيجة حاجة ايرانية , يؤكد الواقع ايضاً حاجة الوضع العراقي - وبالذات بعد سقوط النظام الصدامي - لوجود منظمة مثل المجلس الاعلى لها ارتباط عضوي كبير بالنظام الايراني لخدمة النهوض والتأهيل للنظام العراقي الجديد , وفي نفس الوقت يجّسد التلاحم والتداخل الكبير بين الشعبين العراقي والايراني , المتمثل بالعلاقات الاجتماعية التي تربط عشائر العراق على طول امتداد الحدود المشتركة مع العشائر الايرانية , اضافة للعلاقات الاقتصادية , والاهم العلاقة المذهبية ومركز الائمة الاطهار في العراق , وهو التلاحم الامتن عند العراقيين من بين كل دول الجوار العربي والتركي .

ويمكن للمجلس الاعلى ان يكون الرافعة الاهم في هذا الترابط لوتمّكن من وضع نفسه على سكة المصلحة العراقية قبل اي شئ آخر , رغم الادراك بأن متطلبات الارتباط بالنظام الايراني ليست من السهولة التي يمكن ان يوظف بها "المجلس الاعلى" امكانياته لخدمة قضية الشعبين فقط , وليس التركيز على المزاوجة بين مصلحة النظامين الايراني القوي , والعراقي الناشئ الضعيف , وما يتبع هذه المزاوجة من تبعية في القرار السياسي . وفي هذا الاطار صرح السيد صدر الدين القبانجي مسؤول "المجلس الاعلى" في النجف الاشرف المنشور في " صوت العراق " يوم 20080108 نقلاً عن المركز الخبري للمجلس الاعلى في النجف : " لدينا رؤية ابعد من العراق " . العراق لايزال يحبو في اعادة بناء دولته , والنظام العراقي الوليد يتكون من عدة مكونات , والحفاظ على امنه يمنع تصدير الرؤية العقائدية الخاصة بأحدى مكوناته لفرضها على دول اخرى , واضاف القبانجي الذي هو من الشخصيات المؤثرة في قيادة المجلس الاعلى : "على العالمين العربي والاسلامي ان يأخذا من تجربتنا التي هي من نور اهل البيت (ع)" , والسؤال هو كيف يمكن لفكرة العدالة , والتضحية بالنفس , والدفاع عن المحرومين التي جاء بها الحسين (ع) ان تتحقق ؟! وقضية الحسين وآل البيت (ع) اصبحت الستارة التي يختفي خلفها القتلة والمجرمون والدريليون والباحثون عن السلطة والجاه والمال الحرام , ولم يبقوا من قضية الحسين (ع) الا اللطم والزنجيل والقامات . وهل الآخرين بحاجة اليها للتخلص من شرور تسلط الانظمة والحكام على رقاب شعوب العالمين العربي والاسلامي ؟ ولو كان هذا صحيحاً لتخلصت الشعوب الايرانية التي (تتمتع) بالنظام الذي يدعو لتعميمه القبانجي من ظلم وجبروت الاجهزة الامنية الايرانية , ودع عنك باقي الفشل , والنبذ من المجتمع الدولي , بعد ما يقارب الثلاثين عاماً من عمر النظام , هذا النظام الذي جعل من حب الشعوب الايرانية لآل البيت وسيلة لتحقيق مآربه القومية .

واكد السيد القبانجي "ان المجلس الاعلى استطاع النجاح في غضون السنوات الخمس الماضية",واصفاً اياه" بمركز الثقل ومرساة السفينة التي تمسك بالعراق" . ولا نريد مناقشة هذه اللهجة المتعالية , والمستفزة لأطراف شيعية اخرى , والتي جعلت من المجلس الاعلى وهو احد المكونات السياسية العراقية "مركز الثقل ومرساة السفينة التي تمسك بالعراق" , الا اذا اللهم اعتبرناه "مركز الثقل" في التعثر الحاصل للعملية السياسية, و "مرساة السفينة التي تمسك بالعراق" وتمنعه من الانطلاق في اقرار المصالحة الوطنية والقوانين التي بات عدم اقرارها المانع الفعلي لايقاف المسيرة السياسية وايقاف اعادة بناء الدولة , وهي العنوان الاوضح للمرحلة الحالية . وليعلم السيد القبانجي ان الجماهير العراقية اول ما تطلب من "المجلس الاعلى" هو ايقاف الصراع الدموي بين المجلس والتيار الصدري , والكل تعرف ان اسباب هذا الصراع متعلقة بالمصالح الشخصية للعائلتين العريقتين بيتي الحكيم والصدر , وهو الاخطر على مستقبل العراق , وشيعته بالذات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي