الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسنان الرئيس بارزاني

بدل فقير حجي

2008 / 1 / 21
كتابات ساخرة


كلمة عظيمة و مفيدة و جميلة تبتدأ بها القرآن الا و هي أقرأ ، و لو كرمني الله بالنبوة لرجوت و طلبت منه ان تكون اول كلمة يكلف بها الوحي لأنزالها هي فعل الامر : (( نظف )) و ان تكون مايليها من كلمات الاية أو الاصحاح هي : .....أسنانك ثلاثة مرات في اليوم الواحد و كنت سأسمي الفصل الاول من كتابي المقدس سفر أو سورة الأسنان ..
ربما هنالك من يسأل تحت أي عنوان كنا سنقرأ كتابك ؟
اجيب و أقول : الأنسان و الطبيعة ..
بالتأكيد آخرون سيستعلمون عن سبب التركيز في أول آية و سورة على الأسنان ؟
أرد و اقول لعدة اسباب منها بايولوجية و صحية و وظيفية متممة و مكملة لدور و اهمية بقية اجهزة و اعضاء جسم الانسان و أخرى نفسية لها صلة بمظهره و شكله الخارجي .
بالطبع سيردون و يقولون : كان من الاجدر ان تعطي الاولوية لأعضاء اساسية و رئيسية و مركزية لها اهمية اكثر و اكبر للحياة !
أجيب : أنا احترم رأيكم و لست بالضد منه ، بل و أتفق أن كل أعضاء الجسم لها أهميتها و دورها و بخلاف ذلك لابد أن تحدث تحورات و تغيرات في هيئتها و تركيبتها و من ثم تنتفي الحاجة الى وظيفتها و بالتالي يمكن ان يضمحل العضو او يبقى له اثرا بسيطا ، وحتما ذلك كله لايجري الا بالتدريج و المرور بمراحل مختلفة و حسب الظروف البيئية و الطبيعية و التي ربما يستغرق مئات الالاف او الملايين من السنين ، و الامثلة على ذلك عديدة لسنا في صدد ذكرها ، اما اختيار الاسنان قبل غيرها من الاعضاء فكان ذلك لأسباب ذكرتها اعلاه ، اضافة الى دواعي و بواعث سياسية سنتطرق اليها في سياق المقال هذا ، و قبل الخوض بشيء من التفصيل لجملة تلك الاسباب لابد ان نذكر ان الانسان قضى اكثر من تسعة و تسعين بالمئة من حياته و تأريخه في طور الوحشية ، فلابد انه استخدم اسنانه في بعض تلك المراحل كوسيلة للدفاع و الهجوم و الانقضاض على الخصوم و الفرائس ايضا .
أما من الناحية العلمية و العملية فأن الاسنان تقوم بمهام قطع و مزق و طحن الأكل و خاصة الصلب و الجاف منه و بالتالي تسهل وظيفة و عمل بقية اعضاء الجهاز الهضمي و الذي يقوم بدوره في نهاية الأمر بأمتصاص و نقل الطاقة بكافة انواعها الضرورية الى دم الانسان .
قد يعاني الانسان الكثير من الالام و الاوجاع الحادة و القوية من جراء تسوس و تآكل و التهاب اسنانه و لثته و كذلك من ما يترتب منها من ضرورة زيارة الطبيب و اجراء الفحوصات و عمليات الغسل و التنظيف و الحشو و القلع و قطع الاعصاب و احيانا ملئ بعض الفراغات في الفك بمواد عظمية خاصة او تصويرها بالاشعة السينية او معالجتها بأشعة الليزر او أقامة الجسور في فكيه أو تركيب الأسنان الاصطناعية عليهما ، والعمليات هذه تكلف و قتا و انتظارا و احيانا مبالغ مالية كبيرة ليس في وسع و امكانية أي من كان توفيرها و تسديدها .
و أذا مافقد الأنسان أسنانه أو حتى بعضا منها لأسباب تتعلق بالأهمال و الكسل و عدم الوعي أو بالفقر أو بالوراثة أو بتقدم السن أو لنقص مادة الكالسيوم و الفلوريد في الغذاء و الماء الذي يتناوله و يشربه ، فلن يكون بمقدوره تناول العديد من أنواع الأكل بشكلها الطبيعي و المعتاد و بالتالي سيحرم من متعة التلذذ بها ، و من الجانب الآخر انه سيصاب بأضطرابات و عقد و امراض نفسية كالخوف و الشعور بالنقص و القلق أو التشرد الذهني و عدم التركيز و عدم الثقة بالنفس و ربما امراض نفسية آخرى ، والأمر هذا يتعلق بشريحة الشباب اكثر من غيرهم و خاصة العشاق منهم ، فكيف للشاب أو الفتاة ان تصور نفسها فاقدة و لو لبعض من اسنانها و خاصة الامامية منها و التي تشمل القواطع و الانياب ، بالتأكيد سيكون تأثير ذلك على شخصيتهم و نفسيتهم كبيرا ، فهم سيرون ان ذلك يعتبر تشوها لشكلهم و مظهرهم الخارجي و خاصة أبتسامتهم و هم بذلك محقين لأنها حقيقة واقعية و ليس اعتقادا او افتراضا او خيالا …
على العموم ان ذووي الاسنان السليمة و الصحية و النظيفة و الجميلة يمتازون بشخصية كاريزمية و بجاذبية خاصة ، كما انهم يتمتعون بفكر سليم و راحة نفسية و جسدية اكثر من غيرهم …..
مرة آخرى و كنبي مفترض أدعو جميع بني البشر في رسالتي النبوية الى أرتشاف معرفة و ثقافة نظافة الاسنان وحمايتها من مناهل كتابي المقدس المفترض و من المصادر العلمية الحديثة و المتنوعة ....
في شهر تشرين الثاني من العام المنصرم أختفى الرئيس بارزاني مسعود لبضعة اسابيع و تناقلت حينها بعض الصحف و الفضائيات و وكالات الانباء اخبار و روايات مختلفة و متضاربة عن أسباب أختفائه ، منها ماذكرت أنه أصيب بجروح بليغة اثناء محاولة أغتيال قام بها أفراد من حرسه الخاص و نقل على أثرها الى أوربا لغرض المعالجة ، و أخرى ذكرت عن قيامه بزيارة لأحدى الدول الاوربية للمشاركة في مفاوضات و محادثات سرية تجري بين امريكا و تركيا و حزب العمال الكوردستاني ، أما رئيس ديوان رئاسة الاقليم فلقد خرج على الملئ و صرح لشبكات و دوائر الاعلام بأن الرئيس في زيارة شخصية الى النمسا ، وقبل عودته بيومين أكد رئيس حكومة الاقليم البارزاني نيجيرفان بأن رئيس الاقليم البارزاني مسعود في زيارة شخصية لغرض اجراء فحوصات و علاجات خاصة بأسنانه ...
و بعدها ظهر الرئيس البارزاني مسعود للعيان في مطار أربيل و بصحة جيدة و على أحسن مايرام ليقطع بذلك دابر السبيل امام الاعداء و ليحبط و يخيب تلك الامال التي راهنوا عليها و لينفي بنفسه تلك الدعايات المغرضة و الخبيثة التي تناقلتها و ذهبت اليها تلك الاطراف المعادية و التي أستهدفت من ورائها اشعال نار الفتنة و دق اسفين التصدع و الانشقاق و العداء و الفوضى و من ثم نشر سمومها الصفراء في جسد الاقليم الكوردستاني و الذي يتمتع بأمن و استقرار نسبي جيد ، و في الوقت نفسه بعث البارزاني البهجة و السرور في نفوس الملايين من الشعب الكوردستاني بصورة عامة و لأتباعه و مريديه و مؤيديه بصورة خاصة ، ولكن بالتأكيد ان الكثيرين من اؤلئك و أن لم يعلنوها جهارا أخذوا على الرئيس و ذكروا في قرارة نفسهم : ماذا يقول سيادة الرئيس ؟!! الناس ظلت خائفة و قلقة ومرتبكة جدا نتيجة حرصها و خوفها على حياته من خطورة وجسامة الدعايات التي فبركتها و أشاعتها الجهات المعادية ، وها هو يصرح بكل راحة بال على أن موضوع الاختفاء و مارافقها من ضجة اعلامية لم تكن يتعدى فحوصات و علاجات خاصة بأسنان سيادته !!
ربما هنالك من علق بسخرية على الموضوع و أختزله بمعادلة اخرى بسيطة أحدى طرفيها ( شعب و قضية ) و طرفها الآخر ( رئيس و أسنانه ) !!!
ومما لامراء فيه ان نخب و شرائح و طبقات الساسة و المثقفين كانت لهم قرائتهم وتحليلهم الآخر المغاير تماما لتلك التي اعلنتها وسائل الاعلام ورأت بأنه كان هنالك أجندات و برامج سرية و خفية من وراء سفر الرئيس و أن ماطرح بصدد أسنانه لم يكن سوى موضوع ظل هدفه التمويه وأشغال الرأي العام به .
أما أنا شخصيا فلقد اعتراني و انتابني شعور مليء بالغبطة و الفرح عندما سمعت و علمت أنهم يختصرون الموضوع برمته بالأسنان ، و بالأسنان فقط و ليس غيرها ، بالطبع للاسباب التي بحثتها وتطرقت اليها في النصف الاول من المقال هذا ومن منطلق ان القادة و الساسة و الدبلوماسين ذووي الاسنان السليمة و الصحية فقط يستطيعون اداء مهامهم و واجباتهم بصورة جيدة و على احسن مايرام .....

و هنا لابد من طرح بعض الاسئلة و أولها : هل ان جماهير اقليم كوردستان ستتعلم من تجربة الرئيس البارزاني مسعود مدى الاهمية و القيمة الفائقة لدور ووظيفة الأسنان في حياة الأنسان و كيفية حمايتها و الحفاظ عليها ؟؟
وهل أن الرئيس نفسه سيبادر الى تبني برنامج خاص لنشر وتعميم تلك الثقافة السامية و النبيلة ذات الصلة بالأسنان بين الشرائح المختلفة للشعب و ذلك عبر تخصيص جزء من ميزانية الاقليم لغرض بناء وفتح مستشفيات متطورة وحديثة خاصة بالأسنان في كل محافظة و قضاء و ناحية مع توفير أجود و ارقى انواع الفرش والمعجون و بقية مستلزمات و مستحضرات الغسل و التنظيف و توزيعها مجانا ، وكذلك تقديم برامج توعية في القنوات الفضائية والمحلية مع اقامة و فتح دورات وتقديم محاضرات و ندوات من قبل المختصين و الفنيين و المعنيين و لنفس الغرض و الهدف ؟!
و في رأينا ان الأمر سيكون مفيدا و جميلا للغاية اذا ماكان الرئيسان الطالباني و البارزاني ضيفا شرف لبعض تلك البرامج التلفزيونية و ستكون الحالة افضل لو وافقا على أن يؤديا دورا رئيسيا لبعض الاعلانات العلمية الارشادية التوعوية الخاصة بنظافة الاسنان و حمايتها عسى أن يستطيعا من خلال ذلك النتاج و العمل الاخلاقي و العلمي و الانساني القضاء على البكتيريا و الجراثيم المجهرية الضارة التي تسبب تسوس و تآكل أسنان ابنائهم من الجماهير الكوردستانية طالما انهما لم يستطيعا تنفيذ الوعود التي قطعوها على انفسهم و التي هي ذات الصلة والعلاقة بالقضاء على الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات الكبيرة و الخطرة جدا على جميع اجهزة و اعضاء الجسم والجسد الكوردستاني و المتمثلة بعصابات و مافيات الفساد المالي و الاداري في الاقليم الكوردستاني !!
وختاما... الكثيرين منا لايعرفون مدى ضخامة و عظمة دور اسنانه في حياته مالم يذق مرارة الامها و فقدانها ....و المثل الشعبي الكوردي يقول :(( لايعرف المرء قيمة واهمية قدميه مالم يقف على رأسه)) .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته