الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجندة غزة وشطب الذاكرة - 9

غريب عسقلاني

2008 / 1 / 17
القضية الفلسطينية


يحدث الآن في غزة –3-

1- متى يعود الشهداء

على العادة اليومية في غزة يحدث القصف والقصف المضاد, يحتدم الاشتباك, ويسقط الشهداء. وفي قصف ما أو اشتباك ما سقط شهيد ينتمي للوطن وحركة فتح, وسقط شهيدان ينتميان للوطن وحركة الجهاد الإسلامي..
وفي عرس شهيد حركة فتح" المسارعي" ألقيت متفجرة على المشيعين, أخذت ثلاثة أُضيفوا إلى قافلة الشهداء, وهذا أقل حقهم, وجُرح عشرات أُضيفوا إلى جرحى المقاومة الباسلة وهذا أقل حقهم أيضا..
هذا ما كان من أمر مشهد الدم..
أما في المشهد الإعلامي فسار الأمر في سياق آخر, فقد عرض تلفزيون فلسطين من رام الله صور حية من مكان الحدث, ووجه التهم لحركة حماس, وعرض تلفزيون الأقصى لقاءات مع مواطنين ومسئولين تمحورت حول إدانة حركة فتح, وأعقب ذلك توقيف قيادي بارز في حركة فتح, واعتبار تصريحاته مثيرة للفتنة حسب تصريحات ناطق إعلامي من حركة حماس..
الغريب في الأمر أن الطرفين نسوا أو تناسوا ما قد يفعله العدو الجاثم على صدور الجميع, وكأن العدو استغنى عن الطابور الخامس لعدم الحاجة إليه.
والغريب في الأمر أيضاً, أن غزة كل غزة تعرف وترى وتسمع بعيدا عن وسائل الإعلام ما يجري على الأرض.
فهل يدرك الإعلاميون أن ليس كل الناس فتح, وليس كل الناس حماس, وأن كل الناس في زمن الحصار لم يفقدوا حواسهم ولم يغادروا غزة بعد..
فما رأيكم دام فضلكم في المطالبة بطواقم إغاثة إعلامية, ولتكن عربية وإقليمية, و حتى لا يساء الفهم, تشارك فيها مصر وسوريا والأردن من جهة, وإيران وسوريا وقطر من جهة ثانية, وحتى تعمل هذه الطواقم بكفاءة عالية تكون تحت إشراف جامعة الدول العربية..
عفوا: قررت سحب الاقتراح حتى لا يفسره البعض تدخلا في القرار الفلسطيني المستقل..
--------------------
--------------------
2- حقوق
داخل القاعة:
يعرض مركز إعلام المرأة مشكوراً سلسلة من الأفلام لمخرجات يتعرضن فيها للعنف الذي تتعرض له المرأة في دول العلم الثالث, واللافت أن معظم الحضور من الرجال الذين يناصرون قضايا المرأة..
في الأفلام تنتصر المرأة أو الفكرة, وتكسب المخرجات الجولة, وتكسب السينما الهادفة انجازات جديدة..
وخارج القاعة
سألتُ صديقاً لا يتأخر عن عرض:
- لماذا لا يعرض المركز أفلاما عن العنف الذي يتعرض له الرجال والأطفال والشيوخ؟
ضحكَ صديقي من سذاجتي:
- ألم تصدق بعد أننا انتقلنا للعالم الرابع؟
وقبل أن أسأله كيف ومتى حدث ذلك, اختفى في العتمة..
----------------
----------------
3- حوار
غزة يصحو وتنام على أسئلة تفقس من بيض الفجيعة:
- إلى متى سيمتد بؤس الحال!؟
- ومتى يبدأ الحوار!؟
- وعلى ماذا سيدور الحوار!؟
يدرك الناس أن الحوار أشبه ما يكون بخصام أبناء رجل أفلس قبل أن يموت, وأوهم أولاده أنه ترك ثروة طائلة, وعندما يدرك الأولاد الحقيقة تكون الأضغان قد ذهبت بعافيتهم, ولم يعد في صدورهم مساحة للتسامح.. فيعيشون غياب المعاني وذهول الفجيعة..
فما معنى المؤسسة الأمنية في بلد مستباح؟
وما معنى الأمن والأمان في ظل الاحتلال؟
وما معنى فلسطينية القرار والأقدام انبرت لكثرة ما تسولت عطف العواصم.
وما معنى الوفاء والحياء والعفاف في حارات الفضيحة؟
لكن غزة الطيبة ما زالت تنام وتصحو على ذات السؤال..
متى يبدأ الحوار؟
وهل يصلح الحوار ما أفسده العطار
-----------------
-----------------
4- أُضحية العيدرغم عسر الوقت, وشح الدخل, ضحى هذا العيد, وأسند توزيع الحصص لأولاده كالعادة, فلم يتبق من لحم الأضحية لمن هم أبعد من داره..
دُهش.. فالعيد هو العيد, الأضحية هي الأضحية.. فهل انخسفت البركة!؟
راجع الأمر فاكتشف أن الأولاد قد أخذوا حصصا مضاعفة, وقبل أن يسأل أو يعاتب, تنمروا في وجهه:
- لم يدخل اللحم بيوتنا منذ العيد الفائت, والأقربون أولى بالمعروف.
أسقط في يده, وتضرع للواحد القهار أن يصلح ذات البين ويصير الحوار حتى يدخل اللحم كل دار..
----------------
----------------
5- العيد في غزة

أول أيام العيد, ودعت غزة ثلة عزيزة من الشهداء..
وثاني أيام العيد ودعت ثلة ثانية..
وثالث أيام العيد حدث كذلك.
ودعت غزة فرحة العيد, وانشغلت كعادتها بوداع الأحبة, ورجع الناس إلى عاداتهم الأولى, يفتتحون يومهم بالسؤال:
- هل من شهداء؟
وينتهي النهار بالسؤال:
- كم بلغ عدد الشهداء؟
في العيد تبادل الناس التحيات, ولسان حالهم يلهج بالدعاء/الأمنية " أعاده الله علينا والأمة العربية والإسلامية باليمن والبركات.. والشهداء أيضا.."
هكذا هي غزة:
تجترح الزغاريد كما تجترح النواح!!
هل تسمرت القسمات عند لحظة فارقة بين الابتسام والعبوس؟
لكن غزة المكلومة/المثكولة تعض على النواجذ.. تتباهى بالألم.. وتعيش المفارقة..
من في البلاد والعباد مثل غزة فقرا وخوفا وحاجة؟
من في البلاد والعباد مثلها يصمد عاريا في وجه الحصار؟
ومن مثلها يأوي في حضنه الأخوة/الأعداء, ويخرج خلفهم عندما يذهبون شهداء/ أحياء عند ربهم يرزقون؟
وغزة من دون البلاد ومن دون العباد, عندما يرخي الليل سدوله, ويلف السكون الموجودات, تكشف صدرها وتتضرع للواحد القهار:
اللهم خلصني من بلائي في أبنائي..
اللهم اجعلني أحيا العيد بدون وداع من أحب..
اللهم عوضني بتوأمين شقيقين, وخلصني من توائم الحقد والدم..
رحماك يا رب البلاد والعباد
رحماك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر