الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتنافس الجمهوري والديموقراطي، في دعم الكيان الصهيوني

احمد محمود القاسم

2008 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الإدارات الأميركية التي تحكم الولايات المتحدة الأميركية، وتحدد سياساتها الداخلية والخارجية، يتحكم في أمزجتها وأهوائها وسياساتها، جماعات من اللوبي اليهودي-الصهيوني، المتنفذين داخل كل الإدارات الأميركية على مر السنين، والحزبان اللذان يستأثران بالسلطة، هما الحزبان الجمهوري والديموقراطي، وكلا الحزبين، يتنافسان في دعمهما للكيان الصهيوني، من كافة النواحي العسكرية والاقتصادية والمادية والسياسية، على مستوى العالم اجمع.
الولايات المتحدة الأمريكية، تجد في إسرائيل حليفا استراتيجيا لها، في منطقة الشرق الأوسط، كما أن إسرائيل تجد في الولايات المتحدة، حليفة استراتيجية لها أيضا على مستوى العالم، وكلاهما ينسقان ويتبادلان الأدوار فيما بينهما، عن طريق الإقناع والتفاهم، وليس عن طريق التهديد أو الترغيب، وكافة المعلومات المتعلقة بالسياسة الأميركية العسكرية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية، تصل إلى صانعي القرار في الكيان الصهيوني، وبكل أريحية، بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى ضوء هذه المعلومات والمعطيات، يحددون سياساتهم ودورهم المرجو منهم القيام به، ويستغلون كل صغيرة وكبيرة، كي يحققوا من خلالها، كافة أهدافهم في النفوذ والتوسع والعدوان، على حساب دول المنطقة وسياساتها وحقوقها ومصالحها ونفوذها.
الحركة الصهيونية العالمية المتنفذة، في الإدارات الأميركية الحاكمة، وبعض الدول الأوروبية، تجند كل طاقاتها، من اجل فرض سياساتها على العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، و من أجل سلب أراضيهم وطردهم منها ومن ديارهم، أو تضييق الخناق عليهم، من اجل أن تكون دولتهم الصهيونية المصطنعة، دولة نقية العرق والجنس والدين، كي لا يزاحمهم عليها أصحاب الأرض الشرعيين.
إنّ مداخل النفوذ اليهودي الصهيوني إلى السياسة الأمريكية متعدّدة، ولا تقتصر على "أصوات الناخبين، والأهم من ذلك، هو إدراك أنّ مداخل التأثير اليهودي-الصهيوني متعددة، ومنها مراكز صنع القرار في الشركات والمصارف المالية وغيرها من المؤسسات الاقتصادية وذات النفوذ والتحكم، ولهذه نفوذها "اليهودي-الصهيوني" المعروف داخل حزب الجمهوريين–بنسبة أعلى- مقابل نفوذ اليهود الصهاينة عبر "أصوات الناخبين" داخل حزب الديمقراطيين-بنسبة أعلى.
لعبة ممارسة التأثير اليهودي على الحزبين الكبيرين في الانتخابات، فقدت مع الزمن، كثيراً من توازنها، إذ يبدو أنّ الزعماء الأمريكيين اليهود الصهاينة، مضوا أحياناً أبعد من المعتاد، وهذا ما بدا أثناء انتخاب بوش، عبر محاولة الحفاظ على وجود "رئيس ديمقراطي" كان من الممكن الاعتماد عليه اعتماداً أكبر في متابعة ما صنعه كلينتون، بل وكان ما رافق فرز الأصوات وانتهى في المحكمة الدستورية العليا، يمثل أقصى "درجات المخاطرة" في تلك اللعبة اليهودية-الصهيونية التقليدية.
خاض كثيرون بلا فائدة، في حقيقة أنّ جورج بوش الابن، تعمّد التركيز على إبراز الرغبة في التعاون مع "الأقليات"، وفق الوصف الرسمي بأبعاده القانونية، أي مع السود، وذوي الأصل اللاتيني، على وجه التخصيص، وكذلك الرغبة في التعاون مع ذوي الأصل العربي وإن لم تكن لهم صفة "الأقلية" قانونيا، وبالمقابل، كان يلفت النظرَ غيابُ وجود من يمثل النفوذ اليهودي-الصهيوني، بالنسبة العالية المعتادة، في المناصب الحسّاسة من الأجهزة الحكومية، وهو ما كان صارخاً في عهد كلينتون، وهذا ما نشر التكهّنات، بأنّ لدى بوش وزعماء الحزب الجمهوري رغبة، في إيجاد ما يوازن النفوذ اليهودي-الصهيوني "المتورّم" في آلية صناعة القرار السياسي الأمريكي.
الأهمّ من رصد النفوذ اليهودي-الصهيوني صعوداً وهبوطاً وتأرجحاً، إدراك، أن اندماجه في بنية صناعة القرار السياسي الأمريكي، اندماج عضوي، وأن معطياته بالنسبة إلى التعامل مع قضايا العرب والمسلمين، معطيات ذاتية متوافرة، في الأرضية الأمريكية نفسها، وهذا ما يعطيه القدرة، على تحقيق أهدافه، وليس الاعتماد على الإمكانيات اليهودية والصهيونية الذاتية فحسب.
لقد أصبح الغالب على التفاعل السياسي العربي، ومع كل جولة انتخابات أمريكية، هو ذلك الأسلوب التقليدي العتيق الملوّث، الذي يغلب عليه، طابع الانتظار والترقب، لرؤية ما يقرره الرئيس الجديد للتكيّف معه.
ومن أسوأ وجوه هذا الأسلوب، اقتران "التساؤل" عن الدور الأمريكي "المرجو" في المنطقة، بالتساؤل عن "الموقع" الذي سيضع الرئيس الجديد فيه "قضايانا" العربية، وقضية الشعب الفلسطيني على وجه التحديد، على جدول أعماله
أنظمة الحكم العربية، رغم ما لديها من أرصدة البترودولار، هذه الثروة الاقتصادية والمالية الهائلة، في بنوك الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية ولا داعي للدخول في تفاصيلها وأرقامها، تنتظر الأحلام، وتأمل من الله أن يمن عليها برئيس أميركي، لديه ضمير نقي وشرف رجولي، ويكون شجاعا وعادلا وقويا، كي يقف معها ضد دولة الاحتلال الصهيونية، ويعيد لها الحق العربي المغتصب في فلسطين. على الرغم مما لديها من إمكانيات اقتصادية وبشرية ومواقع جغرافية استراتيجية، وترتبط كثيرا مع دول العالم، وتتقاطع مصالحها معها في كثير من القضايا الهامة، إلا أنها لا تكسب احترامهم أو تأييدهم، إلا بشكل محدود جدا وعلى استحياء، لأنها لا تتعامل بسياسة المصالح وتبادل المنافع وسياسة الند بالند، وسياسة حكي لما أحكلك.
كأن المصالح المشتركة والمتبادلة بين الدول، تحل من خلال الصلوات والأدعية وصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، وأداء صلاة الأستقساء، لعل الله يأمر الولايات المتحدة الأمريكية، بأن تسقط علينا العدالة والخير، وتحفظنا من شر الشيطان (إسرائيل)، كما يؤمرنا به ديننا الحنيف، احد المسئولين عندما اشتكى لأحد الملوك العرب، بان الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها التي تعهدت بها أمامك، ماذا قال لهم؟ شو عندي أقول؟ غير اللهم أهدي أمريكا.
أنظمة الحكم العربية هذه، خاصة المرتبطة منها بسياسة الولايات المتحدة، ارتباطا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، كدول الخليج العربي ومصر، وغيرها من دول المنطقة، لا تضع باعتباراتها استعمال قواها المتعددة والمتنوعة، لتحقيق مآربها بالتقدم والرخاء، وتحقيق العدالة ، لشعوبها، وحل مصالحها الوطنية، وعلى الرغم من أن معظم سكان الدول العربية من المسلمين، إلا أنهم يتعرضون إلى التمييز العنصري، من حكامهم وأنظمة حكمهم، فهناك اسر حاكمة تتمتع بالغناء الفاحش، واسر فقيرة محكومة تتمتع بالفقر المقذع، والأسر الحاكمة تتوارث الحكم على مر الأجيال والسنين، وكأنه حق مقدس لها والهي لوحدهم ولنسلهم من بعدهم.
ليس هناك في المنطقة العربية من فرق، بين أنظمة حكم ملكية، أو أنظمة حكم جمهورية، إلا اسميا وشكليا، فكلا هذه الأنظمة، لا تستمد شرعيتها من شعبها أو أبناء جلدتها وعبر مؤسساتها الشرعية، إذا كان حتى لديها مؤسسات شرعية، ولو شكليا، بل من القوى الاستعمارية الخارجية، التي نصبتها على كراسي الحكم، وتستقوي بها، وتحميها من اجل أن تحقق مصالحها بالمنطقة، على حساب حقوقها وشرعيتها وتطورها وتقدم شعوبها، و على حساب شرفها وشرف أمتها، وكرامتها الوطنية، وكل ما يهمها هو، أن تبقى على كراسي الحكم، لعشرات السنين، بل ومئات السنين، فمن هنا، لا أمل يجدي منها في تحقيق أهداف شعوبها وأمتها في التقدم والحرية والاستقلال الاقتصادي والسياسي، وتخليصها من براثن الجهل والعبودية، طالما بقيت أسيرة لتطلعات الأجنبي، وطالما بقيت، تمارس القمع والإرهاب ضد شعوبها ومواطنيها، ولا تعطيهم أي فرصة للمشاركة بالحكم، بشكل فعلي وديموقراطي، وتكبل حرية شعوبها، وتعمل على قمعها بالحديد والنار، ومسلمة بقدرها وإرادتها للأجنبي، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، وربيبتها دولة الاحتلال الإسرائيلية-الصهيونية.
لن تستطيع أنظمة الحكم العربية هذه، من تحقيق أهدافها أو حتى خلق سياسة أمريكية متوازنة بينها، وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي- الصهيوني، ومع الإدارات الأميركية المتعاقبة على الحكم، طالما لا تستغل طاقاتها المادية وعلاقتها الاقتصادية وإمكانياتها الأخرى، من اجل تحقيق ذلك، وطالما أن اليهود الصهاينة، هم المشاركون في صنع القرار هناك.
على أنظمة الحكم العربية من المحيط إلى الخليج، إعادة رسم سياساتها الداخلية والخارجية، وأن تستند في قوتها وشرعيتها على أبنائها وأبناء الأمة العربية والإسلامية، وان تعمل بجد وجدية، لمواجهة المخططات الصهيونية التي من أهدافها محاصرة والتحكم في الوجود العربي، وليس الفلسطيني فحسب، من المحيط إلى الخليج، إن تدمير واحتلال جمهورية العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية، واستباحة أراضيها ومقدساتها والقضاء على بنيتها التحتية، لن تكون الخطوة الأولى في سياسة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل هناك خطوات قادمة، تستهدف كل أنظمة الحكم العربية، طال الوقت أو قصر، وكما يقول المثل العربي "لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض " وسيأتي الدور تباعا، بعد العراق، إلى دول الخليج العربي المحيطة بالعراق، وأيضا جمهورية إيران الإسلامية، وليس المهم أن تحتل هذه الدول عسكريا، فالاحتلال الاقتصادي السري والناعم، أسوأ كثيرا، من الاحتلال العسكري العلني والإجرامي، وأكثر إيلاما وتدميرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما أسباب وفاة محتجزين إثر أعمال شغب؟ • فر


.. تونس: ردود الفعل بعد تحديد الرئيس 6 أكتوبر موعدا للانتخابات




.. طارق بن سالم يتسلم مهام منصبه كأمين عام لاتحاد المغرب العربي


.. رئاسيات موريتانيا:المرشح بيرام الداه اعبيد يدعو إلى حوار سيا




.. سقطوا في مجارٍ فوق بعضهم.. حادث تدافع مميت بمراسم دينية في ا