الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناضلو فلسطين الشيوعين

علاء نايف الجبارين

2008 / 1 / 18
القضية الفلسطينية


سطروا بتضحياتهم تاريخنا المشرف وكتبوا بدمائهم والآم السجون والتعذيب كلمات الصمود التي عرفنا بها، رفضوا أن ينظموا لقافلة المتسلقين، تنحوا ولكن ليس رغما عنهم بل لأنهم اكبر من أن يكونوا شركاء في ما يعتبروه عارا.

خجلت من نفسي عندما دعيت لحفله موسيقيه فرحت متلهفا وإذا بي اواجه إعلانا هنا يكرم سجناء الجفر خجلي كان لسببين الأول أني جئت لأسمع الموسيقى والثاني لأني لم اعرف هؤلاء فكلهم شيوخ وكبارا بالسن ولم نكن سوى عدد محدود من الشباب

بدا الحفل وتحدث الكثيرون وأنا أتسمر الوجوه التي أكلتها سنوات العمر ناصعة البياض كأنها لم تعاني يوما ولم تعذب وتسحل أجسادهم فبدا الفخر والحزن يتسلقوا جسدي فخرا بان انتمي لشعب بنا هؤلاء مرحله عظيمه منه وحزنا على جيلنا الذي لم يتعلم ولم بأخذ من تجربتهم شيئا
لأنني لم اسمع بهم من قبل ربما أتحمل جزئا من المسوؤليه فقد كنت انتظر حتى يأتي دورهم لأتعرف من هم هؤلاء

سجن في الأربعينات عند الانكليز ومن ثم في سجن الجفر عند الاردنين كان له مكانه، تراه خلف نظارته السوداء لا تصدق الأمر، فتنتظر حتى يتحدث فتبدأ باكورة ذاكرته القوية بالدوران فارجعنا لنضاله ورفاقه ورفضهم المساومات وتعرضهم للتعذيب، حتى وصل إلى ما نعيش في هذه المرحلة محذرا من حاله الانقسام وتأثيرها على مسيره الشعب.

بدا الرفاق يتقاطرون على المنصة كحبات المطر تبرد قلوبنا التي يدميها القتل والموت والتعذيب والصراعات فأرجعونا معهم إلى حقبتهم وكم حزنا لأننا عدنا إلى مكاننا ولم نبقى هناك
فهم لم تحيدهم كل هذه السنوات وهذه التغيرات والإحداث عن يساريتهم، وبقوا مخلصين لما يعتقدون وما قدموه وتجدهم يفتخرون بتاريخهم وحركتهم رغم التحديات التي تواجهها في حاضرنا.
تاريخ الحركة الشيوعية التي همشت ولا ندري ما هو السبب فهؤلاء كانوا من قاده المقاومة سواء في السجون أو في العمل المسلح وما لفت انتباهي الحديث عن تلك الوثيقة التي خرج بها الحزب الشيوعي مطالبا بالموافقة على قرار التقسيم مدركا بان الأمور على الساحة الدولية لا تحتمل المجازفة، فاتهموا بالخيانة وحوربوا من الأنظمة العربية وقتلوا وسجنوا وشردوا وفي النهاية تبين لنا بأنهم كانوا على صواب وها هي كل الدول العربية تركض خلف التسويات المذلة وعلى الفتات فهل لو قبلنا بمبادرة الشيوعيين في تلك المرحلة وصلنا إلى ما نعيش به الآن؟
طبعا لما وصلت الأمور إلى هذا الحد من قتال وانقسام فلسطيني وهجمة دوليه وحصار وقطع للمساعدات، فكان لنا دولتنا ونظامنا واقتصادنا الحر وربما ملكنا ألقدره للعب دور مهم في النظام الإقليمي والدولي وما كنا سننتظر مبادرات الآخرين ليخرجونا مما نحن فيه.

انتهت ألامسيه ولكن لم تنتهي تساؤلاتي لماذا لم يذكر هؤلاء في تاريخنا ؟ لماذا احتكر البعض النضال في تلك المرحلة , وارجع لنفسه كل البطولات ؟ لماذا غيبوا حتى ألان ؟ لماذا لم تبنى الجسور ما بينهم بين جيلنا لنتعلم منهم ؟

لم يفت الأوان ولنعيد لهؤلاء قدرهم ومكانتهم وليأخذوا حقهم, لتعقد الندوات والمؤتمرات التي تعرف الناس وأجيالنا بهم وبنضالهم , لنكتب عنهم ونجمع ذكرياتهم في كتب وتوزع على الطلاب في المدارس والجامعات
ليكرموا من قبل الجهات المعنية وتطلق أسمائهم على المدارس والمباني لأننا مهما فعلنا فلن نعطي هؤلاء حقهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية