الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لمجلة الآداب ورئيس تحريرها من الناجين من مجزرة بشتآشان وعوائل الشهداء الذين سقطوا فيها وأصدقائهم والمتعاطفين مع قضيتهم العادلة...!

محسن صابط الجيلاوي

2008 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر مجلة الآداب اللبنانية بتاريخها وثقلها وزادها الثقافي والفكري والأدبي عنوانا وسجلا وتاريخا هاما لثقافتنا العربية المعاصرة..فعلى صفحات هذه المجلة الرائدة التي تبنتها بإصرار وعناد منذ الخمسينات حتى اليوم عائلة إدريس المنتمية لثقافة عالية ومتطلعة إلى فكرة الحداثة والحرية وذلك السجال الهادف إلى موضوعة الإنسان وكرامته وفرادته في التعبير عن ذاته وفي أغناء المعرفة وفي الصيرورة الهادفة إلى التغيير نحو عالم أفضل وأكثر رحمة وبهجة وغنى والى إضافة التراكم الضروري لجعل وجودنا وحراكنا الثقافي قائم وفعال ومشارك إنسانيا رغم كثافة غابات القمع والإقصاء والتهميش من سلطات دكتاتورية وأحزاب تتماهى معها في الفكر والعنوان.. فرغم كل المشهد العربي المأساوي المعروف كانت هناك استثناءات قد تبدو قليلة ولكنها فعالة وريادية، كانت دوما تعري هذا الظلام الدامس والآداب احدى هذه المجالات الرائدة والهامة والأصيلة والتي قامت على صبر، ودافعت عن نفسها كأي محارب شجاع في معركة قد تبدو غير متكافئة لكن طريق الحرية يبدأ بمقولة ( من الشرارة يندلع اللهيب ) وبهذا اكتسبت شهرة وأهمية وخوصا في بلد مثل لبنان كان ولازال رمزا للانفتاح والتنوع والسجال الهادف والحر والديمقراطي ومنها وعلى صفحاتنا تعلمت أجيال وسطعت أسماء ورموز عن تلك الثقافة البديلة المنتمية للحرية والخير والجمال..ونحن جميعا مدينون لها كقراء بهذا العطاء الذي أعطانا طيلة أكثر من نصف قرن زاد ثقافي ما يفوق سائر ما قدمته السلطات والأحزاب مجتمعة عبر كل تاريخها الأغبر..ولهذا ليس غريبا أن تنال هذه المجلة دوما التقريع والمحاصرة والتقنين وخصوصا في محاولة خنق رسالتها والحد من انتشار شعلة الأفكار والملفات والقضايا التي تعالجها..!
إن افتتاحية المجلة بتاريخ 05-06-2007 ( بعنوان نقد الوعي "النقدي": كردستان- العراق نموذجا ) والمكتوبة بلغة موجعة وتحليلية عميقة ومكثفة لواقع العراق من قبل رئيس التحرير ( سماح إدريس ) عبر إدانة الدكتاتورية ومعها بديلها المصنوع بطريقة أدمت العراق وأذلته تعتبر إضافة نوعية لموقفها النبيل المنتمي إلى الإنسان العربي الذي تنهبه عصابات الشر من احتلال أجنبي ووطني معا..والأخير يحمل مكرا وخبثا قد يكون الأخطر على تاريخ العراق المنظور فهو يتلبس بشعارات العلمانية والدين واليسار والليبرالية وبدعاية رخيصة يُدفع لها من خزائن الدولة العراقية المسروقة بشكل رهيب لشراء عدد اكبر من المزمرين والطبالين والمداحين لصغار الدكتاتوريين الجدد الذي زحفوا على كامل الجسد العراق الجريح بشكل فظ وبشع..!
إن ذكر مجزرة بشتآشان من قبل الأخ سماح إدريس يعبر تضامن حقيقي ونبيل ضد أولئك الذين غيبوا شبابنا بأفكارهم وبنادقهم الشريرة وهو دعم كبير يضاف إلى سعينا الجاد بفضح هذه الجريمة عراقيا وعربيا ودوليا...!
إن الإرهاب الأخطر هو تجويع الناس وتشريدهم وتجريدهم من هويتهم الإنسانية الموحدة عبر تخريب طائفي وقومي ومذهبي وعشائري وهذا ما يفعله حكامنا الجدد بامتياز مشهود..!
نحن على استعداد للشهادة أمام القضاء اللبناني الذي لا نشك بنزاهته لصالح مجلة الآداب ورئيس تحريها فلدينا ملف كامل عن هذه الجريمة بكل تفاصيله.. ونعتقد بجزم أن السيد فخري كريم ورئيسه جلال الطالباني قد فتحوا على أنفسهم بابا هم في وضع ضعف حقيقي من حيث الوقائع والمعطيات والسيرة على إغلاقه أو كسبه أو تداركه لأنهم يشكلون تلك العلاقة العفنة لمشروع التدليس الثقافي المرتبط بحاكم مجرم وصاحب تاريخ اسود وأي مقارنة منصفة وموضوعية يجد أن المنازلة تقف بلا منازع لصالح هرم ثقافي شريف ووهاج ومشع ونظيف اسمه ( الآداب ).

رابط موقع بشتآشان:
http://web.comhem.se/kut/Beshtashan.htm

محسن الجيلاوي / كاتب عراقي وأحد الناجين من المجزرة والمشرف على موقع بشتآشان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة