الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بدأت مرحلة البناءالاقتصادي في العراق ؟ !

عبد الزهرة العيفاري

2008 / 1 / 15
الادارة و الاقتصاد


ماذا سيكتب التاريخ عن العراق وعن شعب العراق عندما يستعرض الاحداث التي اقترنت بوجود وتسلط حزب البعث الفاشي على البلاد ؟!! ثــم بأ ية كلمات ســيصف الكوارث التي اقترفتها يد الارهاب ضد شعبنا بعد سقوط الطاغية ؟؟ ومن غير المعلوم كيف ستسير عملية البناء والاعمار التي هي الان على رأس جدول الاعمال بالنسبة للدولة ؟ .
ولعلنا نستطيع الآن اعتبارالوضع الامني اصبح في حالة يسمح لنا بالنفاؤل بامكانية البدء بعملية البناء والتعميرفي البلاد . وقبل كل شيء ينبغي الاشارة الى ان الفضل يعود الى مجموعة من العوامل ومنها دور الحكومة العراقية وبالذات دور دولة رئيس الوزراء السيد المالـكـي في ادارة الصراع ضـــد الارهاب (المحلي والوافد من دول الجوار) وضد العناصر الاستفزازية المتخذة اوكارا ذات لبوس دينية في المدن العراقية المقدسة . . وقد رأينا بام اعيننا كذلك كيف كان مشرفا ً دور القوات المسلحة والشرطة العراقية وكذلك تعاون المواطنين مـع اجهزة الامن في صناعة الحالة الامنية القائمة اليوم . على اننا لا يجب ان نبالغ في الامر وكان الاخطار الارهابية قد ولت وزالت اسبابها . فالطريق في هذا المضمار ما تزال طويلة ً . فالعدو لئيم . وله امتدادات عربية واجنبية رجعية . بل وحتى لديه تغطية " دينية " واعلامية ودبلوماسية ايضا ً . ناهيك عن المساندة غير المنـقـطعة من جانب بعض دول الجوار ونذكر منها ايران وسوريا واوكار تكفيرية في المنطقة .
ومن العدالة ان نذكر مع الشكر والامتنان القوات متعددة الجنسية الصديقة في مساعدتنا في تكوين قوا تنا الامنية و جيشنا الوطني . علما اننا اذ نذكر ذلك صراحة سوف نثير ــ ولا شك ــ الاستياء لدى القوى الارهابية وقياداتها و معهم الاعلاميون السائرون بركابهم من العرب والعراقيين وغيرهم وحتى بعض الباحثين العراقيين من ذوي الفكر المشوش بالرغم من ان بعضهم لا غبار على وطنيتهم . ومن غير المعقول ان لا تستاء العناصر الارهابية اذا مــا ذكرنا فضل قوات التحالف على العراق في هذه الفترة الجهنمية . الحقيقة قائمة على ارضنا . ان قوات التحالف شاركت وتشترك حتى الآن بنشاط في دك معاقل الارهاب واكتشاف مستودعات الاسلحة التي تكفي لقتل ليس كل العراق بل وكل العرب . وهذه القوات تساعد نا اليوم في مطاردة فلول قتلة شعبنا ومروعي اطفا لنا والمتسببين في تخريب مد ننا وبيوتنا . على اننا نتطلع الى اكتساب الاستقلال والسيادة الوطنية الكاملة في المستقبل القريب . وعلى السياسيين ان يستفيدوا من تقلبات المصالح التغيرات السياسية .
ان قادة الارهاب على العراق "ينتقدون " ويتكلمون كثيرا عن اخطاء الامريكان هنا وهناك بعد اسقاط نظام الطاغية !!! . وانتقاداتهم تعتبراشياء طبيعية . فلقوات التحالف اخطاء وربما خطايا . ولكن بنفس الوقت ان استعما ل فقط هذه المؤشرات التي يستنكرها العراق فعلا ، في السجال والمبارزة امر مفضوح !! بل وهي لا تؤلف ذرة من خطايا هؤلاء المنتقدين انفسهم اذا مااخذنا اعلانهم حرب الابادة على شعبنا من قبل عصاباتهم التي قامت بقتل ابنائنا على مدى سنوات . اضافة الى صمتهم بل ومشاركتهم في نظام المقابر الجماعية وانتهاك الحرمات ومعاقبة الناس على الظن والشبهة وتخريب العراق اقتصادا واخلاقا ومستقبلا منذ استيلاء حزبهم على السلطة بل ومنذ شباط الاسود . .
وبناء على كل هذا ... فمرحلة البناء الاقتصادي اذا ما بدأت فيجب ان يكون لها تقييم خاص .
انها مرحلة بالنسبة للعراق ليست كالمراحل العادية التي تعني تعاقب الفترات الزمنية . فبما انها مرحلة خصصت لللبناء فانها ستشمل حسب مفهومنا الاقتصادي ليست بناء ما تم تخريبه خلال السنوات الخمس التي اعقبت سقوط النظام الاستبدادي بل كل سني الحكم البعثي ــ الصدامي الذي امعن في تخريب الوطن منذ استلامه السلطة . فليس صدفة ان هد د الطاغية لعدة مرات انه سوف لن يبقى في البلاد حجر على حجر اذا مـا تعرض نظامه الى الهزيمة . اي انه سينتقم من العراق شعبا ودولة وامام كل العالم لقاء نزوة مخجلة لطاغية " عصا بجي " يترأس دولة .
ونود بمناسبة الكلام عن الانحسار النسبي للأرهاب ... التوجه الى اخواننا من المثقفين العراقيين اولا ثم الى المثقفين التقدميين العرب الذين لا يزالون يكررون مفاهيم تزيل المسؤولية من قادة الارهاب وانصار القاعدة . ان ما رأيناه و نراه اليوم من موجة ارها بية وان البلاد تتكبد الضحايا تلو الضحايا كما ونوعا ً كل يوم ما هو الا نتيحة لسياسة فاشية بدأ التظام بتهيأتها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي . وبعبارة اخرى ان تكوين فرق الارهاب لم يبدأ من سقوط النظام بل تمت التهيئة على مدى عشرات السنين . ويبدو من مجريات الاحداث وتعاقب الاجراءات الرسمية ان النظام حدد في وقتها هدفين اساسيين لتهيئة القاعدة الاجرامية للارهاب الذي نراه اليوم . وهما ..
اولا ـــ ً التمويل وثانيا ــ اعداد وتدريب العصابات التي تأخذ على عاتقها فتح الجبهات على الشعب وتنفيذ المذابح في الوقت " اللازم " لكي لا تكون سلطة اخرى بعد سلطته في البلاد . اي تنفيذ تهديداته التي توعد بها الشعب !!!!.
• التمويــل
واود هنا ان اتوجه الى بعض السياسيين واخص بهم اولئك الذين ابهرتهم البدايات المتسارعة للنمو الاقتصادي الذي جرى في البلاد في السبعينات بعد " تأميم التفط " وتأسيس المشاريع الزراعية الكبرى ، لاذكرهم ان انبهارهم ذاك قد بلغ درجة اسطورية بحيث انهم اعتبروا تلك الاجراءات الاقتصادية هي " طلائع النظام الاشتراكي " بقيادة حزب البعث وبأيدي صدام شخصيا الذي وصف بـ ( كاسترو العراق ) ً . وكان اولئك السياسيون يستهزؤون "بعقول " من كانوا يرون الامر بعيون اخرى . الامر وما فيه ان تأميم النفط في الواقع ما هو الا اجراء قد تم بدوافع بعيدة ان تكون وطنية . فحزب البعث لم يكن حزبا وطنيا . بدليل انه اقترف جرائم كبرى ضد الوطن ومن بينها انه قاوم بل وتآمر على القانون النفطي للزعيم الوطني عبد الكريم قاسم واخيرا اغرق جمهورية تموز بالدماء .
وبما ان الطاغية كان يحتاج الى التمويل لتوطيد سلطته وهيمنته على الحلقات المركزية التي تنظم حياة الشعب وكذلك لنواياه الشريرة نجده يحول كافة المليارات الناجمة من تسويق البترول للحسابات الحزبية ولم يفرز منها دولارا واحدا ً لخزينة الدولة . ان اعتماد الخزينة في زمن صدام كان مبنيا بالاساس على جباية الضرائب والرسوم من المواطنين بحيث ازدادت بمقاييس هائلة وكذلك على الواردات الناجمة من التجارة عند ا ستيلاء الدولة على التجارة الخارجية ( الاستيراد والتصدير ) وكذلك على جزء غير قليل من تجارة المفرق ( الاسواق الداخلية ) والتعاونيات الاستهلاكية .اما الانفاق على الحروب المجنونة فكان يقوم على الديون الخارجية ( من دول الخليج وغيرها ) . وفد انكشف حجمها بعد السقوط ولا يزال العراق يعمل من اجل الغائها بمساعدة نادي باريس والمؤسسات الدولية الاخرى .

• تهيئة وتدريب المرتزقة وجيوش العصابات .

عند الوقوف على تهيئة وتدريب العصابات يتبادر الى الذهن هذا السؤال : هل ان الطريقة التي ا ستخدمت من قبل نظام صدام في هذا الامر مأخوذة من طرق نازية ام من غيرها ، ام هي طريقة صدامية تأ ليفا ً وتلحينا ؟؟!!! انها طريقة فيها الكثير من التضليل والذكاء والملعنة بدون شك . لقد بدأ الأمر بتأسيس المشاريع الزراعية الكبرى حول بغداد . وداخل الكثير من المحافظات الجنوبية ذات الكثاقة الفلاحية . واول مشروع كان مشروع ( 7 نيسان ) حيث تم فيه انشاء ( مزارع الرواد ) وكأنها " مزارع جماعية " بينما اريد لها ان تكون ذات مهمات قتالية على غرار ( الـكـبوسات الاسرائيلية ) . وقد انشئت بها ساحات تدريب بالاسلحة الرشاشة واقسام داخلية ومطاعم مجانية . وقد ارسل لها شباب من محتلف المحافظات من ذوي المواصفات الخاصة وقبل كل شيء من اشراار الناس و الفاشلين دراسيا ومن اصحاب الاستعداد على العمل في دوائر الامن والاستماتة من اجل احراز شيء لانفسهم في الحياة خاصة وان السلطة بيد الحزب الذي يخدمونه . وبالاضافة الى هؤلاء ارسل للتدريب والتدريس مع اولئك الطلاب قادة فلاحيون ( من التعاونيات والجمعيات الفلاحية ) من مختلف المناطق ايضا وكان امد كل فترة تدريبية شهر واحد . والكل كانوا يتقاضون منح مالية في نهاية الدورة ثم يجري دسهم في الريف وفي مشاريع زراعية اخرى .
وفي سبيل تسييس الريف بعثيا وظمه الى التنظيم البعثي مع تحريم اشتراك اي فلاح في اي تنظيم اخر غير البعث . وقد انشات وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي مشاريع الدواية والمغيشي في الناصرية وبعد ذلك مشروع الاسحاقي الذي يشمل مناطق شاسعة من تكريت وسامراء وحتى مناطق في اعماق محافظة ديالى وقد جهزهذا المشروع بموظفين زراعيين واداريين و قد اغدقت عليهم الرواتب والمخصصات الوفيرة . ثم وضع على رأسها موظفون من اشرس المجرمين وسقط المجتمع ورواد الحانات وا بناء الشوارع والفاشلون وظيفيا ً . وبواسطة هذه المشاريع ظهرت مجاميع كثيرة من " الـمـدراء العامين الجدد " . وان افواجا غفيرة من الموظفين جرى دفعهم الى دوائر الامن ا و لتنفبذ مهمات خاصة بما في ذلك تعذيب المعتقلين . وعند اسبدالهم بمدراء اخرين يحولون الى جهاز حكومي ــ حزبي له صفة " ادارة عامة " ليكونوا تحت الطلب . .
وليس ميدان الزراعة الوحيد في استخدامه لتكاثر افراد العصابات . فالصناعات على اختلاف فروعها وبالاخص الصناعلت النفطية قرب بغداد والبصرة والحويجة والدورة واليوسفية ومنطقة عرب جبور والمدائن وبيجي ...حيث كانت مسارحا لتبعيث وتدريب الموظفين . ناهيك عن الجيش الشعبي والشرطة والقوات الخاصة ....!!! واذا وقفنا على النقاط الجغرافية الساخنة اليوم فسوف نجد ان تركيزا خاصا كان عليها من قبل النظام .... وبالمناسبة ان تفجيرات العتبات المقدسة في سامراء كانت على يد مرتزقة من طاقم مشروع الاسحاقي ( حسب الاعترافات ) .
وبناء على تطور الاحداث في العراق نرى ان بلادنا تنتظر من مثقفينا في الداخل والخارج الاسهام باقلامهم ولسانهم في كشف حقيقة الارهاب ومنابعه واساليبه . وهم برأينا مدعوون ايضـا ًالى دحض اكاذيب وتخرصات الكذبة من " مفكري " الارهاب ومن المضللين والمشعوذين الذين اصبح منذ زمان شغلهم الشاغل اسناد وتشجيع العمليات الارهابية. وسلاحهم هو توجيه انظار المواطنين البسطاء الى اشياء غير رئيسية في الساحة العراقية وهي ليست سببا رئيسيا في مأساة البلاد . ان المأساة الرئيسية تتمثل بالعصا بات الارهابية التي تفجر المفخخات والاحزمة الناسفة والتي تقتل وتهجر المواطنين من بيوتهم وترهب النساء والطلاب وهم في مدارسهم ، و تقتل النساء حراما وظلما ً وتطارد ابناء الاديان الاخرى وتحرق كنائسهم .
و على اخواننا المثقفين كذلك تعبئة اصدقائهم من المثقفين العرب لصالح الاستقرار في بلادنا عن طريق شرح اسا ليب ازلام النظام وقادة الارهاب الذين يتخذون اوكارا لهم في سوريا ودول مجاورة اخرى مع تنظيم حملة لكشف حقيقة الارهاب الغاشم وخطــر الميليشيات " الاسلاموية " والقوى التي تغذيهما من ايران ودول اقليمية اخرى . واخيــرا ً لدعم جهود العراق المتجهة للبناء والاعمار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وكوريا الجنوبية توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة


.. ماذا يحدث فى سوق الذهب ؟ .. تفاصيل سعر المعدن الأصفر بالسوق




.. عيار 21 الآن..أسعار الذهب اليوم الأربعاء


.. كبار الاقتصاديين الإسرائيليين: نحن نواجه خطرا وجوديا




.. حرب غزة تكلف الاقتصاد الإسرائيلي 16 مليار دولار