الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي.. 140.. تحالفات

ماجد فيادي

2008 / 1 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في فترة الحكم الدكتاتوري البائد كلف المجرم سمير الشيخلي بوزارة الداخلية, نظرا لمواهبه الاجرامية وغبائه السياسي والعلمي, فكان ما كان من اجراءات تعسفية بحق الشبيبة بشكل خاص شملت تقطيع الملابس والسجن والضرب ومنع المكياج للفتيات ومنع حمل القلادة والحلاقة الحديثة للفتيان, ولان الشباب العراقي متمردا والاوضاع في تلك الفترة لا تتحمل زيادة كبيرة في عدد قوات الشرطة, لحاجة الدكتاتور للرجال في حرب ايران, لجئ سمير الشيخلي الى اصدار عدد من القرارات المتلاحقة, محاولة منه لاثبات الوجود امام الشعب العراقي ولو بالكذب, عبر قرارات سينتهي مفعولها لانها غير انسانية أو عملية أو واقعية, مما اثارة سخرية الشباب, فكانت النكتة التي التسقت بالسيد الوزير حينها وهي
س : ما هي نغمة هورن سيارة سمير الشيخلي
ج: قرارات قرارات قرارات
أما اليوم وبعد سقوط الدكتاتور وقدوم الاحزاب العراقية المتنوعة الى السلطة, فقد تغيرت نغمة هورن سيارات زعماء الاحزاب الى .. تحالفات تحالفات تحالفات
ليس غريبا توقيت ظهور السيد النجيفي ( البرلماني العراقي عضو القائمة العراقية) على قناة البغدادية, متهجما على الحزب الشيوعي العراقي, داعيا الى اخراجه من القائمة العراقية, متهما ( واراه شرفا) السيد حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بالتعاطف مع الكورد, تزامن هذه الدعوة بتحالف القائمة العراقية مع عدد من الاحزاب والكتل في البرلمان العراقي من اجل الوقوف بوجه تنفيذ الفقرة 140 من الدستور العراقي, الخاصة بكركوك, لم يكن محض صدفة, بل رغبة قديمة نشأت منذ رفض الحزب الشيوعي العراقي سحب الوزير رائد فهمي من الحكومة العراقية.
عبر تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وتحالفاته ( اتفقنا على صحتها أو اختلفنا) لم يكن السباق الى التنصل منها, بل كان ولا يزال يلتزم بكل شروط الاتفاق الذي وقع عليه, فهذه التحالفات لم تأتي رغبة في التحالف, بل هي حاجة يراها الحزب في حينها, وما دخول الحزب الشيوعي العراقي الى القائمة العراقية إلا رغبة في تجميع القوى العلمانية الوطنية ( كما تدعي ويظهر لاول وهلة) في وجه التكتلات الطائفية والقومية. أما وقد خرج عدد من اطراف القائمة العراقية عن البرنامج الذي جمعهم, بالدعوة لاسقاط حكومة السيد المالكي, رغبة في مكاسب شخصية, فقد صار الحزب الشيوعي العراقي في حل من بعض ما دعي له من رئيس القائمة السيد اياد علاوي خاصة سحب وزراء القائمة من الحكومة, لان هذا يتناقض مع تفعيل العملية السياسية ودفعها الى الامام, بالمشاركة الفعالة وتقديم النصح والتنبيه الى الانحرافات التي تمر بها, حفاظا على الاستقرار الامني والسعي لتقديم الخدمات الاساسية وتعجيل دوران عجلة الاقتصاد, خدمة للمجتمع العراقي باكمله.
لكن للاسف العديد من اطراف القائمة العراقية لم يرق لهم هذا, فراحوا يبعثون برسائل تدل على التشنجات في المواقف والرغبة في اخراج الحزب من القائمة كرد فعل غير مبرر, إلا كون مواقف الحزب الشيوعي العراقي تتعارض ومصالح بعض الافراد في القائمة, ومن بين محاولات تشويه صورة الحزب الشيوعي استغلال فرصة رفض الاطراف العربية لتطبيق استحقاق دستوري يتعلق بالفقرة 140, صرح السيد النجيفي بتعاطف السيد حميد مجيد موسى مع القضية الكردية, ولتبيان الحقيقة, التي يجهلها أو تغاضا عنها السيد النجيفي, لانه لم يتعود على ممارسة الديمقراطية والالتزام بنتائجها, فإن مواقف السيد موسى ليست شخصية, بل هي تعبير عن مواقف الحزب نفسه, في احترام حقوق الانسان والعمل على خدمة الشعب العراقي, عبر مقررات مؤتمر الحزب الثامن وما سبقه, كذلك هو تعبير والتزام ببرنامج الحزب المعلن على الجماهير, وهو امتداد لمواقف الحزب الشيوعي عبر التاريخ العراقي الحديث, في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي, وللتذكير فإن اول من دعى بحق الكرد في تقرير مصيرهم, هو الحزب الشيوعي العراقي, كل هذا يؤكد أن مواقف السيد موسى ومفيد الجزائري في البرلمان لا تمثل مواقف شخصية, كما يشير السيد النجيفي في محاولته لتشويه الحقائق.
ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي, ووسط جماهيره واصدقائه, من يعترض على سياسة الحزب تجاه القضية الكردية, ليس تنصلا من التزام أو احترام حقوق الانسان أو الايمان بحق تقرير المصير, بل هو اعتراض على مواقف الحزبين الكرديين تجاه عدد من قضايا الشعب العراقي, التي لا تتفق ومنهاج وبرنامج الحزب الشيوعي, على سبيل المثال تطبيق الديمقراطية في اقليم كردستان أو عقود النفط المبرمة بين الاقليم وشركات النفط, لكن هذا يختلف تماما عن قضية شعب ونضال دام لسنين, وربطه بمواقف حزبية لا يتفق معها عدد كبير من بنات وابناء الشعب الكردي, لنا مثال في ذلك, التظاهرة التي قام بها اهالي حلبجة اعتراضا على سوء الخدمات, المقالات العديدة التي يكتبها مثقفون كرد تنتقد سياسة حكومة كردستان وتنتقد الاحزاب الكردية. من هنا يأتي موقف الحزب الشيوعي العراقي في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي ضمن تطبيق استحقاق دستوري وقع عليه جماهير الحزب ونسبة عالية جدا من بنات وابناء الشعب العراقي, وهو تأكيد لالتزام الشيوعيين بالدستور العراقي واحترام اختيار الشعب. إن التنوع الذي يمثله الحزب الشيوعي العراقي ضمن صفوفه, من عرب وكرد وآشوريين وكلدان وشبك وتركمان, مسلمين ومسيح ازيديين وصابئة, هذا التنوع يجعل الحزب اكثر الجميع تصدرا للقضايا الوطنية التي تمس كل طبقات وفئات الشعب العراقي, دون تفضيل قومية على اخرى أو طائفة على اخرى, او ديانة على اخرى, إن الحزب الشيوعي العراقي يمثل فكرا يتجاوز في حساباته هذه التقسيمات الضيقة.
إن ثقافة الالتزام بالقرارات الجماعية ما تزال غير سائرة وسط المجتمع العراقي بشكل كبير, ولست مبالغا إذا قلت أن الشيوعيين من اكثر بنات وابناء الشعب العراقي إلتزاما بالقرارات والاتفاقات من غيرهم, فما سمعناه وشاهدناه من تحالفات بين احزاب عراقية قبل وبعد سقوط الدكتاتور, تشير الى الخطر في تنصل الاحزاب العراقية لاتفاقاتها, مثالي على ذلك الرباعية والخماسية والثلاثية زائد واحد والجاجيكية والقرنفلية والتي ما انزل بها الله من سلطان, التي سمعنا بها واختفت قبل أن تبدأ, والتي لم نسمع بها وكانت تحت الطاولة.
كل هذه التحالفات لم يأتي أكلها, لانها جرت وفق مصالح حزبية وشخصية ضيقة, تعبر عن بعد العراقيين من بر الامان, ففي الوقت الذي يشهد فيه العراق حالة استقرار امني, تخرج لنا الاطراف البرلمانية بتقليعات تعرقل من خلالها العملية السياسية, مؤجلة بذلك اهم دور لها في اقرار القوانين من اجل مصلحة الشعب العراقي وتقدمه, فالسيد النجيفي ومن تحالفت معهم القائمة العراقية, يعملون على تعطيل عقد جلسات البرلمان العراقي لمنع القوانين من الخروج للنور, هم يلجؤون الى هذه الاساليب لانهم غير قادرين على تحشيد الرأي الجماهيري لما يروه مناسبا.
إن ظاهرة التحالفات بين الاحزاب العراقية مؤشر خطير لمستقبل العراق, فالحزبين الكرديين تحالفا مع الحزبين الشيعيين ( المجلس والدعوة) من اجل مكاسب في اقليم كردستان ( نتفق ونختلف معها كل حسب وجهة نطره), والحزبين الشيعيين تحالفا من اجل عزل العرب السنة من الوصول الى مراكز في قيادة البلد, انتقاما من مظلومية 1400 عام( كإن العراق ساحة لتصفية الحسابات), وتحالف الاحزاب الشيعية في قائمة الائتلاف العراقي الموحد هي نوع اخر من التحالفات ذات الاغراض الضيقة, كما لتحالف الحزب الاسلامي مع الحزبين الكرديين انما هو محاولة لتوسيع الهوة بين الحزبين الكرديين والحزبين الشيعيين, وهو رسالة في نفس الوقت من الحزبين الكرديين للاحزاب الشيعية في قدرتهما على ايجاد البديل ( الحليف), وما تحالف القائمة العراقية بمعزل عن الحزب الشيوعي العراقي واطراف اخرى في التحالف الجديد إلا محاولة للعودة الى الساحة السياسية لكن من الشباك, فالمطلك والدليمي والعليان وظافر العاني ما هم الا اقنعة لوجوه نعرفها جميعا.
من يحتاج الى هورن سيارة بنغمة .. تحالفات تحالفات تحالفات.. سيجده في العراق على قفى من يشيل كما يقول المثل المصري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا