الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزي يا نواعم

باسنت موسى

2008 / 1 / 17
الصحافة والاعلام


هزي يانواعم هو عنوان برنامج مسابقات أسبوعي يقدم على شاشة الفضائية اللبنانية برعاية المخرج الشهير "سيمون أسمر" إلى هنا وليس لدي انتباه مختلف يجعلني أندهش ومن ثم أسأل. فالفضائية اللبنانية وذلك المخرج شهيرين بتقديم برامج المسابقات الهادفة لانتقاء أفضل المواهب في كافة أنواع الفنون، لكن الجديد تلك المرة أن ذلك البرنامج "هزي يانواعم" يقدم متسابقات في مجال الرقص الشرقي، وهناك لجنة تحكيم لتقييم المتسابقات مكونة من الراقصة المصرية الشهيرة نجوى فؤاد، إضافة لمدربين ومصممي رقصات آخرين. حقيقة لم أتعمد متابعة البرنامج ولكن الصدفة وحدها هي التي جمعتني بأولى حلقاتي في المشاهدة ولا أخفي أنني في البداية انزعجت جداً من فكرة البرنامج واعتبرت أنها تحمل قدر كبير من الإساءة للمرأة حيث أن الرقص الشرقي دوماً ما ارتبط في مخيلتي ومخيلة كثيرين من أبناء جيلي الذي ترعرع مع بزوغ المد الديني في مصر على أنه نوع من العار والسوء، وأن الفتاة التي تقوم ولو في الحفلات العائلية بتحريك خصرها برقص شرقي إنما هي حتماً لا تعرف كيف تجعل سلوكها مهذب ليحترمها من حولها من أفراد.

ظللت على حالة الرفض تلك حلقتين لكنني وعلى الرغم من شعوري الداخلي بالرفض إلا أنني تابعت الحلقات بتربص واضح أمام شاشة الفضائية اللبنانية بل أنني أصبحت أتربص أمام تلك الشاشة حتى قبل بدء وقت البرنامج لربما يقدموا ميعاده وتفوتني الحلقة ولا أعرف لماذا أصبحت الفتيات بملابس الرقص الزاهية الألوان وحركاتهم التي يتدربون على آدائها لساعات طويلة وفق ما أعلن البرنامج تثير إعجابي بل تدخل في نفسي نوع غريب من البهجة، كما أن تعليقات المقيمين من أعضاء لجنة التحكيم والرجل المتميز سيمون أسمر جعلتني أفهم جملة من الأشياء وهي:

** الرقص هو محاكاة الجسد للموسيقى وتفاعله مع الأنغام، وبالتالي لا توجد محاكاة راقية وأخرى متدنية، كلها أشكال من المحاكاة. لذلك لا يمكننا القول أن الرقصات الغربية كالتانجو والباليه مثلاً أكثر قيمة ورقي من الرقص الشرقي.

** الرقص الشرقي هو نابع من الفلكور المصري بالأساس، وفقدان الاحترام له يعني أننا لا نقدر الكثير من معالم ماضينا.

** في الماضي ظهرت أسماء لراقصات مصريات نالوا احترامنا كتحية كاريوكا وسامية جمال وكثيرات أخريات، وذلك لأن الرقص الشرقي كان يعتبر فن من الفنون الراقصة التي تتعب الفتاة من أجل احترافها، أما اليوم ولنظرتنا المحتقرة لهذا الفلكور المصري أصبح مجال الرقص الشرقي مكان طيب لبائعات الهوى وحركاتهم المبتذلة البعيدة كل البعد عن فن الرقص الشرقي السليم، كما أن إهمال هذا الفن المصري -إن جاز لنا التعبير- جعل الفتيات الراقصات لا يعتمدن في رقصهن على تدريبات مصممي الرقصات، وبالتالي أصبحت كل راقصة تعتمد حركات عشوائية من رأسها هي وليس من تاريخ الفن الذي تؤديه.

** ما زالت مقاييس إطلاق صفة شريفة ومحترمة على المرأة بسلوكيات تبعد كل البعد عن تلك المفاهيم، سلوكيات تحصر المعاني العميقة تلك في مظاهر سطحية جداً قد تؤديها أي امرأة بأداء تمثيلي مزيف ونسعد بها دون أن نشعر بالخداع مع أنه يكون واضح في كثير من الأحيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح