الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياض نعسان آغا.. ماذا تقرؤون هذه الأيام سيادة الوزير؟

نادية عبد العزيز

2008 / 1 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


"إذا كان أحد القابعين في السجون لديه قصيدة جيدة أنا على استعداد أن أنشرها له" رد وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا على سؤال طرح عليه في حوار مع فضائية الجزيرة بمناسبة احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية، ويا ليته لم يقلها! إذ هو لا يتجاهل بذلك مسألة المعتقلين المثقفين ولا أساتذة الجامعة المرموقين المحبوسين في سجون النظام السوري أو المحتجزين إلى حين خارج هذه السجون. إنه يسخف معاناتهم ويدوس على أملنا بأن يبادر أحد من الحكومة بالحوار. ليست مشكلة السجناء السياسيين في نشر قصائدهم. إن انتحارهم الإرادي بخياراتهم المعارضة وآرائهم المختلفة بصوتهم الذي ارتفع وهم يعرفون أنهم قد يخسرونه إلى الأبد إنهم في سجونهم التي يذوون فيها أجرأ من أكثر القصائد ثورية. كنا نطمع سيادة الوزير بتعاطف أكبر وبجواب أكثر رقيا. إذ مهامك أبعد من نشر قصيدة أبعد بكثير ويا حبذا إذا كنت غير قادر حتى على تذكر مثقفي بلدك المسجونين والقضية التي تثار في كل مؤتمر صحفي وفي كل مناسبة علنية في كل جريدة يومية "خارج سوريا" وفي كل موقع الكتروني غير مخابراتي! أن تترك مهمة نشر قصائد السجناء لأهلها.

الوزير رد على سؤال عن المثقفين في السجون السورية بـ "لا أعلم ذلك!"
هل نعسان آغا بالفعل لا يعلم ذلك؟ أم يتجاهل المسألة ويكرر فعلة الأطفال الصغار حين يسألهم أهلهم: ـ من كسر المزهرية؟ يردون: "لا أعلم ذلك". وربما بالفعل وكي لا نظلم الوزير ربما لا يعرف شيئا عن ميشيل كيلو الذي أودت مقالة واحدة بحريته، وعن الأستاذ عارف دليلة المفكر والباحث وعميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق سابقا والذي تسببت مقالاته وأبحاثه بحكم ظالم وجائر بالسجن منذ عام 2001. ماذا عن الشاعر فراس سعد؟ قصائده جميلة جدا سيادة الوزير!

سؤال واحد فرض نفسه وسط ملايين الأسئلة وأنا أقرأ هذه الإجابات الساذجة لـ"وزير الثقافة": ماذا تقرؤون سيادة الوزير؟ إذا كنتم غير مطلعين لا على صحف عربية ولا على بيانات مثقفين ومعارضين ومفكرين ولا على طلبات وتوقيعات نشرت في كل مكان إلا في الصحف الرسمية السورية؟ فماذا تقرؤون؟ هل مصدر معرفتكم هو أبحاث الرفيق "علي عقلة عرسان"؟ ونشرة أخبار المساء التي تعرف عن غوانتانمو وحقوق الإنسان المنتهكة فيه أكثر مما يعرف سيادة وأسياد الوزراء الآخرون عن غوانتانمو سوريا! أنا لا أطالب سيادة الوزير بـ "التوقف عن الأكل والشرب وقراءة الأدب والفن حتى تنتهي محاكمة المعتقلين" كما صرخ متذمرا، أطالبه بالانحناء معي لقامة أستاذ الاقتصاد الذي يموت في زاوية منسية من سجون بلدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك