الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول حزب الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا و مؤتمره الأخير

عادل محمد

2002 / 4 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حول حزب الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا (PDS ) و مؤتمره الأخير عقد حزب الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا المرحلة الثالثة من مؤتمره السابع و سنحاول أدناه تقديم عرض موجز لتاريخ الحزب و طبيعته التنظيمية و الفكرية و أهم المسائل التي تمخض عنها المؤتمروقفة مع التاريخ القريبانبثق حزب الاشتراكية الديمقراطية (PDS ) من رحم الحزب الاشتراكي الألماني الموحد و الذي حكم ألمانيا الديمقراطية السابقة منذ تأسيسها وقد وصلت عضويته إلى 2,3 مليون عضو خلال الحكم الاشتراكي وبين هؤلاء يجد المرء الكثيرين الذين انتموا إلى الحزب لأغراض نفعية وطمعا في تبوء مواقع قيادية في الحزب و الدولة. و بانهيار التجربة الاشتراكية عقد في كانون الأول 1989 مؤتمرا استثنائيا للحزب وكان على المؤتمر أن يختار بين الموافقة على حل الحزب الاشتراكي الموحد أو التوجه لتجديد الحزب كليا , و قد اختار المندوبين طريق التجديد أعلنوا ابتعادهم الواضح عن التقاليد الستالينية و التي كانت سائدة في الحزب و قدموا لشعب ألمانيا الديمقراطية الاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبتها القيادة السابقة و اعتمدوا الاشتراكية الديمقراطية الأمر الذي عبروا عنه من خلال التغيير الذي أحدثوه باسم الحزب و قد ضم الحزب الجديد 3 % فقط من أعضاء سلفه .في أول انتخابات حصلت في ألمانيا الديمقراطية بعد انهيار التجربة الاشتراكية حصل الحزب على 16,4% من الأصوات و احتل المركز الثالث في البرلمان و منذ ذلك الحين يعتبر الحزب المعبر و المدافع الحقيقي عن سكان الجزء الشرقي من ألمانيا الموحدة .في صيف عام 1990 تأسست مجا ميع أصدقاء الحزب ولجان لدعمه في الغرب ارتباطا بالانتخابات الاتحادية التي جرت و في نفس العام . و في 2-12-1990 تأسست تنظيمات الحزب على مستوى المقاطعات في غرب ألمانيا حصل الحزب في انتخابات 1990 على 11,9% من الأصوات في الشرق و 2,4% في الغرب و لكون النتائج في شطري ألمانيا الموحدة حسبت على كلا على حدة تمكن الحزب من دخول البرلمان الاتحادي ب17 مقعدا وخلال فترة الانتخابات المذكورة تصاعد النقاش مجددا داخل الحزب حول حله وتأسيس حزب جديد و لكن أعضاء الحزب قرروا عدم حل الحزب و المضي في تجديده و ذلك لكون حل الحزب يعني التهرب من تحمل مسؤولية التجربة التاريخية لفترة حكم ألمانيا الديمقراطية ومنذ ذلك الحين انغمر أعضاء وأصدقاء الحزب بنقاش داوب وبروح نقدية لتاريخ ألمانيا الديمقراطية و تاريخ الحزب الاشتراكي الألماني الموحد.نتج عن هذه النقاشات العديد من الكتب و المقالات و الأبحاث التي تتناول الفترة المذكورة , و لكن وسائل الإعلام الرسمية تجاهلت هذه العملية و لم تعط حيزا من خلالها للتعريف بهذا الجهد النقدي الجريء عاش الحزب بعد الوحدة الألمانية مباشرة حالة من التراجع في عدد الناخبين ولكن و منذ عام 1994 بدأ الحزب يحقق نجاحات انتخابية متتالية فاصبح منذ ذلك الحين القوة الثالثة في المقاطعات الشرقية و استطاع في الانتخابات الاتحادية لعام 94 البقاء في البرلمان رغم عدم حصوله على نسبة الحد الأدنى 5% فقد حصل الحزب على 4,4% ولكن فوز مرشحيه المباشرين الأربعة في برلين أتاح له وفق النظام الانتخابي الألماني الحصول على (30) مقعدا وليكون مجموعة برلمانية .أما في عام 1998 فقد حصل الحزب على نصف مليون صوت اكثر من الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة و بهذا تجاوز نسبة أل 5% ودخل البرلمان بكتلة برلمانية هذه المرة و استمرت انتصارات الحزب الانتخابية فاصبح في عام 1999 القوة السياسية الثانية في مقاطعة سكسونيا و تورتنكن و جاء انتصاره الساحق في برلين ليؤكد الثبات في تصاعد جماهيرية الحزب بين الناخبين .يضم الحزب 90 ألف عضو يتمركزون في شرق ألمانيا حيث يعتبر الحزب من أهم الأحزاب السياسية , أما في الغرب فلا يزال الحزب صغيرا رغم النجاحات الأولية التي حققها في بعض المقاطعات الغربية و يشكل يساريو غرب ألمانيا من مدارس ماركسية مختلفة نواته الأساسية بالإضافة إلى عدد صغير من الذين انسلخوا من الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم و حزب الخضر.و يضم الحزب عددا من الأعضاء الذين لم يسبق لهم العمل في أي حزب سياسي سابق. و الكثير من أعضاء الحزب في شرق ألمانيا في سن متقدمة لذا فان عدد الأعضاء الجدد الذين يكسبهم الحزب اقل من عدد الأعضاء الذين يفقدهم بالوفاة .810% من ناخبي الحزب يعيشون في شرق ألمانيا و يعتبر الحزب الثاني في ألمانيا بعد حزب الخضر من حيث نسبة ناخبيه على عكس نسبتهم بين أعضاءه.طبيعة الحزب الفكرية و التنظيمية:لقد جرى نقاش واسع و حاد أحيانا حول طبيعة الحزب و تركز النقاش حول السؤال التالي , هل يتحول الحزب إلى حركة و كيف يتم ضمان ديمقراطية القاعدة فيه , و ما هي الأشكال التنظيمية التي يجب بناء الحزب على أساسها . و قد جاءت الإجابات على أرضية النظرة النقدية التجديدية لتاريخ ألمانيا الديمقراطية و الحزب الذي حكمها و لذا فقد جاء في النظام الداخلي للحزب انه حزب يعتمد التعددية في بنائه على أساس من التسامح و التضامن الداخلي و يضمن حرية الرأي لأعضائه و أصدقائه ويعطي لهم مقارنة بالأحزاب السياسية الأخرى مساحة اكبر من الحرية بما في ذلك إمكانية تشكيل مجا ميع عمل داخل الحزب على الصعيدين الاتحادي و المحلي و تقوم هذه المجامع على أساس الخصوصية الاجتماعية أو السياسية و على طبيعة النشاط و كذلك على أسس فكرية , و بهذه الحالة تتحول إلى منابر فكرية اشهرها اليوم في الحزب المنبر الشيوعي و المنبر الماركسي و منبر أنصار البيئة.تشكل هذه المجامع أقلية داخل الحزب أمام أكثريته التي تريده حزبا اشتراكيا ديمقراطيا و تتركز نقاط الاختلاف بين المجامع المختلفة فيما يلي :1. الموقف من تجربة ألمانيا الديمقراطية و التي يدافع عنها المنبرين الشيوعي و الماركسي في حين ترى الأكثرية ضرورة مراجعتها بروح نقدية وحادة أحيانا . و خصوصا قضية بناء جدار برلين و إهمال الحزب للديمقراطية و طريقة تعامله مع حقوق الإنسان.2. الموقف من الرأسمالية , إذ يعتمد المنبران الشيوعي و الماركسي الموقف السابق من الرأسمالية و يستمران باستخدام المفردات المعروفة في القاموس الماركسي حول الطبقات والاستغلال و الصراع الطبقي ...الخ في تجادل الأكثرية في الحزب من اجل مجتمع اكثر عدالة و تربط بين الاشتراكية و الديمقراطية و التي يجب الوصول إليها بطرق سلمية و تحاول تطوير خطاب سياسي مختلف عن الخطاب السابق يتجاوب مع المتغيرات التي فرضها انهيار النموذج الاشتراكي السوفيتي.رغم أن الحزب يعتمد كثيرا على الماركسية في تحليل الظواهر الاجتماعية و الاقتصادية لكنه لا يثبت في نظامه الداخلي طبيعته الماركسية و بهذا فان أل() ليس حزبا شيوعيا ولا حتى ماركسيا بالمعنى الدقيق للكلمة كما انه لا يعتبر نفسه خلفا للحزب الاشتراكي الألماني الموحد إذ يحتفظ ب 3% فقط من أعضاء الحزب الذي خرج من أحشائه ولهذا فليس من الصحيح إضفاء صفة الشيوعيين السابقين تلك الصفة التي تحاول وسائل الإعلام البرجوازية إلصاقها بالحزب للحد من تطوره و اتساع تأثيره مستفيدة من العداء للشيوعية الذي ترسخ في غرب. ألمانيا خلال فترة الحرب الباردة و الذي لا يزال يحتفظ بتأثيره . في برنامج ا لحزب الذي اقره في مؤتمره الثالث عام 1993 ثبت الحزب ما يلي :الاشتراكية هي هدفنا الضروري مع مجتمع يكون فيه التطور الحر للفرد أساسا للتطور الحر للمجموع , الاشتراكية بالنسبة لنا تعني حركة ضد استغلال الإنسان للإنسان وضد اضطهاد الرجال للنساء و من اجل الحفاظ على الثقافة الإنسانية و تطويرها و لتطبيق حقوق الإنسان في مجتمع يستطيع الناس فيه أن يحلوا الأمور التي تعنيهم بطرق ديمقراطية و على أساس العلم.يدور في صفوف الحزب منذ اكثر من عام نقاش واسع حول إقرار برنامج جديد للحزب و قد خرجت المرحلة الثانية من المؤتمر السابع المنعقد في كانون الثاني من هذا العام في مشروع برنامج قدمته سكرتيرة الحزب و يعتبر ألان الأساس للمناقشات المستمرة على أن يقر خلال المرحلة الرابعة من المؤتمر السابع و التي ستعقد في أكتوبر من العام الحالي . و قد سبق لعدد من الشخصيات الماركسية داخل الحزب أن قدمت مقترح بديل لمقترح القيادة و لكنه لم بحضي بقبول أكثرية المندوبين .منذ عام 1990 توقع الكثير من العلماء انتفاء دور الحزب و بالتالي انتفاء وجوده ارتباطا بإلغاء الفجوة القائمة بين شرق ألمانيا و غريها و خصوصا بعد الوعود البراقة التي أعلنها المستشار الألماني السابق (كول) و لكن الحزب استطاع أن يثبت أقدامه على الساحة السياسية ولا يعتبر نفسه حزبا محليا لشرق ألمانيا و يسعى لان يكون حزبا اشتراكيا على يسار الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم في عموم ألمانيا وهذه المسالة مرتبطة بقدرة الحزب على كسب المزيد من الشباب وعلى تعميق عملية التجديد التي قامت على أساسها .المرحلة الثالثة للمؤتمر السابع :يعقد الحزب مؤتمره كل سنتين وعلى عدة مراحل و تشهد المرحلة الأولى عادة انتخاب قيادة جديدة للحزب و تخصص كل مرحلة من مراحل المؤتمر لمناقشة و وثيقة حزبية أو قضية فكرية سياسية ملتهبة .و للفترة من 15-17 / 3 عقدت المرحلة الثالثة من المؤتمر السابع والتي ركزت على مشروع البرنامج الانتخابي و الذي سيدخل الحزب على أساسه الانتخابات الاتحادية القادمة في 22-9-2002 بالإضافة إلى الكلمة التي ألقتها سكرتيرة الحزب في بداية المؤتمر و الكلمة التي ألقاها مدير الحملة و التي عرض فيها البرنامج الانتخابي للحزب .لن يشهد المؤتمر صراعات فكرية أو سياسية حادة بالرغم من الطابع ألتعددي للحزب فكريا و تنظيميا و يبدو أن الأقلية والأكثرية داخل الحزب كانوا على اتفاق غير معلن بضرورة إقرار البرنامج الانتخابي المقترح و خوض الانتخابات بهمة موحدة تفتح أمام الحزب إمكانيات تعزيز دوره في البرلمان الجديد و بالتالي في عموم الساحة السياسية وهذا ما حصل فعلا إذ اقر البرنامج الانتخابي دون تغييرات أساسية و نشير بإيجاز إلى أهم النتائج التي خرج بها المؤتمر:1. التأكيد على بقاء الحزب في المعارضة على الصعيد الاتحادي حتى في حالة تحقيقه نتائج انتخابية مميزة و يعود ذلك لعدم استعداد حزبي التحالف الحاكم حاليا (الاجتماعي الديمقراطي و الخضر) بتبني سياسة بديلة تؤدي إلى تغييرات سياسية و اجتماعية جذرية الأمر الذي يجعله الحزب أساسا للدخول للتحالف الحكومي على صعيد الاتحاد بعد انتخابات أيلول القادمة رغم أن الحزب ترك لنفسه الأبواب مفتوحة حول إمكانية مشاركته في الحكومة الألمانية على مدى المستقبل البعيد 2. إن حزب الاشتراكية الديمقراطية كان وسيظل حزبا للسلام و بوضوح كامل أدان المؤتمر الإرهاب والسياسة الأمريكية القائمة على الحرب وكذلك سياسة المستشار الألماني الداعمة لها ة أكد الحزب رفضه المطلق لحرب أمريكية جديدة ضد العراق .3. اعلنت سكرتيرة الحزب تبني الحزب مع مجموعة من الاحزاب اليسارية الاوربية و من ضمنها الحزب الشيوعي الفرنسي لمبادرة تدعو الاتحاد الاوربي الى العمل على ارسال قوات سلام دولية تابعة للامم المتحدة تعمل على خلق استقرار في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية منها و اعتماد حل سياسي مبني على الاعتراف بوجود اسرائيلواقرار قيام دولة فلسطينية مستقلة . 4. في الوقت الذي رفضت الاكثرية في المؤتمر مشروع قرار يدعو لخروج المانيا من الناتو اقر المؤتمر مشروع قرار اخر يدعو الى خل الناتو و خفض ملاك الجيش الالماني 100 الف.5. دعى المؤتمر الى مشاركة نشطة في حركة المعرضة خارج البرلمان بموازاة النشاط البرلماني للحزب و اكد المؤتمر ان لا تعارض في ذلك انطلاقا من اعتماد مبدا الضغط من القاعدة .6. ابرز الحزب دوره في الحركة الاحتجاجية التي تسود اوربا ضد العولمة الراسمالية و اليبرالية الجديدة و قد اشادت سكرتيرة الحزب بالنجاح الذي حققته هذه الحركة في مدينة برشلونة الاسبانية و الذي صادف خلال ايلم انعقاد المؤتمر.7. ناقش المؤتمر وثيقة لتسريع بناء الجزء الشرقي من المانيا و كشفت سكرتيرة الحزب القناع عن الاهتمام الزائف بالشرق و الذي يمارسه حاليا المستشار الالماني و منافسه في الحملة الانتخابية مرشح الاتحاد المسيحي و اعادت الى الاذهان السياسات التي اعتدها الحزبان الدذكوران و التي ادت الى تحويل الشرق الى سوق تابع الى غرب المانيا .8. اما على الصعيد الاقتصادي فقد اكد المؤتمر على ضرورة تصعيد النضال من اجل مجتمع اكثر عدالة يتم فيه توزيع عادل للثروة ووتثبت فيه الضمانات الاجتماعية و يجري التاكيد فيه على ضرورة خفض البطالة من خلال خلق فرص عمل جديدة و الحد من عدد الساعات الاضافية و تنشيط دور الدولة في اقامة مشاريع غير ربحية تستوعب العاطلين عن العمل , و العمل على تقليل الفجوة بين شرق البلاد و غربها وصولا الى الغائها.9. ساهم في المؤتمر العديد من الاحزاب الشيوعية و الاشتراكية و الحركات اليسارسة ووفد من الحزب الشيوعي العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا