الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أين أقف ؟ لميخائيل باكونين
مازن كم الماز
2008 / 1 / 23الارشيف الماركسي
إنني باحث متحمس عن الحقيقة ( و لست أقل عداوة شديدة لأساطير صنع الشيطان ) التي يدعيها حزب النظام , هذا الممثل الرسمي صاحب الامتيازات و صاحب العلاقة لكل الأديان الحالية و القديمة , و الفظاعات الميتافيزيقية و السياسية و القضائية و "الاجتماعية" , و التي يستخدمها حتى اليوم و ذلك فقط ليجعل العالم غبيا و ليستعبده , أنا عاشق متعصب للحقيقة و للحرية اللتين أعتبرهما الوسط الوحيد الذي يمكن فيه للذكاء و الوعي و السعادة أن تتطور و تزداد .
أنا لا أعني أبدا الحرية الرسمية التي تفرضها الدولة , تحكمها و تنظمها , هذه الكذبة منذ الأزل , و التي تتألف في الواقع من امتيازات القلة التي تقوم على عبودية الجميع – و لا حتى الحرية الفردية الشخصانية الضيقة و الخيالية التي تقول بها مدرسة جان جاك روسو و سائر أنظمة أخلاقيي الملكية , و برجوازية الطبقة الوسطى و الليبرالية – وفقا لما يسمى بحقوق الأفراد و التي "تمثلها" الدولة و التي تشكل القيد أو الحد على حق الجميع , و الذي وفقا له تتقلص حقوق الجميع بالضرورة و دائما إلى لا شيء إلى صفر . كلا , إنني أعتبر فقط ما يستحق اسم الحرية و ما يدل عليه اسمها حقيقة , و التي تتضمن في التطور الكامل لكل القدرات المادية و الفكرية و الروحية الموجودة بشكل كامن في كل فرد , الحرية التي لا تعرف أية قيود سوى تلك التي تفرضها قوانين طبيعتنا نفسها , أي أنه لا يوجد فعليا أية قيود عليها – لأن هذه القوانين لا تفرض علينا من أي مشرعين خارجيين من حولنا أو فوقنا , إن هذه القوانين هي مجبولة داخلنا , متعلقة بنا و تشكل الأساس الفعلي لوجودنا المادي و الفكري و الأخلاقي , و لذلك عوضا عن أن نرى فيها قيدا , إن علينا أن نراها على أنها الشرط الفعلي و السبب الحقيقي لحريتنا .
الحرية غير المشروطة
إنني أعني حرية الفرد التي , عوضا عن أن تتوقف بعيدا عن حرية الآخرين كما لو أنها قبل الحدود أو التخوم , فإنها على العكس ترى امتدادها في لا تناهي إرادتها الحرة , الحرية غير المقيدة للفرد من خلال حرية الآخرين , الحرية عبر التضامن , الحرية في المساواة , الحرية التي تنتصر على القوة الوحشية و على مبادئ التسلطية , التعبير المثالي عن تلك القوة التي بعد أن تدمر كل الأصنام الأرضية و السماوية سوف توجد و تنظم عالما جديدا من الإنسانية غير المقسمة على أنقاض كل الكنائس و الدول . إنني مدافع مقتنع بالمساواة الاقتصادية و الاجتماعية , لأنني أعلم أنه خارج هذه المساواة فإن الحرية و العدالة و الكرامة الإنسانية و الخير الأخلاقي و الروحي للإنسانية و ازدهار الشعوب و الأفراد كل ذلك سيبقى على الدوام مجرد كذبة فقط . لكن كمدافع دون أية شروط للحرية , الشرط الأول للإنسانية , فإنني أعتقد أنه يجب إقامة هذه المساواة من خلال التنظيم العفوي للتعاون الطوعي للعمل المنظم بشكل حر و في كومونات ( جمعيات تعاونية ) متحدة , عبر اتحادات المنتجين و عبر الاتحاد الطوعي المتساوي للكومونات – و ليس عبر فعل المراقبة الأعلى للدولة . هذه النقطة أكثر من أي نقطة أخرى تقسم الاشتراكيين الثوريين أو الجماعيين عن "الشيوعيين"* الدولانيين ( أو التسلطيين ) , أنصار الضرورة المطلقة للدولة و بواسطتها . يتصور الشيوعيون أن شروط الحرية و الاشتراكية ( مثلا , إدارة شؤون المجتمع بالإدارة الذاتية للمجتمع نفسه من دون توسط و ضغط الدولة ) يمكن تحقيقها بتطوير و تنظيم القوة السياسية للطبقة العاملة , بشكل أساسي بروليتاريا المدن بمساعدة البرجوازية الراديكالية , فيم الاشتراكيون الثوريون ( أو الذين يعرفون أيضا بالتحرريين ) , أعداء الحلفاء و التحالفات ذي الحدين , يعتقدون على النقيض تماما أن هذا الهدف يمكن تحقيقه و تجسيده فقط عبر تطوير و تنظيم ليس القوة السياسية بل القوى الاجتماعية و الاقتصادية , و لذلك القوى المعادية للسياسة , للجماهير العاملة في المدينة و الريف , بما في ذلك كل الأشخاص المنبوذين من الطبقات الأعلى المستعدين لأن يقطعوا الصلة مع ماضيهم و ينضموا إلى الجماهير علانية و يقبلوا برنامجها بدون شروط .
طريقتان
من الاختلاف الذي سميناه , تظهر طريقتان مختلفتان . يدعي "الشيوعيون" أنهم ينظمون الطبقة العاملة لكي "يستولوا على السلطة السياسة للدولة" . فيم ينظم الاشتراكيون الثوريون الجماهير بهدف تصفية الدولة مهما كانت صيغتها . الأولون هم أنصار للتسلطية في النظرية و الممارسة , أما الاشتراكيون فإنهم يثقون فقط بالحرية لتطوير مبادرة الجماهير لكي تقوم بتحرير نفسها . التسلطيون الشيوعيون يرغبون بفرض "علم" الطبقة على الآخرين , أما التحرريون الاجتماعيون فإنهم ينشرون العلم التجريبي بين هذه الجماهير بحيث أن المجموعات و التجمعات البشرية المشبعة بالاقتناع بها و بفهمها , ستنظم نفسها بعفوية و حرية و طوعا من الأسفل إلى الأعلى بحركتها الذاتية و وفقا لحدود قوتها – و ليس وفقا لخطة مرسومة سلفا قد أمليت عليهم , خطة تجري محاولة فرضها من أعلى من قبل قلة "عالية الذكاء , مخلصة و كل ذلك" على ما يسمى بالجماهير الجاهلة . إن التحرريون الثوريون الاجتماعيون يعتقدون أن هناك أسبابا عملية أكثر و منطقا أكبر في طموحات الجماهير أكثر من الذكاء "العميق" لكل الرجال و المرشدين المتعلمين للبشرية الذين يريدون أن يضيفوا إلى المحاولات الكارثية "لجعل البشرية سعيدة" محاولة أخرى جديدة . إننا على النقيض من هذا مقتنعين أن البشرية قد سمحت بأن تحكم و يشرع لها لفترة طويلة جدا و أن أصل كل بؤسها لا يمكن البحث عنه في هذا الشكل أو ذاك من الحكومة أو الدولة التي يقيمها الإنسان , بل في ذات طبيعة أو وجود أية سلطة حاكمة , من أي نوع أو مهما كان اسمها . إن أفضل أصدقاء الناس الجاهلين هم أولئك الذين يحررونهم من عبودية السلطة و يتركونهم ليعملوا فيما بينهم و مع كل فرد آخر على أساس الرفقة القائمة على المساواة .
* هذه التسميات : الشيوعيون و الاشتراكيون الثوريون , تعود إلى تلك المرحلة في بدايات النصف الثاني من القرن 19 , الاشتراكيون الثوريون هم نظير التحرريين اليوم أما الشيوعيون فهو الاسم الذي يصف التيار السياسي و الفكري الدولاني الداعي للاستيلاء على الدولة – المترجم .
ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.marxists.org/reference/archive/bakunin/index.htm
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. خلال جلسة استماع علنية كشف آخر ما قيل على متن غواصة الأغنياء
.. الندوة القانونية(قراءات في مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية
.. امين عام الحزب الشيوعي المصري الرفيق صلاح عدلى يشارك في الذ
.. مشاهد جوية لحشود من المتظاهرين الإسرائيليين يطالبون بعقد صفق
.. برنامج مواقف - الحلقة 2 | عبد الحميد أمين عضو المكتب السياسي