الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب السياسي العربي وثقافة الاستبداد

زهير مبارك

2008 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل غياب الحرية في العالم العربي تتفرد السلطة السياسية بإنتاج خطابها المنبثق عن وجودها وعن كينونتها المتجسدة في الحفاظ على ذاتها مقابل قمع "الآخر الداخلي " كي تسود، وهذا لا يكون إلا من خلال قمع المواطنين حيث غياب الديمقراطية أو بمعنى أدق تغييبها إلا بالمساحة المسموح بها كما حدث في كينيا الديمقراطية العربية ينتهي دورها عند صندوق الاقتراع، ولكن كانت النتائج لا تميل مع هوى السلطة الحاكمة فإن لعبة الديمقراطية تنتهي بانتهاء الحدث المخالف لرغباتها وهو إبقاء السلطة السياسية القائمة وما الديمقراطية إلا أداة لشرعية وجودها.


إن إشكالية الخطاب السياسي العربي لا تكمن في وجود الحكام فقط كما يطرح البعض ذلك أن وجوده القائم على الاستبداد لا يستطيع الاستمرار إلا من خلال بطانته التي تتغلغل وتكرس وجود الحكم المستبد . من هنا ، فان الخطاب السياسي ما هو إلا إنتاج لخطاب السلطة الحاكمة محورها الحاكم، وما الانتكاسات المتتالية للحرية في العالم العربي اليوم إلا استمرار لهذا الخطاب، وفي نفس الاتجاه، هناك الخطاب الذي فقط الأمل في تغيير الواقع فلجأ إلى الدمج بين الديمقراطية والاستبداد، والسعي لخلق حالة من الموائمة بينهما وهو ما قد يقود إلى تكريس الاستبداد وذلك من خلال "تطبيع" العلاقة ما بين الحرية والقمع .

ولكن في المقابل هناك حتى اليوم من يحاول الخروج من النفق المظلم من خلال المناداة بالتخلص من الاستبداد، وهم في مواجهة مع الحكم الاستبدادي المتجسد في الواقع العربي، والمتمثل أساسا بالحاكم وبأدواته القمعية.
وعليه، لن يكون أمام الأمة العربية من سبيل للخروج من الحالة السائدة إلا بعد استدخال الحرية في الثقافة العربية بدل ثقافة الاستبداد السائدة، فحالة التسليم والخنوع للداخل والخارج لن تأتي إلا بثمار الذل والهوان، ولهذا لا بد بالبدء بتأسيس خطاب سياسي علماني ديمقراطي يقوم على الحرية والعدل ليكون نقطة الانطلاق نحو تأسيس خطاب سياسي تنويري قادر على إنتاج خطاب قادر على إخراج الأمة مما هي فيه من تخلف وتبعية خطاب قادر على تحرير المجتمع وليس خطاب يكرس الاستبداد كما الحال اليوم .

نحن لدينا اللبنة الأولى التي نستطيع من خلالها تأسيس خطاب يمجد الحرية لا الاستبداد ورغم الاختلاف في المنهج والرؤية والمشارب فيما بينهم إلا أنهم يحملون أرضية فكرية يمكن أن يبنى عليها كما هو الحال عند عزمي بشارة وبرهان غليون وعادل سمارة ومحمد عابد الجابري ومحمد أركون وغيرهم الكثير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة