الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرح البدائل بدل من النقاش الساخر

إبراهيم الأيوبي

2008 / 1 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إنفراد أمريكيا بسياسة القطب الواحد منذ عشرون عام أدى إلي تشكيل جديد للعالم حسب الرؤيا الإمبريالية الأمريكية , وانهارت وانقسمت عدة دول إلى دويلات كما حدث في جمهوريات الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا , وكذلك ما حدث من حروب دامية غيرت خريطة العالم ، ابتداءاً من مذابح رواندا والحرب على يوغسلافيا واحتلال أفغانستان والعراق وإشعال حروب أهلية كما في السودان والصومال والبلقان وإفريقيا.
مع تراجع تاريخي للقضية الفلسطينية , كلف ذلك الفلسطينيون الغالي والنفيس , ابتداءا من اتفاقيات أوسلو المشئومة , التي أعقبت ثماني سنوات من انتفاضة أثرت على الهيكلية للمجتمع الفلسطيني , ودفع خلالها الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى , مع تجاهل قوى فلسطينية من المشاركة بصنع القرارات المصيرية , وإنفراد قطب سياسي واحد بالتوقيع على هذه الاتفاقيات , وما أعقب تطبيق هذه الاتفاقيات من عراقيل وحيل انطوت علينا ولم يتم الالتزام بتطبيق اتفاقيات أوسلو وتأزم الموقف , وقامت انتفاضة الأقصى التي كان المتوقع أن تستمر فترة قصيرة لتحريك الوضع السياسي الجامد والمنحاز أمريكيا لإسرائيل وخصوصا بعد فشل اجتماعات كامب ديفيد وتحميل الرئيس الراحل أبو عمار مسؤولية فشل المفاوضات من قبل الإدارة الأمريكية , مما أعطى الضوء الأخضر للكيان النازي بقمع الانتفاضة عسكريا بالاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات وتدمير البنية التحتة , ولم تفرق الاغتيالات بين فلسطيني وأخر وسقطت رموز تاريخية فلسطينية وكان على رأس الشهداء الرئيس الشهيد أبو عمار والشهيد الشيخ أحمد ياسين والشهيد أبوعلي مصطفى والشهيد الرنتيسي والشهيد إسماعيل أبو شنب , وغيرهم من الشهداء العظام .
عندما طرح الرئيس بوش الابن رؤيته المشئومة لإقامة دولة فلسطينية بموعد أقصاه 2005 , ومع تعطيل دور الأمم المتحدة وقراراتها وهذا ما إعترف به الرئيس بوش الابن , التي كانت تصاغ بصعوبة من أجل إرضاء الأمريكان حليفة الكيان الصهيوني وحاميها , طبعا لم يتم تحقيق رؤية بوش لأنها من البداية كانت رؤيا تقوم على تقويض الكيان الفلسطيني من خلال بناء الجدار العنصري , ودعم وتوسيع الكيان الصهيوني ببناء مزيد من المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67.
الأن يتم إحياء رؤية بوش من جديد من قبل الإدارة الأمريكية , والتي توجت بمؤتمر أنابوليس , وكانت نفس الأخطاء من الجانب الفلسطيني بتعاطي مع هذه الرؤيا بدون مشاركة المعارضة والانفراد بتمثيل الشعب الفلسطيني , ومن جهة أخرى عدم قبول المعارضة للمشاركة وصلت لحد وصف المشاركين بالمؤتمر بالمفرطين حتى قبل ظهور نتائج المؤتمر , والتي لم نلمس تنازل جوهري من قبل الرئاسة خلال المؤتمر , بل تمسك الرئيس أبو مازن بالثوابت الفلسطينية خلال خطابة وأكد عليها وعلى عدم التنازل.
الخيارات صعبة ونحن نحتاج إلى نقاش حول كيفية التعاطي مع المستجدات على الساحة ولا يكفي النقد الساخر.
الكيان الصهيوني المعارضة والسلطة تلتقيان عند نقطة واحدة وتجتمع معا في مؤتمر هرتسيليا الذي يحدد سياسات الكيان الصهيوني لعشرات الأعوام ويضع الخطط مع اختلاف وتباين المشاركين به .
والفلسطينيين ليس همهم سوى طرح شعارات فارغة المضمون بدون رؤيا محددة وبدون خطة أو عمل آلية للتطبيق , بل ونحارب بعضنا البعض نقتل بعضنا ونحاصر شعبنا ونساوم على بعض حسب ما تمليه علينا الأجندة الخارجية والحزبية الفئوية الضيقة , فمتى سوف نرى الفلسطينيين لهم رؤيا محددة وهدف واضح وقيادة مشتركة تعمل على تطبيقيه بعيدا عن التجاذبات السياسة والأجندة الخارجية , أين دور المثقفين وماذا ينتظرون وهل يكفي النقد الساخر بدل من طرح البدائل .
ودمتم حالمين بغد أفضل














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا