الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


10 قصائد

نصيف الناصري

2008 / 1 / 18
الادب والفن





السقطة المريعة لمفتاح الزمان

هذا النهار ، السماء أشدّ نداوة من ظلال الأحلام ، واللازورد المنجّم يسيل
فوق الغصون والأحجار والتكهنات المتقلبة للرغبة .
مبادلة الأسرار
لا تجرح اليد الخالية من الأظفار
والفكرة تفكك طويل لكل ما لا نفتقده في القرابين التي نرفعها لآلهتنا العطشى
في الأفلاك العتيقة .
نائمة في صيف الكمانات ، تتململُ شمس تقدماتنا وتنفتحُ باتجاه المشيات
المتصلبة للتوردات العميقة لفجرنا الحيران .
في التحركات اللامرئية لتنفسات الوردة . أصغينا طوال الليل للسقطعة
المريعة لمفتاح الزمان وأحصينا موتى بلاد النخل المغلقة .
لأجل هذا النهار الذي يثني البحر عن كشف أصدافه المتناوبة في هواجس
الغرقى . يلزمنا التجوال في الدروب المضببة للأبدية .
أختنا الوردة تكشف سرّتها للصيف وتحتجب خلف القناديل المستهدفة للسرّ في الحديقة .
عبر الفسحات المتشابكة والتقاطعات المادية لسراب ثمرة جهد الانسان
كنّا نطوي القيلولة الهاذية للموت ونركنها بين الظلال العظيمة للدودة المخربة .
ما لا نفكر فيه ، حاضر بقوة صلابته دائماً ويسلبنا دفء الجذور والقنديل
الضعيف للكينونة . لا ينبغي لنا النوم في الشواطىء الواطئة تحت الأشجار .
طيور ناعسة أكثر وطأة على العالم من برد البراكين . تتجول في الاهتزازات
المشوهة لأحلامنا وتسلبنا النسمة المتعفنة للحياة .

15 / 1 / 2008 مالمو

كل ولادة تدفق حيّ لفقدانات جديدة

تموت سنوات صيف الثمرة وتعود أكثر صفاء في طيرانها بين الأفنان
المتثائبة لحياة الانسان .
هل تجدي تراتيلنا نفعاً وسط هذه الشهقات العليلة لأشرعة النهار المقيّدة
والطافية فوق مياه الصمت الممتدة باتجاه ذبول الأشياء ونظائرها المتعددة ؟
غرف أنثوية عميقة في الشجرة النقية للزمن ، تحجبنا عن رؤية الصلاه
الخفيفة للفراشة في غابات الرغيف ، لكن النشوة الفاترة لحملقاتنا في
الممرات العالية لما وراء الوجود . تصيبنا بالتشنج والانحلال ،
والانحرافات الغامضة لقناديل المطلق التي تسحبنا باتجاه الاشارات المتهدجة
للمادة . لا تعيننا على النهوض من رقادنا المنعطف بين الحشائش المتعففة في تلوناتها المزدوجة .
في كل رابية ومنحدر لنا ريشة متثائبة
وفي كل حقل وصخرة
لنا نافذة نرنوا عبرها الى الاعصار الذي يحنو على حيواتنا عديمة الرائحة .
ينبغي أن نضرم النار في الجرح
ونرافق زيز الحصاد الى شعائره الخطرة .
كل رعشة علامة صمت
وكل ولادة تدفق حيّ لفقدانات جديدة .
وحدها الظلمة العاشقة تعانق السنبلة والفضاءات المقفلة .

15 / 1 / 2008 مالمو

تعرجات أنهار لموتى طويلة

لا قرابة لي مع الغيوم وشفافياتها ولا صداقة
ولا الفة لي مع التعاطفات الندية للغابة وأقمارها الضنينة
أضاعت جذرها حياتي في اليقظة المنتصبة للرماد الثقيل
وانسدّت الذبذبات المتصدعة لأحلامي على الأشجان والحجارة
المتضعضعة . أيامي المضمّدة تعرجات أنهار لموتى طويلة
تنام فيها الرموش المتهدلة والرغبات الذابلة العصية .
في الحضيض الذي ينسدل على أنقاض أغنيتي
لا أملك ضفة
ولا طلاوة ليل
غبار حياتي الأسيرة يلفعني بروائح ذكريات من رحلوا من أحبائي
ويهتز حاضري من صرير الى صرير .
السياجات الباعثة على الغثيان تحجبني عن المشي في أرض الرغبة
وهذا النهر المتدفق في ملامساته لصحراء العالم
أكثر توهجاً منّي في تلاشي حلمي المحكوم عليه بالظلام .

15 / 1 / 2008 مالمو

الظلال غير المتناهية للديمومة

في حميمية النعمة الغلاّبة للحب ، يتنفسُ ليل العاشق نار الطبيعة
والتاريخ ، تحت الشفافية الصادحة للغبطة والاشراق
وتصبح كل أشجار العالم بنداواتها المرعبة
صخرة فجر لصعود ترتيلته العميقة للموت .
في هذه الأرض المتجمدة والمواظبة على شرورها
ينبغي الامساك دائماً بالشعلة المتعجلة للجمال
ينبغي أن لا نترك أية اسنادات تعينا على الوصول
الى الظلال غير المتناهية للديمومة .

11 / 1 / 2008 مالمو

الانعكاسات اللامجدية للحب العاثر

أعيشُ منذ اسبوع وحدي مع أنقاض ماضيّ بالبيت . زجاجات المارتيني التي نفدت
جعلت الحطامات في وجهي أشبه بالهزّات الارتدادية .
أيام وأشجار حياتي غطست في شعائر ليلي قبل أن يكتمل
صعودها . الآن – أنا رجل وحيد ، حزين ومحطم
البحث عن بذرة ما
أو الانصات الى كونشرتو كمان
يشكل لي معضلة كبيرة .
في المتاهة المتعثرة لحاضري الشائخ ، تفلت من بين يدي
أصول طفولتي ونقاوتها المادية .
وحده الجلوس عند نافذة المطبخ
والتأمل أثناء الشراب
هو ما يحميني من العودة الى عذابات ماضيّ .
أين ولّت تلك الأزمان التي عبرتُ فيها جسور الضحى
ونمتُ تحت أحجار الآلهة
ورافقتُ اليعاسيب الى عطور النجوم المضببة ؟
اللاحبيبة ترقد الآن الى جانب بعلها العجوز المريض
وفي يدها مئات الآلاف من الدولارات والشقق المؤثثة الفخمة
في برلين وبغداد وبيروت .
دعها تنعم وترفل في جمال أساطيرها
دع حياتك التعيسة تمضي
ولا تزيّفها في الانعكاسات اللامجدية للحب العاثر .

11 / 1 / 2008 مالمو


الأضواء القرمزية لعدل الله في سنبلة الفجر

في الأضواء القرمزية لعدل الله في سنبلة الفجر
سمعت في الكرستال المغّيم لصلاتي
التيقظات الطفلية للاأمل
وقادتني شرارة الرحمة الإلهية النقية الى حيث نور حياتي
جثوتُ وجثت معي الأعشاب والأسرار والنجوم تحت
سماء محيط الفضل العظيم .
أعنّي يا إلهي
وامنحني لقاء المصادف الضروري والحتمي
نفد الخبز والخمر
وانسدت بوجهي الآفاق
لا غناء
لا ملح
لا رعشة ولا التفاتة .
أتعثر طوال الليل في الثلج
وما من كأس مترعة تحيي الموتى .

11 / 1 / 2008 مالمو

الايقاظة المحترسة لرغباتنا

لا تتعاطف معي هذه الأشجار العارية في حتمية موتي
ولا هذه الأكاليل المنعمة .
رغباتي التي توسدت صمتها ، أسمعها الآن تئن وأسمع
تنهداتها المصكوكة عبر رياح الخريف الدائمة لحياتي .
في الماضي حلمتُ في النوم على أرائك كبيرة بحديقة فارسية
تسقيني جاريتي الخمر وتغني لي عن اللذة والحب
لكن حلمي المطوق الآن يجبرني أن أحيا في ليل اسمنتي
غير مقطون .
يعبر الجميل الغريب والممتنع صوب المتاهة دائماً بلمحة خاطفة
لكن ما يعزينا في رغباتنا التي تنام في النوافذ المغلقة للعالم
هو الألم وأصيافه بيبوستها الغامضة .
نموت ويوقظنا عري القنديل
وفي الايقاظة المحترسة لرغباتنا تنبثقُ الظلال
المنجّمة لحياتنا المتصدعة .

11 / 1 / 2008 مالمو

نومة واحدة تكفي لمجيء النمل

محروساً بذكرى عميقة تلتهم الصدع اللانهائي لنومي
أرنو الى التباطؤات المبهرة لأشواك الكلمة
قناديل وجهي التي انغرست في تقاطعات شوارع الشجرة
الذابلة لرغباتي . تنشر صمتها فوق صيف السنبلة المخلوعة للنهار .
لا أود التحديق الآن في أرض رأسي المتشنجة
ولا أود الكلام عن عين الصقر في انصاتها للطريدة .
نومة واحدة تكفي لمجيء النمل
حيث العفونات تستقر فوق سواد الميت .
كل ما يبنيه الانسان وما يحافظ عليه ويصونه
يجعله مفتاح الزمن هزأة ويفترسه بقوة عناكبه التي لا تتنفس .

11 / 1 / 2008 مالمو

عبرت أنهاراً عريضة الكدمات

تنامُ الى جنبي الغيوم مطوقة بذهب الأيام
وفي مبادلة الأشواق
تصير كل غيمة كلمة – شمس
وفي القبض على الجوهر العصي للّحظات
تصير الغيوم زمردات أسىً تمزقه الكينونة .
هل كنتُ في الحرب ينومني المحراث الدامي للأمل ؟
سنوات طويلة انعقدت أمامي وأنا أحاول الخلاص
من الزينة المتجددة لموتي .
في بلادي التي ما غنّى فيها طائر الوقواق
ولا توّردت خدود البنات
عبرت أنهاراً عريضة الكدمات
وما ارتوت في يوم ما أشجار حياتي .

11 / 1 / 2008 مالمو

الانصات الى النبضات المطبوعة لجمال سرّتكِ

نصغي الى ما يوهمنا في الظلال الأنثوية لشفاعتكِ اللامكترثة
لنضوج ثمرات رغباتنا ، ونطوّع لأجفانكِ الثقيلة النسيم وشهادة
الوردة العليلة . في الانبثاقات المزدوجة للبروق المتمايلة في السماء
المحترسة . لا تسندنا شمس الآلهة ولا تنذر اصطفافاتنا شفافية
صمتكِ . أنتِ التي تقاد فراشة عشقها بحنو صوب البوابات
العظيمة للنور . يا مَن تفيض ينابيع احسانكِ على حقول الليل
والنهار ، وتنوّر الدروب والمعابر .
في انهماكنا بكتابة مديحكِ وما بين الانصات الى النبضات المطبوعة
لجمال سرتكِ ، والتوترات الحادة لرغباتنا .
نعطرّ لمجيئك الغبار الرقرقان
ونطوّع اللحظات والنجوم
والأقاصي المظلمة لمخالب الزمان .

11 / 1 / 2008 مالمو

* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي يتحدث عن الانتقادات التي


.. الفنان محمد خير الجراح ضيف صباح العربية




.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال


.. الفنان محمد الجراح: هدفي من أغنية الأكلات الحلبية هو توثيق ه




.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو