الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإجابات قد تغيرت

أماني أبو رحمة

2008 / 1 / 14
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


ميكو بيليد
10 كانون الثاني / يناير ، 2007
ترجمة : أماني أبو رحمة
هيئة تحرير أجراس العودة
___________________________________________

يقال أن ألبرت اينشتاين أعطى امتحانا خاصا لأحد الصفوف الدراسية التي سبق أن أعطيت الامتحان. وإذ أثار ذلك جزع مساعده الذي اعتقد أن أستاذه غائب الذهن ، فقد حذره مما كان على وشك القيام به . ابتسم البروفسور ، وقال : حسنا الإجابات قد تغيرت. ونفس الشيء ينطبق على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، ظلت الأسئلة نفسها ولكن الآن وبعد مرور ستين عاما على إنشاء الدولة اليهودية ، فان الإجابات قد تغيرت.
حتى قبل عشر سنوات فان الإجابة على سؤال عن كيفية التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط كان واضحا : السماح للفلسطينيين بإقامة دولة حرة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ، إلى جانب إسرائيل. ولكن هذه الإجابة المعروفة ب "حل الدولتين" تنتمي إلى واقع لم يعد موجودا. واليوم ، بعد 40 عاما على الاحتلال, الضفة الغربية مليئة بالمستوطنات والطرق المخصصة لليهود فقط ؛ الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة في سجن خلف الجدار ، فقراء وجوعى وليس هناك إرادة سياسية داخل إسرائيل لتقسيم ارض إسرائيل بما يسمح بتحقيق الاستقلال الفلسطيني -- كل تلك الدلائل تشير بوضوح إلى أن الإجابات قد تغيرت.
فما هي الإجابة الصعبة للغاية عن هذا السؤال ؟ عشرة ملايين شخص يقيمون بين نهر الأردن والبحر المتوسط. حوالي 5،5 مليون يهودي إسرائيلي و 4،5 مليون فلسطيني ، جميعهم تحكمهم دولة إسرائيل ، الدولة العبرية. الظروف التي يعيش فيها الفلسطينيون تتراوح ما بين مواطنين من الدرجة الثالثة داخل إسرائيل ، وأولئك اللذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري دون أي تمثيل ، أو حقوق إنسان أو حقوق مدنية. ومن الواضح أن هذا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد ، وعند نقطة ما ستضطر إسرائيل إلى منح الفلسطينيين حقوقا متساوية. ما تبقى لنا هو أن ننتظر ما إذا كان ذلك سيأتي نتيجة العنف المكثف وسفك الدماء أو نتيجة اتفاق تفاوضي.
صدر كتابان في الأشهر الأخيرة لهما صلة بهذا الصراع وكلاهما أظهر أن هناك قدرا هائلا من التغيير في الأجواء . الكتاب الأول الذي حظي بقدر كبير من الاهتمام هو "فلسطين ، السلام وليس الفصل العنصري" للرئيس الأمريكي السابق والمؤيد بقوة لإسرائيل ، جيمي كارتر. هذا الكتاب قد فتح الباب لأول مرة لمناقشة جدية في الولايات المتحدة بشأن المأساة الفلسطينية. و في تطور لم يسبق له مثيل تقريبا ، الرئيس الأمريكي السابق يصف الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة بأنه فصل عنصري . منذ أن صدر الكتاب والنقاشات المكثفة تجري بالفعل وليس هناك ما يدل على أن هذا الأمر سيتغير في إي وقت قريب.
الكتاب الثاني هو "التطهير العرقي في فلسطين" للمؤرخ الإسرائيلي ايلان بابيه . تصنيف تدمير فلسطين في السنوات ما بين 1947-1949 بالتطهير العرقي ليس جديدا ولكنه ربما جدير بالذكر لأنه أصبح أكثر قبولا. كتاب بابيه ، رغم انه من الصعب ، نظرا لحسابات تفصيلية ، وفر فرصة لإجراء دراسة معمقه عن تدمير الشعب الفلسطيني و وطنه على أيدي القوات اليهودية خلال حرب الاستقلال الإسرائيلية. ما شكل خبرا صاعقا لكثير من الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم وللعديد من أنصار إسرائيل غير اليهود هو انه في أعقاب حملة التطهير العرقي تلك , أنشئت دولة إسرائيل على أنقاض فلسطين.
ما يتضح من قراءة الكتابين هي أن ما يصفه كارتر ، تطابق مع ما ورد في كتاب بابيه . وبعبارة أخرى ، إن السياسة الإسرائيلية الحالية تجاه الفلسطينيين هي امتداد لسياسات التطهير العرقي منذ السنوات الأولى للصراع.
وقد يجادل المرء أكثر في التفاصيل في كل من كتاب كارتر وكتاب بابيه ، ولكن لا يمكن للمرء أن يجادل في الوقائع التي يصفها الكتابان : بين نهاية عام 1947 وبداية عام 1949 ، وهو الوقت الذي تسميه إسرائيل حرب الاستقلال ، اضطر ما يقارب من 800000 الفلسطينيين إلى اللجوء إلى المنفى ومسحت الهوية الفلسطينية بالكامل من فلسطين. اليوم ، لا تزال إسرائيل تنكر الهوية الفلسطينية ، ناهيك عن الاستقلال الفلسطيني سواء داخل حدود دولة إسرائيل أو داخل الأراضي المحتلة.
إجابة واحدة محتملة للسؤال الصعب عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمكن استخلاصها من حقيقة أن إسرائيل ، عن طريق حكمها لأمتين هي بالفعل دولة ثنائية القومية. الحل يكمن في استبدال النظام الحالي حيث يتمتع اليهود الإسرائيليين فقط بالحريات وحقوق المواطنة الكاملة ، بنظام يسمح للفلسطينيين بالتمتع بهذه الحقوق أيضا. سيؤدي ذلك إلى إنشاء دولة ديمقراطيه بالكامل يعيش فيها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين على قدم المساواة ، ويحميها الدستور ، التي يتيح لكل من الناس التعبير عن هويتهم الوطنية والدينية والهويات الثقافية.
خيار الديمقراطية الدستورية الذي يشمل كلا من اليهود الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار دولة واحدة هو بلا شك واحد من أصعب الأجوبة. بعد 2000 سنة في المنفى وبعد أن نجا من المحرقة النازية ، فان الشعب اليهودي قد ارتفع من الرماد مثل العنقاء ليخلق دولة يمكنه أن يسميها دولته . الآن يبدو أن تأمين المستقبل لشعب إسرائيل في ارض إسرائيل سيتطلب ليس فقط رؤية و لكن أيضا تسوية سياسية توفيقية .
وضع نهاية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتطلب نظرة جادة في الأحداث التي وقعت بين عامي 1947 و 2007 : أنشئت دولة إسرائيل على حساب امة أخرى. الخيار اليوم هو الكفاح حتى آخر قطرة من دمائنا ، أو الاعتراف بالحاجة إلى إنشاء إطار سياسي يسمح لكل من الناس العيش معا في سلام.

ميكو بيليد: إسرائيلي يعيش في سان دييغو. وهو ابن الجنرال الإسرائيلي متتياهو بيليد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع