الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الأستاذ مازن كم الماز- من أجل استنهاض جديد لقوميات المنطقة من الأسفل،من تحت

عمار ديوب

2008 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الأستاذ مازن كم الماز مقالاً ممتازاً عن مستقبل قوميات المنطقة بعنوان"من أجل شرق أوسط جديد..في سبيل إعادة بناء الشرق الأوسط من الأسفل، من تحت"نشر في موقع الحوار المتمدن وأجراس العودة وغيرهما.ودعا فيه إلى الحوار. ووجدت من الضرورة أن أداخل في الموضوع فكان هذا النص.
بدايةً نؤكد: أن القضايا التي لا تحلّ في تاريخ الشعوب تشكل إعاقة في تطورها ، وبحلّها يبدأ التاريخ بالحراك والتطور،والذي يعني خطوات إلى الأمام وقد يعني خطوات إلى الوراء ، إلا أنّه بحلّ قضاياه الأساسية يتقدم بالضرورة إلى الأمام.
مفهوم الشرق الأوسط الجديد طُرح بالضد من المشروع القوي العربي أو الشيوعي العربي.وقد يكون كمصطلح فقط قديم، ولكن السياق المطروح فيه- في العقد الأخير- هو سياق المشروع الأمريكي الذي يرغب بإعادة تكوين المنطقة وفق رؤيته لمستقبله،أي وفقاً لحاجاته وحاجات إسرائيل.
ونضيف أن هذا الطرح ليس من أجل تفكيك المنطقة العربية الذي أرسى أسسه الاستعمار مع سايكس بيكو ووعد بلفور وتكريس التجزئة وتغييب الثورة الصناعية أو الوحدة العربية بل من أجل تفكيك الدولة الممسوخة-الدولة القطرية التي خلقها الاستعمار ذاته-. واستبدال هذه الدولة والمشروع القومي بمشاريع أمريكية تُحدّد المنطقة: بأنها منطقة أديان وطوائف وإثنيات وعشائر ومناطق. وقد وقع الأستاذ مازن كم الماز في هذا الالتباس حين اعتبر شعوب المنطقة(نحن الجماهير من كل القوميات والطوائف والأعراق والأديان).
ولكن حسه النقدي وموقفه الإيديولوجي الذي أتفق فيه معه وانحيازه إلى الفقراء دفعه لتحديد الشرق الأوسط من أسفل ، من تحت. الخطأ الذي نعتقده في هذا المنطق هو إيراده بعض المصطلحات بشكل متناقض وتأثراً بالايدولوجيا السائدة التي تعرّف شعوبنا كما أشرنا . وبالتالي ما الفرق بين القوميات والطوائف والأديان وما المشروع المشترك بين الطوائف والأديان والقوميات .ثم أليست والأديان تنتمي لأمم تاريخية وأن الأديان والطوائف جزء من تاريخ الأمم.وأن المشروع القومي هو مشروع حديث بينما الطوائف هي جزء من مشروع الأمة قديماً، ويتجدد بالضد من تقدم الأمة وكنظام سياسي يخدم مصالح البرجوازيات العربية ولصالح الامبرياليات العالمية التي تستدعيه،مثال لبنان والعراق شاهد حي. وبالتالي إما أن نطرح مشروعاً قومياً يتجاوز مشروع الأديان والطوائف ويفصل الدولة والسياسة عن الدين والطوائف واعتبار الأخيرة حقوقاً شخصيةً وعامةً للمجتمع في ممارسة شعائره ومن واجبنا كقوى علمانية حديثة الدفاع عنها وتنظيمها في دساتير وقوانين.وإما أن تنظّم الدولة وفقها كما يجري في لبنان والعراق ومناطق أخرى وبطريقة مسوخية"محاصصة طائفية"وتسمى"ديموقراطية توافقية" ولا تؤدي إلّا إلى هيمنة المشروع الأمريكي. وإذا اتفقنا على رفض المآل الأخير لهذا الطرح ، فإن تضمين المقال الهام هذه المصطلحات يكون أمراً خاطئاً ولا ينسجم مع الكلام عن شعوب وجماهير وطبقات ،الواردة في نفس المقال.
وجه آخر يحتمل الخطأ في هذا الفهم .حيث أن الانطلاق من تعريف الشعب بهذه المصطلحات يستدعي تفعيلها عبر "الهيكلية الفكرية والعملياتية" وأن نضع لها برنامجاً سياسياً متكاملاً نرتقي نحن به، معها. فهل يمكننا تفعيل الطوائف والأديان. وإن فعلّناها أين يصبح مشروعنا الجماهيري؟! . بمعنى آخر "الحركات الاحتجاجية –الاجتماعية والسياسية والقومية-" لا يمكن أن تكون فاعلة إذا اعتمدت على رؤية ذات طبيعة طائفية أو دينية أو إثنية وستخدم المشروع البرجوازي والامبريالي.وبالتالي وفقط عبر تمثّل قيم الحداثة والمحددة في العلمانية والديمقراطية المواطنية والاشتراكية وفصل السلطات والدستور المدني وغير ذلك وتبني برنامج اقتصادي ينصف الطبقات الفقيرة يمكن للاحتجاجات أفق حداثي. وباستحضار هذه القيم والبرامج في عمل الحركات المشار إليها أعلاه يتغيّر وعي الشعب نحو ذاته، فلا يعود يعرّف ذاته طائفياً أو دينياً وإنما قومياً وإشتراكياً وعلمانياً ومواطنياً .وعندها ربما بالفعل نتجاوز أخطاء المشروع القومي وعلاقته مع الدين أو الطوائف أو العشائر؛ الكثيرة الالتباس. وكذلك المشروع الشيوعي الرسمي و أخطائه الفادحة بنفس القضايا وبقضايا تخص المسألة القومية وغيرها وهنا يمكن الاعتماد على نفس المشروع لبناء تاريخ آخر غير رمسي وهو موجود ومغيب ومنصف للقضايا القومية.وهذا ما يؤدي برأينا إلى تحقيق التطور والتراكم وبما يخدم الطبقات الأكثر فقراً من مختلف قوميات المنطقة.
أراد الأستاذ مازن تفادي الكلام عن مشروع نهضوي عربي كي يؤَالف بين شعوب المنطقة فأظهر نقداً إنسانياً تأملياً ضد العداوات بين القوميات والتي دون أدنى شك كرستّها أنظمة البرجوازية العربية على اختلاف تنويعاتها وتتحمل كذلك الرؤية الشيوعية قسطاً من المسئولية بتبنيها الاشتراكية دون القومية وهي رؤية ستالينية تختلف عن الرؤية الصينية أو الفيتنامية مثلاً والتاريخ غير الرسمي لهذه الرؤية السائدة .فتكلم عن "حركة شعبية واسعة تتجاوز كل الحدود والعداوات القومية والطائفية والإثنية والعرقية". ولكن السؤال البسيط لماذا يعرّف الكردي نفسه بأنه ينتمي لأمة كردية والعربي بأنه ينتمي لأمة عربية ويقول أصحاب الإثنيات أن لهم حقوقاً في المواطنة . أليس لأن لهم قضايا خاصة تميّزهم عن القوميات الأخرى.
من جهتي وتأملياً أرغب بالحركة التي يتكلم عنها السيد مازن ولكن حاجات الواقع العربي تعاكس رغبتي تلك ورغبته أيضاً.حيث أن الأمم التي لم تتوحد بعد لا يمكن أن تتجاوز قضية وحدتها إن لم تحققها ولذلك تطرح مشروعها القومي كجزء من مشروعها النهضوي العام. ونذكّر هنا أن الشيوعيين حصدوا نتائج أعمالهم جيداً وخاصةً بخصوص مسألتي القومية والدين. والآن نجد أن النزوع الشوفيني عند الأكراد والعرب أكثر من واضح. وبالتالي لا بد من التأكيد على أن شعوب المنطقة وطبقاتها الأفقر يجب أن تمتلك بالإضافة لبرامج اقتصادية وفكرية وسياسية برنامج قومي يحل مشكلة تكوين الدولة الأمة، والتي هي ضرورة كذلك من أجل النصر في المعركة التي ما ينفك يشنها المشروع الأمريكي والصهيوني ضد قوميات المنطقة .وبتحقق تلك الدولة أو الدول يستوى العرب والأكراد مع الفرس والأتراك .
أتفق مع السيد مازن على أن هذه الحركات لن تتحقق مشاريعها في إطار " إستراتيجية التأسيس للقرن الأمريكي" ولا في ظل أنظمة البرجوازية العربية التابعة ولا في إطار الأصوليات الدينية السياسية (الجهادية و"الوطنية") التي تهدد مجتمعاتنا بالتذرر.وباعتبار الأمر كذلك ،فإن هذا البرنامج المراد لتاريخ جديد يجب أن يكون برنامج نهضوي لكافة قوميات المنطقة وأقلياتها القومية وعبر نقد جاد لمسألة الطائفية أو للأديان ذاتها مترافقاً مع رؤية فلسفية وبرامج متعددة المستويات تعالج مشكلات الأمة. النقد الأخير نقد منهجي فكري دون أي تجريح لمشاعر الناس.وبما يخدمها.
لذلك نحن بحاجة إلى حراك سياسي واجتماعي وفكري وبيئي وهذا ما أتفق فيه مع مازن ولكن بما ينسجم مع مشروع الحداثة الذي هو هو مشروع نهضوي والعكس صحيح. وبما يضمن تقدم مشروع الطبقات الفقيرة وتحالفاتها من الطبقات الأخرى. وبتقدم هذا المشروع تتقدم الأمة.
مشروع الشرق الأوسط المطروح أمريكياً يتضمن إسرائيل كجزء عضوي فيه وكقوة إقليمية مقررة لمستقبله كذلك.وباعتبارنا مع" إلغاء كل أشكال الاستبداد والاستغلال والاضطهاد والعنصرية" لا بد أن نرفض هذا المشروع وأن نحدّد موقفاً من المشروع الصهيوني في فلسطين.ولا يكفي الإشادة بموقف"الناشطين الإسرائيليين..ضد الجدار العازل" بل لا بد من طرح إعادة المسألة الفلسطينية برمتها وتأسيس حل عادل للشعب الفلسطيني،يتضمن بناء دولة ديموقراطية علمانية في كل فلسطين بعيداً عن خيار الدولتين المفلس واقعياً بعد إتفاقيات أوسلو وما وصلت إليه أحوال الشعب الفلسطيني.وبالتالي الدولة المشار إليها هي للفلسطينيين واليهود من غير الصهاينة، وهذه لا تبنى بخدش "جدار الفصل" وعلى أهمية ذلك ، بل بتبني موقف جذري ضد الدولة الصهيونية ،خالقة مشكلات الشعب الفلسطيني في كل مكان،وضد اتفاقيات أوسلو المدمرة لمستقبل هذا الشعب.
أخيراً ، لا يمكن للمنطقة بقومياتها المتعددة والمستندة إلى أمم تاريخية ضاربة في القدم أن تنهض من جديد إن لم تعترف ببعضها بشكل ديموقراطي وأن تتبنى مشروع الحداثة العلمانية وأن تفصل بين الدين والدولة والسياسة وترفض المشاريع الطائفية أو والإثنية التفتيتية وإعطائها حقوقها المواطنية وإحترام اختلافاتها.وهذا لن يتحقق إلا بخوض الصراع ضد قوى الآمر الواقع،أي ضد المشروع الأمريكي والصهيوني والأنظمة العربية التابعة والأصوليات الطائفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة