الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد الصحوة...!؟

جهاد نصره

2008 / 1 / 16
كتابات ساخرة


كنا قد كتبنا في حينه عن خطل الخلطات التحالفية السياسية غير المتجانسة والفاقدة للشرعية المنطقية، الأمر الذي يعني حتمية تهافتها، وانهيارها بالترافق مع ارتدادات سلبية عديدة ستؤدي إليه لا محالة..! وهذا ما حدث بالفعل للتحالف الإعلاني الدمشقي الذي شهد فرزاً، وتصدعاً، وانفلاشاً، في اجتماعه الموسَّع الأخير.!
لكن، ما نود الإشارة إليه في هذه العجالة، هو أن تلك الارتدادات كشفت أيضاً عن تهافت الطبقة= النخبة السياسية المعارضة برمّتها مع العلم أن هذه الطبقة كما هو معروف للقاصي والداني ليست أكثر من نخبة معزولة عن الجمهور كلية ولهذه العزلة أسباب موضوعية وذاتية عديدة ليس الآن وقت التطرق إليها.! لقد افتقد سياق الجدل الذي أعقب أزمة إعلان دمشق لمنطق الضرورات التي يمليها الواقع السياسي الراهن محلياً، وإقليميا، ودولياً، لصالح المراوحة في مربعات أيديولوجية أصولية محنَّطة لا تزال تتزايد على يد القابلة الانشقاقية التي تفرِّخ مزيداً من الزعامات لكن من دون أي جديد فكري أو سياسي أو حتى محاكاة لثقافة سياسية اختراقية مبتكرة.! وهكذا يجد المرء السوري ( المهتم ) نفسه من جديد أمام واقع تشابك أيدي الأصوليين كائنة ما كانت مرجعياتهم الفكرية ( ماركسية ناصرية قومية وطنية سوبر...! ) في مقابل الآخرين الذين يجدون في سبيل اكتشاف لغة، ومفاهيم، ومقولات، تنسجم مع العصر ومستجداته.! ومن المعروف للناس أجمعين أن كل شريحة من الأصوليين هؤلاء مستنزف ذاتياً من حيث غرقه واستغراقه بقضية (( الوحدة ))..!؟ فالقوميين وهم عشاق محبطون للوحدة العربية التي آلت إلى مجَّرد سراب منذ ما بعد الاستقلالات العربية الاثنتين وعشرين لا زالوا يئنون في داخل هذا المربع من دون أي علاج..! وشريحة الشيوعيين تلوك في مربعها الوحدوي الخاص مسألة وحدة الشيوعيين السوريين منذ ثلاثة عقود بلا كلل، ولا جلل، ولا حبل..!؟ والكورد المستلحقين بهاتيك الإعلانات و التجمعات لم يعد أحد يعرف عدد تنظيماتهم الحزبية ناهيك عن تنويعاتهم وتكويعاتهم السياسية..! وهكذا بالنسبة للآخرين فالكل يتمسرح أمام جمهور متفرج وغير معني بتاتاً بتلك الاستغراقات والاستشراقات الوحدوية..!
لقد قلنا أثر ما حدث ليلة الخلع أننا ومن كل بد وبديدة سنشهد مجالس صحوة جديدة بهذه الصورة أو تلك أو بهذا الشكل أم ذاك وهذا ما يسعى إليه البعض من الذين باتوا لا إعلانيين وهو سعي محق و متوقع وطبيعي و لا بد منه للضعفاء النخبويين أينما كانوا بما يعني هذا الضعف من افتقاد القاعدة الشعبية أو حتى التواصل الحقيقي مع الجمهور حيث لا يبقى للضعفاء محدودي التأثير في الرأي العام سوى ترجمة هذا الضعف الموضوعي والذاتي باصطفافات و( لمّات ) جديدة يتم من خلالها تشابك الأيدي والألسن كيفما كان وحيثما تسمح الظروف وربما الأمزجة الشخصية.!؟
لكن، يبقى مقتل هذه ( الطبقة= النخبة ) السياسية يتمثل في فضاء اللغة غير الجدلية التي سادت في أوساط الإعلانيين و كذلك غيرهم من المثقفين والمهتمين بالشأن العام وذلك ظهر بوضوح بعد انفلاش عقد المجلس وهي حالة عبَّرت بدورها عن واقع حال رث بما يعني ذلك من انعدام أية إنتاجية ثقافية وسياسية للجدل الذي أعقب الحدث.!
وبما يعني أيضاً تبيان توقع افتقاد الصحويين الجدد المحتملين لأية فعالية خارج دائرتهم الضيقة التي لا تثمن ولا تغني عن جوع من جهة وافتقاد الباقين من المفكرين والمعنيين بالحدث وبالشأن العام من المنخرطين في هذا الجدل لكل مصداقية صحوية تتطلبها الرغبة في المساهمة التشاركية الحيادية التي تثري مسار التفاعلات وترتقي به بيانياً لا أن تنحاز إلى هذه ( الميلة ) أو تلك..!
إنه اليأس بعينه هذا ما آلت إليه متعلقات ما تلا الخلع فالنخبة بدت متخمة بالأمراض وهي أمراض مستعصية كما بينت السنوات الخمس المنصرمة وقد لا يكون من التعسف القول: لم نرتق بعد ( جميعا ) إلى مستوى ما نطرحه من شعارات تترجم طموحاتنا الشرعية.. ولمَ لا فالإناء ينضح بما فيه...!؟

15/ 1 /0000










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_