الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الخلاق والقيادة الخلاقة يخلقان حزبا خلاقا وشعبا خلاقا

عبد العالي الحراك

2008 / 1 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الماركسية فكر خلاق لانه فكراجتماعي انساني علمي , يفسر الحياة والتاريخ بشكل جدلي , ويعمل على تغييرهما نحو الافضل , من خلال تنظيم الفقراء في حزب ثوري تقع على عاتقه مهمة التغيير . فكانت شخصية لينين الخلاقه وبناء الحزب الشيوعي البلشفي على اسس الماركسية قد انتجت ثورة اشتراكية خلاقة , بحيث اصبحت افكاره اساسا في مسيرة الاحزاب الشيوعية في العالم , من اجل انجاح الثورات الاشتراكية وثورات التحررالوطني في عموم العالم . شخصية ماوتسي تونغ ايضا شخصية خلاقة , استطاعت ان تبني حزبا شيوعيا صينيا قويا , قاد الشعب الصيني نحو ثورة تحررية اشتراكية , على اسس الماركسية اللينينية بتحالف الفلاحين والعمال , واصبحت افكاره اساسا في نجاح الثورات في بلدان الهند الصينية المشابهة لواقع الصين , من خلال استخدام طريقة الحرب الشعبية طويلة الامد , لمقاومة الامبريالية العالمية في حينه. وكذلك فيدل كاسترو بالتعاون مع تشي كيفارا اللذين اسسا الحزب الشيوعي الكوبي من خلال الحرب الشعبية وحرب العصابات , وان طريقهما معروف في النضال لمقاومة امريكا الامبريالية وانجاح ثورات التحرر الوطني في العالم , بحيث صار كيفارا رمزا للنضال والتضحية في سبيل الاهداف السامية. اذن النظرية موجودة , والفكر الخلاق موجود , والحاجة فقط الى قيادات خلاقة , ليست تقليدية ولا اجترارية , تستوعب جيدا النظرية والواقع المحلي وتنظم الشعب . عندما كانت الثورات الاشتراكية وثورات التحرر الوطني زاهية في العالم , كانت الشعوب تعيش في امل وتفائل , والانتصارات تتحقق من بقعة الى بقعة على امتداد العالم . ولكن بعد سقوط الاتحاد السوفييتي و التجارب الاشتراكية جميعا , وتوقف حركات التحرر الوطني عن اتمام مهماتها الوطنية كما يحصل الآن للثورة الفلسطينية . انكفأت جميع الاحزاب الشيوعية على نفسها وتحول معظمها الى احزاب اصلاحية , متخلية عن الفكر الماركسي . ومن بقي يحافظ على مبادئه , فهو يعاني من الانقسامات والانشقاقات على اساس هذا الرأي او ذاك الموقف. وعمومها تعيش في بلدان مستقرة ولم تحصل فيها تغييرات او هزات اجتماعية . ماعدا العراق الذي احتل بالكامل ودمرت دولته ومؤسساته وبناه الاساسية . فكان واجبا على الحزب الشيوعي العراقي ان ينهض بمسؤؤلياته التنظيمية , واعادة بناء نفسه وتوحيد قواه المختلفة , التي انشقت عنه في فترة من الفترات لأسباب معينة غير موجودة الآن , و ضرورة اتباع سياسة وطنية عملية كما عهده الشعب , ويعيد بناء صفوفه بعد ان اصابها الاعياء والتشتت والارهاق , من خلال برنامج وطني جديد وشعارات جديدة , تناسب المرحلة البالغة الخطورة , وان ينأى بنفسه عن السياسات الرسمية المشبوهة وان صدقت نواياه , التي رسمتها احزاب المعارضة العراقية السابقة , من خلال مؤتمراتها العديدة في الخارج قبل سقوط النظام , والتي ارتبطت بامريكا , معتقدة بأنها قادرة على استثمار نتائج الاحتلال الامريكي للعراق , لصالحها كل حسب تفكيره وبرامجه . فرغم ان الحزب الشيوعي تختلف مواقفه عن مواقف وادوار بقية الاحزاب العراقية , الا انه وضع نفسه في طبخة الاحتلال بشكل واضح , خاصة منذ قبوله ومشاركته في مجلس الحكم الانتقالي المبني على اسس طائفية , وما تبعه من حكومات طائفية وانتخابات غير ناضجة الظروف ودستوركتب على عجل.. وما الى ذلك . ليس معناه عدم المشاركة في هكذا طبخة سياسية , ان يبقى الحزب معزولا عن الحدث السياسي الوطني , بل كان عليه ان يثبت للشعب وهو في طريق عودته اليه , انه ما زال ملتزما وطنيا مخلصا , وخطواته في الطريق الوطني الصحيح , وتحالفاته مع الوطنيين المخلصين , وعدائه للامبريالية والاحتلال بهذا الشكل وبهذه الصورة .. فكان عليه مثلا ان يرفض اسلوب تشكيل مجلس الحكم رفضا مبدئيا واساسيا لا اعتراضا اعلاميا خجولا ثانويا , ويقول انه مجلس حكم طائفي , ولا يمكن ان يكون وطنيا و يقود الى وحدة وطنية حقيقية , هو بأمس الحاجة اليها . وعندها يكون قد اعطى اشارة كبيرة الى الشعب ليلتف حوله , ولتتقوى معه بقية الاحزاب الوطنية الصغيرة وتلك حديثة التكوين . ولكان قد حافظ على هيكله التنظيمي موحدا دون انقسامات وانشقاقات , وهي في تزايد يوما بعد يوم . كما ان رفضه للطائفية المؤسسة ابتداءا من مجلس الحكم , لا يعني ضرورة الالتحاق بأطراف ما يسمى بالمقاومة المسلحة التي تكون بقايا صدام وارهابي القاعدة واسلاميي التكفير والسلفيين اعمدتها الرئيسية . كان عليه ان يسلك طريقا ثالثا هو طريق الشعب وحماية مصالحه والدفاع عنها.. طريق لا طائفي ولا ارهابي وانما طريق وطني . ولكان قد اسس قاعدة متينة يرتكز عليها لقيادة الشعب , ولما بقي على الحالة التي هو فيها الان . صوتان محتاران في البرلمان , ووزير لا اثر عملي او سياسي لوزارته في الاحداث اليومية , اوتأثير مباشرلها في خدمة الشعب . استغل في مسألة قومية خطيرة (مسألة كركوك ) ستجلب عليه اشارات غير مشجعة , رغم نزاهته واخلاصه في ذلك الاتجاه. وخلال الخمس سنوات الماضية لم يحقق الحزب نصرا نوعيا او خطوة عملية على النطاق الحزبي او النطاق الوطني , بل ظل مقيد في اطار العملية السياسية والمواقع الرسمية الضعيفة التي اوكلت اليه , بينما كوادره الملتزمة تعاني من حالة خجل من الذات شديدة . وكوادره في الامس القريب التي تركت الحزب بعد مشاركته في العملية السياسية لهذا السبب او ذاك , تعاني من احباط شديد ولا تريد التعرض للحزب وقيادته بالنقد او العتب واللوم . ومعانات الشعب المختلفة في تزايد واستمرار . الاستمرار بالالتزام بالفكر الماركسي الخلاق يتطلب قيادة خلاقة والوضع العراقي منذ الاحتلال ولحد الان هو وضع استثنائي. اذن يحتاج الأمران الى حزب خلاق استثنائي وقيادة خلاقة استثنائية , او التنازل عن المباديء الماركسية وبناء حزب بفكر آخر ونظرية اخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النائب عن تحالف اليسار ديفيد غيرو: سنعرض مرشحنا لشغل منصب رئ


.. نائب المستشار الألماني يرحب بفوز اليسار على أقصى اليمين في ا




.. بعد الانتصار.. معركة جديدة في صفوف اليسار الفرنسي؟


.. نتائج التشريعيات في فرنسا: احتفالات أنصار اليسار وخيبة أمل ا




.. ما ردود الفعل في موسكو على هزيمة اليمين المتطرف في تشريعيات