الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام المصري وسياسة ذات الوجهين

سليم نجيب

2008 / 1 / 18
حقوق الانسان


إحتفل معظم رموز النظام مع الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد وتبادل الجميع الكلمات المناسبة للعيد مع تبادل القبل والأحضان كالمعتاد.

وفي يوم 8 يناير 2008 -أي بعد أربعة وعشرين ساعة من إحتفالات العيد وصل إلى علمنا بأن دير أبو فانا بملوي بمحافظة المنيا قد تعرض لهجوم همجي غوغائي أسفر عن هدم ثمانية قلالي للرهبان وإطلاق عدة أعيرة نارية وإحراق الكتب المقدسة وتدمير أيقونات كنسية وأصيب البعض من الرهبان في هذا الاعتداء الوحشي البربري التعصبي. هل هذه هي هدية عيد الميلاد المجيد؟ والغريب أن هذا الاعتداء الوحشي يتم نهاراً جهاراً من هؤلاء البلطجية تحت سمع وبصر وحماية رجال الأمن.

إن هذا الدير الأثري لم يتم حتى الآن إقامة سور له يحميه والمسئول عن تعطيل بناء سور الدير هو السيد / محمد البكري رئيس هيئة المساحة ويرفض المسئولون إدخال الكهرباء للدير ويقولون أن الكهرباء للجبانة فقط وليست للدير.

وللعلم فهذه الهجمة الغوغائية ليست الأولى من نوعها فقد سبق لهذا الدير أن تعرض في 19 مارس 2006 للهجوم وكأن هذا الدير الأثري هو هدف حربي يلزمه غزوة حربية ويريدون الاستيلاء عليه.

إن مثل هذه الجرائم وجرائم الاعتداء على الكنائس والمحلات التجارية المملوكة للأقباط وخطف البنات القصر و.. و.. الخ الخ. كل هذه الجرائم تتم في وضح النهار تحت سمع وبصر بل وحماية رجال الأمن ومباحث أمن الدولة. إن كل هذه الجرائم إتخذت شكلاً وبائيا تخطيطياً الهدف منها إرعاب وإرهاب وتحطيم الأقباط معنوياً ومادياً وبعد كل هذه الجرائم يحضرون للتهنئة ويحضرون المآدب الرمضانية وتزداد حرارة القبل والأحضان و.. الخ الخ.. هذ قمة النفاق وإتباع سياسة ذات الوجهين والبركة في ثقافة كراهية الاخر أنه لا يمر أسبوع واحد دون أن نسمع عن جريمة خطف بنات قبطيات قصر أو إعتداء على كنيسة مثل كنيسة إسنا الأخيرة ومشاجرات تنال من الشباب القبطي و.. و...


للأسف الشديد لقد تجاهل الاعلام المصري تجاهلاً تاماً هذا الموضوع الخطير. أين تفعيل مواطنة القبطي ومساواته بالمواطن المسلم. لماذا هذا الصمت المطبق؟؟ لماذا لا يقوم صحفي شريف باجراء تحقيقات صحفية محايدة عما يجري من جرائم ضد الأقباط؟؟ لماذا لا تقدم الدولة هؤلاء المجرمون المعتدون أمام القضاء؟ أم أن كل المعتدين مختلين عقلياً ونحن الأقباط منحوسين نقع دائماً مع مختلين عقلاً شفاهم الله. أو غير مختلين عقليا فالمجالس العرفية والمصاطب جاهزة. هل مصر دولة محكومة بالقانون؟ هل هناك سيادة للقانون؟ أم أن القانون في أجازة كما قالها الوزير سعد زايد بعد إنقلاب العسكر 1952.

هل هناك رئيس مسئول يحكم مصر؟ أم هو -أعانه الله- مشغول جداً ووقته ثمين لاجراء مباحثات الصلح بين الفلسطينيين فيما بينهم وحماس وإسرائيل وفتح ولبنان والسودان وسوريا وإيران ولا يعلم عن مشاكل وطنه الأم شيئاً بل يتجاهل الأمور عن عمد.

هل هو رئيس مصر أم رئيس دولي لمفاوضات ومحادثات هؤلاء المتنازعين المذكورين؟؟

نقولها بكل صراحة أن الرئيس مبارك هو المسئول الأول والأخير لما يلاقيه الأقباط من ظلم وإضطهاد وتمييز وتهميش. فمنذ ثورة العسكر عام 1952 "الرئيس يملك كل السلطات فهو الدستور والقانون و"توجيهات الرئيس" تصير قانوناً نافذاً بالنفاذ الفوري المستعجل وليس تطبيقا للدستور.

لدينا في دستورنا نصوصاً عن "المواطنة" (مادة أولى) وعن المساواة وحرية العقيدة ومباشرة الشعائر الدينية (المادتين 40 و 46) ومع ذلك هذه النصوص هي حبر على ورق.

العبرة إذن بالايمان في التطبيق العملي وإعمال مبدأ المواطنة لقد وضحت نية النظام وعلى رأسه الرئيس مبارك فمنذ أن إعتلى كرسي الرئاسة عام 1981 وهو يرفض رفضاً باتاً إعطاء حقوق الأقباط المسلوبة المنتهكة ولو كانت فعلاً نيته جادة وإيجابية وصريحة لحل قضية الأقباط لاستطاع سيادته إصدار توجيهاته لحل مشاك الأقباط.


هل ننسى تصريحات الدكتور أسامة الباز -المستشار السياسي لرئيس الجمهورية- حينما صرح الأسبوع الماضي: "لا نستطيع أن نحل قضية الأقباط الآن لأنها قد تخدش المسلمين فهذا يحتاج لوقت".

وقبل ذلك قيل عن شروع في بناء بعض الكنائس- "إن رفع الصليب فوق الكنائس يخدش أحاسيس ومشاعر المسلمين. وكأن الكنيسة أصبحت عورة. فكما ترون أن رياح التعصب تسود فيها ثقافة الكراهية وعدم قبول الآخر وتكفير المسيحيين ليلاً ونهاراً في المدارس والمعاهد التعليمية والمساجد وصولاً إلى أعلى مستويات الدولة. هذا المناخ العام المسموم هو واقع معاش مؤلم يعيشه الأقباط يوميا.

إن الجو التعصبي بدأ خصوصاً منذ عهد السادات وإزداد في عهد مبارك المبارك وبعد ذلك يتحدثون عن النسيج الواحد وإخوة في الوطن وعنصري الأمة والحقيقة. إن هذا هو أسلوب التقية وسياسة ذات الوجهين.

منذ سبعينيات القرن الماضي والهيئات القبطية في المهجر حاولت مراراً وتكراراً رفع مظالم وإضطهادات الأقباط التي قام بها السادات ومن بعده مبارك وكانت آذانهم صماء ويزعمون أن الأقباط يعيشون أزهى العصور إلى أخر هذا الكلام الفارغ ويستمرون في إنكار أن للأقباط مشاكل ولا يعترفون صراحة بها ويقدمون الحلول المناسبة ولذلك أصبحنا مؤمنين بأن القضية القبطية ليست في حاجة إلى حوارات ومؤتمرات. كفى تضليل وتمييع قضية الأقباط بلا إتخاذ خطوات إيجابية. وهذا ما قرره المؤتمر القبطي الدولي الذي أقيم في مدينة مونتريال من 7-9 أبريل 2006.

بناء عليه فان الهيئة القبطية الكندية لم ولن تقبل السكوت على كل هذه الجرائم والاضطهادات المذكورة بعاليه والتي تتنافى مع كل المواثيق الدولية لحقوق الانسان ولسوف تصعد حملتها إلى أعلى الأصعدة الدولية والمنظمات الدولية والاعلام الدولي ونحن واثقون أنه لن يضيع حق وراءه مطالب وأن الغالبية العظمى من المؤمنين بحقوق الانسان لهم ضمير حي ولن يرضوا السكوت على هذه الجرائم التي تؤثمها المواثيق الدولية لحقوق الانسان.

ونحن -كمسيحيين- سلاحنا ليس مثل الآخرين قطع الرقاب وسفك الدماء، إنما سلاحنا هو القلم والكلمة والقانون ورفع صوتنا بالطرق المتحضرة السلمية القانونية وإيماننا بالله قوي وثقتنا في عدله لا تخزى. لأنه جاء في كتابنا المقدس

"لا تخف بل تكلم.. ولا تسكت لأني معك" (أعمال18: 9، 10)
الله معنا لا تخافوهم (عدد14: 9)
"ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضا الدهر" (مت28: 20)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع


.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس




.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم


.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن




.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات